طبقت شركة سويدية تجربة فريدة لاستثمار طاقة متجددة كانت تتبخر في الهواء، الطاقة الجديدة تتم بجمع الحرارة الناتجة من نشاط المسافرين وحركتهم، إذ تستهدف التجمعات البشرية الكبيرة في محطات القطارات ليتم الشفط عن طريق أجهزة التهوية لتنقل إلى خزانات مياه تضخ بدورها إلى مجمعات سكنية أو مكتبية قريبة لتقوم بالإسهام في التدفئة بنسبة تراوح بين 15 و30 في المئة، «مثل طرح الاكتتابات في سوقنا المالية!»، مشكلة هذا الهواء الساخن أنه لا يمكن نقله لمسافات بعيدة من دون فقدان الحرارة وذكر كارل ساندهولم، مدير مشروع «التدفئة بحرارة الجسم» في شركة «غيرنهاسن» السويدية أنها المرة الأولى التي تستثمر فيها هذه الطاقة، مشيراً إلى أن هذه الفكرة تواجه مصاعب لوجستية. أعجبتني الفكرة، والبلدان التي تشكو من فيضان سكاني ستكتشف طاقات متجددة غير مستغلة، بمعنى أنه يمكن - نظريا - تدفئة المنزل من خلال نشاط وحركة القاطنين فيه، وكلما خبأ النشاط في المنزل أو المجمع انخفضت التدفئة، وفي هذا دفع للحركة والرياضة والاعتماد على النفس لا الشغالة. التدفئة حاجة بلدان تشكو من البرد أشهراً طويلة من العام، فماذا عنا نحن يا من نشكو من حرارة الطقس أكثر ونحتاج باستمرار إلى تكييف مكلف. لماذا لا نفكر جدياً في استثمار أمثل للبرودة المنتشرة بيننا، صحيح أن بلادنا حارة لكننا نلاحظ برودة منتشرة على المستوى الفردي والجماعي، تتزايد «طاقة» هذه البرودة في الأجهزة الحكومية، ألا تلاحظ أنك عندما تدخل ساخناً إلى جهة للمراجعة تواجه بدش بارد، كل الطاقة أو الحرارة التي أنتجتها في المشوار والتفكير والاتصالات بحثاً عن أحد تعرفه ويعرفك ويعرف أحداً لا يمانع من التعرف عليك... وخدمتك تنتهي بدش بارد، في اجتماع... غير موجود، «السستم عطلان»... إلخ. تخيل إمكان تجميع البرودة بشفط ما يتوافر منها في الأجهزة الحكومية ثم إعادتها كطاقة تكييف أو تيسير، أو جمع الطاقة الحركية الناتجة من قفل سماعة الهاتف في وجهك مثلاً. ولو استطعنا حل مشكلة «صقوعة» الأجهزة الحكومية لكفانا، لاحقاً يمكن استثمار البرودة المتوافرة في الاستراحات، إذاً لا بد من البحث عن مبتكرين وعباقرة أفكار، ولاحظت على مؤسسة «موهبة» - مؤسسة تدعم المبتكرين والمخترعين في السعودية - أن لديها توجهاً للاهتمام بصغار المبتكرين والمخترعين، أصبحت ترى طفلاً لا يزيد طوله على المتر اخترع شيئاً لا تعرف ماهيته، أو طفلة أصغر منه وقد صورت مع شهادة اختراع أو تقدير، وانظر إلى ذلك على أنه من قبيل التشجيع... الأطفال والصور في الصحف عوامل جذب، ولن أتطرق إلى غصة لدى كبار وشباب ممن يفكرون في اختراع ويشكون من إهمال، لأتوجه إلى مشكلة ربما تبدأ في المنازل، آباء ينظرون إلى صغارهم مزمجرين، يهز الواحد منهم صغيره قائلاً: «وش فيك ما تخترع... طالع على أبوك!». www.asuwayed.com