أثنت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر على التظاهرات التي دعا إليها حلفاؤها في «الجبهة السلفية» الجمعة المقبل، تحت شعار «الثورة الإسلامية»، معتبرة أنها «موجة جديدة للثورة المصرية». ودعت أنصارها إلى الالتحاق بتلك التظاهرات، قائلة إن «الإخوان على استمرارهم مع أبناء شعب مصر الحر في ثورتهم متمسكين بهويتهم». وكانت «الجبهة السلفية» المنضوية في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس السابق محمد مرسي، دعت إلى التظاهر في «انتفاضة الشباب المسلم» ل «الحفاظ على الهوية الإسلامية»، داعية إلى رفع المصاحف في تلك التظاهرات. واكتنف موقف جماعة «الإخوان» غموضاً إزاء تلك الدعوة، وإن كان أنصارها رفعوا لافتات لتأييدها في الشوارع، حتى أفصحت عن موقفها المؤيد أمس، بعد أيام من اعتقال آخر قيادي طليق فيها وهو العضو السابق في مكتب الإرشاد محمد علي بشر. وقالت الجماعة في بيانها أمس: «يؤكد الإخوان المسلمون على استمرارهم مع أبناء شعب مصر الحر في ثورتهم متمسكين بهويتهم حتى انتزاع كامل حقوقهم محققين أهداف ثورة 25 يناير». وأضافت: «في موجة جديدة للثورة المصرية المجيدة، يحتشد المصريون في جمعة الثامن والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) تمسكاً بهويتهم وانتصاراً لثورتهم السلمية». وثمّنت الدعوة «حفاظاً على هوية الأمة»، مؤكدة أن «هوية الأمة هي مصدر نهضتها وأساس تحررها» وأن الشعب «لن يقبل بطمس هويته والحرب على مقدساته وتدمير المساجد وحرق المصاحف وقتل شبابه وسحل نسائه». واعتبرت أن «زوال الانقلاب» أصبح قريباً، في إشارة إلى عزل مرسي. وفيما بدا محاولة لرأب الصدع الذي أحدثته تلك الدعوة داخل التحالف الداعم لمرسي، أكدت الجماعة «حق كل فصيل من فصائل الشعب المصري في التعبير عن رأيه بحرية كاملةٍ من دون تخوين أو تكفير». وكانت «الجماعة الإسلامية» أعلنت مساء أول من أمس عدم مشاركتها في تلك التظاهرات، مطالبة الداعين إليها ب «مراجعة مواقفهم». وقال مصدر في الجماعة ل «الحياة» إنها هددت بالانسحاب من «تحالف دعم الشرعية» في حال تبنيه رسمياً تلك الدعوة. وأضاف: «لو حدث عنف وسالت دماء في تلك التظاهرات، فإن ذلك التصرف سيعجل بانسحاب الجماعة الإسلامية من التحالف، بعدما حذرت من خطورة تلك الخطوة التي لن تكون لها أي فائدة». ويُخشى من أن تتحول تلك التظاهرات إلى اشتباكات دامية مع قوات الجيش والشرطة، خصوصاً أن أصواتاً مؤيدة لمرسي تُجاهر بأن «عصر السلمية انتهى»، وأن المتظاهرين سيواجهون «العنف بالعنف». ووصل الأمر إلى حد دعوة حلفاء ل «الإخوان» إلى حمل السلاح في تلك التظاهرات. وكان متظاهرون مؤيدون لجماعة «الإخوان» ومرسي رفعوا يوم الجمعة الماضي أعلام تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهتفوا باسم «داعش»، وهو تصرف استنكرته «الجماعة الإسلامية»، أحد أبرز مؤيدي مرسي. وحذرت جماعة «الإخوان» في بيانها أمس من ارتكاب السلطات «أعمال تخريب أو تدمير أو قتل للأبرياء ومحاولة إلصاق ذلك بثورة الشعب المصرى السلمية». واستنفرت الأجهزة الأمنية في مصر على نحو لافت، وانتشرت المكامن الشرطية في مختلف أنحاء العاصمة، وانتشرت أمس آليات للجيش في ميادين وشوارع العاصمة، وكُتب عليها «قوات حماية المواطنين». وحذرت وزارة الداخلية من أنها ستتصدى لأي اعتداء على المنشآت ب «الذخيرة الحية». وشدد الجيش من إجراءاته على الحدود، لمنع أي تسلل عبرها قبل اندلاع تلك التظاهرات المرتقبة التي ستحدد إلى حد كبير شكل ومسار العلاقة بين النظام الحاكم والمعارضة الإسلامية. واستنفرت المؤسسات الدينية الرسمية ومؤيدو النظام من التيار السلفي، خصوصاً حزب «النور» ومرجعيته الدينية جماعة «الدعوة السلفية»، للتحذير من خطورة الاستجابة إلى تلك الدعوات.