مع الطفرة التقنية التي ازدادت في الأعوام الأخيرة وأصبحنا نراها من حولنا في كل مكان لتسهل حياتنا والكثير من الأمور التي أصبحنا لا نستغني عنها، نظمت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) معرض ابتكار 2013 لدورته الثالثة، إذ يعد من أكبر وأهم المعارض المتخصصة للابتكار والمعرفة في الشرق الأوسط، إذ ينقل من خلاله ثقافة الابتكار والاختراع للزوار وللمجتمع عامة، وإتاحة الفرصة أيضاً للتواصل بين الشركات والمؤسسات والمبتكرين والمخترعين، تضمن المعرض الكثير من الأهداف كإبراز القدرات الوطنية على الاختراع والابتكار ونشر ثقافة الاختراع والابتكار وإبراز دورها في المجتمع وتشجيع مشاركة القطاع الخاص في دعم الابتكار في المملكة وغيرها، إذ شارك في المعرض أكثر من 200 مبتكر ومبتكرة من مختلف الأعمار. تبتكر ود باطرفي (13 عاماً) غسالة أوتوماتيكية تعمل بالحث الكهرومغناطيسي، تقول: «يعتبر اختراعي هو الأول في العالم الذي طبق عليه نظرية التعليق الكهرومغناطيسي، تهدف لتوفير الوقت والجهد الكهربائي والجهد البشري وتوفر الماء وتوفر المال، نظراً لأسعار الغسالات الأخرى الموجودة في السوق»، خطرت الفكرة في بال ود عندما رأت والدتها تعاني من غسيل الملابس، وكل من يعانون من هذه المشكلة، «أحببت أن أقدم شيئاً يخدم والدتي ومجتمعي والحمدلله كانت آراء الزوار جداً رائعة، ونالت إعجابهم الفكرة، ويتمنون نزول الغسالة في السوق، وحظي ابتكاري بعروض عدة لتبنيه، ووكلت محامياً ليدرس الفكرة والأرباح». سارة مرعي (19 عاماً): «يمكنك من خلال ابتكاري أن تحول مشكلة في المجتمع، والبحث لها عن حلول فريدة من نوعها»، لم تتوقع سارة أن يكون الإقبال رائعاً بهذا الشكل، وفي كل يوم يزداد عن اليوم الذي قبله «تقدم أعداد المبتكرين عن الأعوام الماضية، وهناك جهات داعمة للمبتكرين، إلا أن المبتكر ما زال بحاجة إلى دعم أكبر». يحاول ريان الجهني (16 عاماً) أن يحمي الناس من التلوث وأمراض المعلبات، يقول: «بعدما قرأت عن التلوث الغذائي وازدياده، فكرت بصنع شيء لحماية الناس من التلوث والأمراض، فابتكرت جهازاً إلكترونياً يكشف عن فساد المعلبات الغذائية المكون من الأشعة تحت الحمراء التي يمكنها أن تبين لنا الأشياء الدقيقة جداً كالبكتيرياء والجراثيم»، لا ينحصر الفساد على انتهاء التاريخ ربما ازدياد درجة الحرارة والبرودة أيضاً وسوء التخزين، «يساعدنا هذا الجهاز في كشف جميع هذه المواد الفاسدة من خارج العلبة وداخلها». خالد المعيوف (18 عاماً): «من خلال ابتكاري جهاز التكيف والنوم ربطت حرارة جسم الإنسان بجهاز التكييف من خلال أسواره المتعلقة بجسم الإنسان التي تقيس درجة حرارته، ومن ثم ترسلها إلى جهاز التكييف للتحول درجة التكيف تلقائياً لدرجة مناسبة للجسم»، يهدف الجهاز إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الشلل الرباعي، ولا يمكنهم الحركة وضبط جهاز التكييف، وربما الأشخاص العاديين، إذ يستيقظ الشخص من النوم فيجد نفسه مريضاً، بسبب ازدياد درجة البرودة أثناء نومه، «نال الابتكار استحسان الجميع، خصوصاً المرضى، بعدما نظرت لآرائهم من خلال الاستبيان»، يشكر خالد المنظمين والمساهمين في المعرض، ويتمنى أن يحظى ببراءة الاختراع، ليبدأ بتطبيق المشروع. ومن جهة أخرى، اتجه عبدالرحمن ونواف بعدما كانا أعضاء في البرلمان لعالم التطوع، يقول عبدالرحمن: «لم نمل من وجودنا طوال الأيام بالمعرض كمتطولين على رغم الزحمة، بل استمتعنا، وأتمنى لو أن الشبان يتجهون إلى التطوع، ليستفيدوا من طاقاتهم، ويخدموا المجتمع، ويرد نواف: «كان دوري هو خدمة الأطفال، وتقديم لهم ورش العمل، لننمي بعض القدرات العقلية والإبداعية لديهم، وقراءة القصص لهم التي تساعد في تنمية رغبتهم للاختراع والابتكار». أما التوأم سلمان وعبدالرحمن وعبدالله (12عاماً): «جئنا لزيارة اخترع عمي، وأعجبنا كثيراً، وأعجبتنا أيضا بقية الاختراعات خصوصاً ركن الإسعاف، لتعليمه لنا كيفية وقاية أنفسنا والدكتور المبتكر»، عمر عبدالعزيز (12 عاماً): «أعجبتني صالة العرض لرؤية الرسومات والاختراعات المتنوعة، وأتمنى حين أكبر أن أصبح مخترعاً عالمياً».