قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في طهران أمس: «إن معضلة التطرف والإرهاب باتت خطرة على كل العالم»، في وقت اتفق وزيرا خارجية إيران محمد جواد ظريف وسورية وليد المعلم على أن نجاح مؤتمر «جنيف 2» رهن ب «إيقاف الإرهاب وإلزام الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية بمكافحته من خلال وقف التمويل والتسليح والإيواء وتهريب الإرهابيين عبر الحدود». وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بأن روحاني «أشاد بالشعب السوري المقاوم أمام الضغوط الداخلية والخارجية»، وأنه «وصف الإرهاب والتطرف بمعضلة کبيرة تعاني منها المنطقة، وعلي الجميع أن يسعى إلي مواجهة خطر الإرهاب والتطرف». وزاد: «أخطر الإرهابيين في المنطقة وخارجها، اجتمعوا اليوم في سورية وأن معضلة الإرهاب والتطرف، أصبحت خطرة على کل العالم، لا سيما على شعوب المنطقة». وأشار روحاني إلى أن بلاده «بذلت جهوداً ديبلوماسية لمنع وقوع الحرب في سورية» في إشارة إلى دورها في التوصل إلى الاتفاق الأميركي - الروسي لإزالة الترسانة الكيماوية السورية. وقال: «إن بلاده تنشط على الساحة السياسية وتبذل قصارى جهدها لمنع فرض الحرب على المنطقة وسورية». واعتبر الحلقي الاتفاق بين إيران والدول الكبرى حول البرنامج النووي «انتصار تاريخي سيترك آثاره الإيجابية على أوضاع المنطقة والعالم»، وفق وكالة الأنباء الإيرانية. وكان المعلم «هنأ نظيره الإيراني بالنجاح الذي حققته الديبلوماسية الإيرانية في ملفها النووي بتوصلها إلى اتفاق مع الدول الغربية في شكل يحقق مصالح الشعب الإيراني ويحفظ حقوقه». وقالت الوكالة: «إن المحادثات تطرقت إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي حول سورية «جنيف - 2» واتفق الوزيران على أن نجاح المؤتمر رهن بإيقاف الإرهاب وإلزام الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية بمكافحته من خلال وقف التمويل والتسليح والإيواء وتهريب الإرهابيين عبر الحدود». وتابعت الوكالة: «أن الجانبين شددا على ضرورة عدم وضع أية شروط مسبقة للمشاركة في المؤتمر» وأنهما «تطرقا إلى الملف الإنساني ومحاولة بعض الدول استغلال الوضع الإنساني في سورية للضغط على الحكومة السورية، حيث جدد المعلم سعي الحكومة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل أبناء الشعب السوري». وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض طلب رفع الحصار عن مناطق قرب دمشق وفي حمص وسط البلاد وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الأراضي السورية قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2». كما اقترح ظريف ونظيره التركي أحمد داود أوغلو قبل أيام وقف للنار قبل المؤتمر الدولي. كما تطالب المعارضة بأن يركز «جنيف - 2» على تنفيذ بيان جنيف الأول وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة. وأفادت «رويترز» بأن إيران حليفة النظام السوري قدمت الدعم العسكري وبلايين الدولارات في شكل مساعدات اقتصادية لحكومة الرئيس بشار الأسد خلال حرب أهلية مستمرة منذ عامين ونصف العام وقتل فيها 120 ألف شخص ولا تلوح في الأفق أية بوادر تذكر على إمكانية وقف هذه الحرب بالطرق الديبلوماسية. وأرسلت إيران قادة عسكريين إلى سورية لمساعدة جيش الأسد الذي يحظى أيضاً بدعم من «حزب الله» اللبناني والمقاتلين الشيعة العراقيين، ويقاتل هؤلاء المعارضين المسلحين الذين انضم إليهم مقاتلون إسلاميون سنّة يتدفقون من العالم الإسلامي. ويعكس حجم الوفد المرافق للحلقي والذي يضم وزراء الطاقة والكهرباء والصحة والخارجية مدى أهمية التحالف بين البلدين.