اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة المصرية ومؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي في مناطق متفرقة أمس، ما أدى إلى سقوط جرحى وأوقفت أجهزة الأمن عدداً من المشاركين في المسيرات، فيما توعدت السلطات ب «رد قاسٍ» المشاركين في تظاهرات دعت إليها «الجبهة السلفية» المنخرطة في «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان المسلمين»، في 28 الشهر الجاري تحت شعار «الثورة الإسلامية». وشددت على أنها «لن تتسامح حيال أي تهديد لأمن البلاد». وخرج أمس عدد من المسيرات التي ضمت عشرات من مؤيدي مرسي تلبية لدعوة «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي كانت أسسته جماعة «الإخوان» قبل أيام من عزل مرسي. وتخللت المسيرات أعمال عنف واشتباكات بين المتظاهرين وبين قوات الشرطة التي اعتقلت عدداً من المشاركين. وأحرق عدد من المشاركين في مسيرات خرجت في منطقة فيصل (جنوبالقاهرة)، سيارات خاصة وإحدى السيارات التابعة لهيئة النظافة وقطعوا الطريق، قبل أن تشتبك معهم قوات الشرطة وتطاردهم في الشوارع الجانبية. وتكرر الأمر نفسه في حي المطرية (شرق القاهرة) الذي اندلعت فيه مواجهات بين مؤيدي مرسي وبعض أهالي الحي تدخلت على إثرها قوات مكافحة الشغب التي طاردت المتظاهرين في الشوارع الجانبية وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز وأوقفت عدداً منهم وجهت اليهم تهم «الشغب». وفرقت أجهزة الأمن في محافظة أسوان (أقصى صعيد مصر)، مسيرة محدودة لأنصار مرسي، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، بعدما ردد المشاركون في المسيرة هتافات مناهضة للحكم وحاولوا إشعال إطارات سيارات. واندلعت اشتباكات بين أنصار مرسي الذين خرجوا من مسجد نور الإسلام عقب صلاة الجمعة، وقوات الأمن في منطقة سيدي بشر في الإسكندرية. وشوهد متظاهرون يحطمون الرصيف المقابل للمسجد، لاستخدام الحجارة في المواجهات مع رجال الأمن الذين طاردوا المشاركين في المسيرات، ومشطوا المنطقة والشوارع المحيطة بها للتأكد من عدم وجود متظاهرين فيها. وخرج أنصار مرسي في 4 مسيرات أخرى عقب صلاة الجمعة في مناطق أبو سليمان والورديان والمنتزه في الإسكندرية، ومسيرة خامسة قبل الصلاة في مدينة برج العرب الجديدة. ورفعوا شارات «رابعة» وصور مرسي ولافتات عليها شعار «مكملين»، وصور رفاقهم المحبوسين على ذمة قضايا عنف وتظاهر. ورددوا هتافات منها «جيش أكتوبر حرر سينا... وجيش السيسي هجر أهالينا»، و «الجامعة أمل النصر»، و «غلّوا السكر غلّوا الزيت... بكره نبيع عفش البيت» و «افرجوا عن المعتقلين». وقال مصدر أمني إن عبوة ناسفة انفجرت فجر أمس في محطة لمياه الشرب تابعة لإحدى القرى في محافظة الشرقية (دلتا النيل)، من دون وقوع جرحى، موضحاً أن الانفجار الذي وقع في قرية العدلية نتج منه «تحطم المحبس الرئيس وتدفق المياه بغزارة في الشارع والطريق العام، وتم تكليف فرق عمل من شركة مياه الشرب والصرف الصحي بإصلاح التلفيات في غرفة المحابس، وإعادة تشغيل المحطة وضخ المياه للقرية». وأعلنت أجهزة الأمن توقيف 47 من أنصار «الإخوان» من مدينة إطسا في محافظة الفيوم، بتهم «اقتحام وحرق منشآت شرطية، وتخريب محولات كهربائية وبرج كهرباء». وقال مدير أمن الفيوم اللواء الشافعي حسن أبو عامر إن قواته استعانت في حملات التوقيف بقوات من مديرية أمن الجيزة، وأشار إلى أن 2 من المضبوطين متهمان بقتل سائق سيارة مأمور مركز إطسا. واستنفرت السلطات قبل أسبوعين من تظاهرات دعت إليها «الجبهة السلفية» تحت شعار «الثورة الإسلامية» طالبت مؤيديها برفع المصاحف خلالها في مواجهة قوات الأمن. وتوعد مصدر أمني المشاركين في التظاهرات ب «رد قاسٍ»، مشدداً على أن قوات الشرطة «لن تتسامح مع أي تهديد للأمن والاستقرار في البلاد». وأشار إلى أن «أجهزة الأمن ستتخذ تعزيزات إضافية في هذا اليوم، لا سيما في محيط المنشآت الحيوية وأقسام الشرطة والسجون تحسباً لأي محاولات للعنف». واعتبر وزير الأوقاف مختار جمعة في خطبته لصلاة الجمعة أمس أن تلك الدعوة إلى التظاهر «باطلة»، داعياً المصريين إلى «عدم الانجرار وراء تلك الدعاوى، ومن يخرج للمشاركة فيها يرتكب عملاً غير شرعي». ودان الاعتداء الإرهابي الأخير الذي تعرضت له القوات البحرية، مؤكداً أن «وراء تلك الأعمال منظمات عميلة، والهدف منها زعزعة الثقة في القوات المسلحة». وأشار إلى «العلاقة الوثيقة بين الشعب وقواته المسلحة والتي تقوم بدورها لحماية الإسلام والعروبة والدفاع عن مصر والأمة العربية»، معتبراً أن «مصر ستظل بقواتها المسلحة القلب النابض للإسلام والعروبة والحارس لأمتها العربية».