رثى المخترعون والمخترعات واقع حالهم الذي يصطدم بعثرة «التطبيق العملي»، الذي يتطلب توفير مواد وخامات تمكنهم من تحويل أفكارهم واختراعاتهم إلى واقع ملموس ومجسد، فضلا عن ملاحظتهم أن أفكارهم الإبداعية واختراعاتهم تظل حبيسة الأدراج، رغم أنها تبتكر حلولا لعدد من المشاكل في الجوانب الخدمية والاجتماعية. «عكاظ» الشباب، سلطت الضوء على واقع وهموم وتطلعات المخترعين الشبان، الذين يتوقون إلى ترجمة أفكارهم الإبداعية إلى حقائق على أرض الواقع: أسمع صدى صوتي «منذ ثلاث سنوات، لدي أفكار لاختراعات تخدم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لفئة الشباب، وفي رأيي أنها غير مسبوقة في دول العالم العربي أو الأوروبي، ومع أنني تمكنت من عرض هذه الأفكار والمشاريع الابتكارية عبر وسائل الإعلام، إلا أنني لم أجد صدى من أي أحد لاحتضان الأفكار من المستثمرين وترجمتها على أرض الواقع، في حين أنها تخدم الشرائح الاجتماعية المختلفة التي تستحق الإفادة منها، وهي توفر خدمات وتعود بالفائدة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، ومثال ذلك ابتكاري لفكرة مركز التطور الابتكاري الذي يخدم فئة المعوقين والمكفوفين من سن 6 19 سنة وكبار السن فوق 50 سنة، وسبق أن توجهت بدعوة للمستثمرين عبر وسائل الإعلام، لكنني لم أسمع غير صدى صوتي. وابتكاري يتمثل في تقنيات علمية إلكترونية لم يسبق لها مثيل، تمكن المقعد والكفيف من التسوق والشراء الذاتي دون مساعدة من أحد، كما تمكنهم من تعلم مهارات وخبرات تجعل منهم أفرادا منتجين، من خلال ورش العمل التي صممتها بطرق علمية مدروسة، خصوصا وأن تلك الفئات ل اتجد متسعا لها من قبل مصممي الأسواق والمراكز التجارية». المخترعة أماني مطبقاني الاستثمار في العقول «تجاوب المستثمرين مع المخترعين يختلف في درجته من مستثمر لآخر وحسب نوع الاختراع المقدم من المخترع، وأغلب المستثمرين يبحثون عن العائد المادي لاستثماراتهم، والكثير من المخترعين يبحثون عن الدعم المعنوي والمادي، علما بأن الكثير من الشركات الكبرى في الخارج لها مشاريع تنموية ومراكز أبحاث لدعم المجتمع، وفي مجتمعنا نجد أن الشركات والمؤسسات الخاصة التي تقدم خدمة للمجتمع بالشكل الصحيح نادرة، ما يجعل عددا من الشركات تتميز عن غيرها باسم خدمة المجتمع، مع أنها في الواقع تؤدي هذه الخدمة بشكل جزئي وليس بالشكل الكامل المطلوب. والمخترع بطبيعة الحال يحتاج لتوفير المعامل والمكان المريح للعمل للوصول إلى ابتكارات وإنتاجات ممتازة، وهذا ما لا يجدونه حتى في الجامعات، إذ لا نجد المعامل مفتوحة للاستخدام وهذه من أهم المعوقات، أما من ناحية المستثمرين، فإن الكثيرين لا يهتمون بدعم الابتكارات التي تعود بالفائدة على المجتمع، لأنها لا تعود عليهم بالنفع المادي والفائدة الربحية التي يرجونها، والاستثمار في العقول يأتي بعد تهيئة المكان المناسب للمخترع وتوفير أدوات الاختراع وتسهيل كافة طرق التسجيل، بعدها سيكون لدينا عدد كبير من العقول الابتكارية السعودية المنتجة والتي يمكنها رفع مستقبل الإنتاج السعودي إلى المستوى العالمي». المخترع مشعل هرساني لجنة فرص سنوية «تظل أفكار العديد من المخترعات والمخترعين حبيسة الأدراج ولا نراها تتجسد على أرض الواقع أو تنعكس كمشروعات حيوية يستفيد منها المجتمع، لذا أقترح إيجاد لجنة سنوية تتيح الفرصة للمخترعين للقاء المستثمرين ومعرفة أفكار اختراعاتهم، وتتيح الفرصة لتعريف المستثمرين بفكرة المخترع، ومن ثم دراستها وتحقيقها من خلال العمل عليها وتحويلها لمشروعات». المخترع أحمد حلبي العائد المادي والابتكار «النظر لأفكار مشاريع المخترعين من جانب العائد المادي فقط يعد حجر عثرة أمام الشباب المبتكرين، مع أن مشاريعهم ذات قيمة معنوية في حال تطبيقها على أرض الواقع، ونحن المخترعين نحتاج لملتقيات دائمة لتبادل الأفكار، وأعرف عددا من المخترعين أصيبوا بالإحباط وتوقفوا في بداية أو منتصف الطريق. شخصيا، أنا أحلم بتبني مشروعاتي، التي يبلغ مجملها 27 اختراعا تستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة، من قبل المستثمرين ورجال الأعمال». المخترع محمد أبو بكر لكل مخترع تخصص «من الأهمية بمكان، أن يكون لكل مخترع تخصص في أحد الجوانب، لأن مهمته وضع الابتكارات والحلول الإبداعية للمشكلات للجهات التي تستعين بالمخترعين، وفي المقابل يعاني المخترعون من قلة الدعم المادي في توفير المواد أو الخامات المطلوبة التي تمكنهم من التطبيق العملي، ولذلك نتطلع إلى منح المخترعات والمخترعين امتيازات في المؤسسات التعليمية والوظائف التي يشغلونها». المخترع شريف الحيدري