دعا وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة المعارضة إلى التصرف بمسؤولية والمشاركة في الحوار الوطني من خلال إرسال ممثلين عنها. ونفى في حديث إلى «الحياة» أن تكون الحكومة على علاقة بتوقيف قادة المعارضة قائلاً: «إن بعض الموقوفين مشتبه بأنه يحض على الإرهاب». وأعرب عن أمله في تحسن العلاقات السعودية - الإيرانية، مشدداً على أن ذلك «يفرحنا»، مشيراً إلى أن «التغيير في الموقف أتى من إيران» وليس من السعودية التي تحترم دوماً «سياسة حسن الجوار ودعم الاستقرار». وفي ما يأتي نص الحديث القاسم المشترك بين خطاب الرئيس باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني كان ذكر البحرين في إطار النزاع الطائفي في المنطقة وفي إطار الشبه ما بين سورية والبحرين. كيف تقرأ هذا القاسم المشترك بين خطابي أوباما وروحاني. - خطاب الرئيس روحاني ليس خطاباً جديداً. هذه اللغة كنا نسمعها من الرئيس السابق بدعم متكرر، فكل مرة تذكر إيران كلمة سورية تذكر معها وتقرن معها كلمة البحرين. هذا الشيء ليس بجديد وهذا أثرته مع أخي وزير الخارجية الجديد جواد ظريف وأبديت له عدم ارتياحنا وعدم قبولنا بهذا. وروده في خطاب الرئيس الأميركي شيء جديد. وحتى أن ورود اسم البحرين، وحتى عندما تكلم عن الشأن الطائفي في المنطقة اعتبر الوضع في البحرين وسورية والعراق متشابهاً هذا هو أيضاً شيء صعب وجديد بالنسبة لنا ولن نستطيع تقبله، لأن ليس هناك عارف بالأمور في المنطقة يقول ويتفق أن الأمور في البحرين وتطوراتها تشبه بأي شكل من الأشكال ما يجري اليوم في العراق وفي سورية. أترى أن ما قاله الرئيس أوباما جاء في إطار إرضاء إيران إذ أنه سبق ما حدث من تقارب وتوافق وتعانق ديبلوماسي أميركي - إيراني؟ - لا أريد قول ذلك لأنه ليس لدي أي معلومة عن هذا الشيء لكن أريد أن أقول أنه وإن قصد الرئيس أوباما أنه رأى وضعاً طائفياً في المنطقة إلا أن ذكر البحرين مع هذه الدول غير عادل تجاه مملكة البحرين والتطورات التي بها وكيف تعاملت البحرين مع الدول الجارة. ولكن لا تنسَ أن هناك أزمة طائفية في البحرين. - هناك أزمة طائفية في المنطقة العربية. هل تعرفين كم صار لها سنوات وسنوات وسنوات؟ يعني هذا لا يمنع... - لا، لا، نحن في البحرين طائفياً قصة نجاح لأن المجتمع البحريني متعايش ومتجانس. لم يحصل قط في تاريخنا نزاع طائفي، وليس عندنا توتر بين الطوائف. هذا ليس عندنا. نحن مجتمع متعايش من أحسن ما يكون، مسلمون وغير مسلمين، لكن ليس هناك شك في أن البحرين جزء من المنطقة وتتأثر برياحها. ولكن حتى الحوار الذي كنتم قد اتفقتم عليه توقف بقرار من المعارضة بعد اتخاذكم إجراءات ضد قيادات مهمة فيها. لماذا تتخذون هذه المواقف؟ - أولاً دعيني أبين لك الإجراءات. هم قرروا ألا يأتوا إلى الحوار نتيجة القبض على شخص عضو ولم يكن هذا الإجراء موجهاً إلى جمعية منافسة، أو كما سميتها أنت المعارضة. هذا الشخص قام بعمل ووجهت إليه تهمة. ولم توجه التهمة إلى جمعيته بل وجهت إليه شخصياً. لكنه قيادي بارز في حزب. - قيادي بارز، طبيب بارز، عالم بارز، لا يمنع الشخص أنه إنسان يمكن أن يرتكب خطأ أو يقوم بجريمة. ماذا فعل حتى يستحق هذا؟ - هناك تحقيق متواصل أن له اتصالات بمنظمة إرهابية في البحرين اسمها «14 فبراير». لا أريد أن أتدخل في التحقيق أو أن أؤثر فيه بأي شكل من الأشكال. أنت سألتني عن الحوار. الحوار هم من قرروا ألا يأتوا بينما جلالة الملك ملتزم التزاماً كاملاً بنجاح هذا الحوار. الحوار وضع الملك فيه ثلاثة وزراء وهم وضعوا في الحوار ممثلين ليسوا من القياديين. ليس هناك قيادي من هذه الجمعيات يمثلهم في هذا الحوار. نريد أن يتحملوا مسؤوليتهم. نريد جدية في هذا الحوار. جميع دول العالم تقول للبحرين نحن نريد حواراً جدياً. نريد الجدية أن تكون من جميع الأطراف. المعذرة منكم، تقومون بين الحين والآخر بتوقيف قيادي في جمعية «الوفاق» بشأن المعارضة، واسمه خليل مرزوق، بتهمة التحريض على العنف. - ليس فقط التحريض على العنف. هناك من يقول أن هناك توجيهاً بالتحريض على العنف لكن التحقيقات مستمرة. الحقيقة الواقعة التي يعلمها الكل عندنا في البحرين منظمة إرهابية اسمها «14 فبراير». هذه المنظمة إرهابية وهناك الآن تحقيق في علاقة الشخص المسمى خليل مرزوق مع هذه المنظمة. لو المسألة مسألة استهداف جمعية، هناك في الجمعية كثيرون يمكن أن يوقفوا معه، وقياديون أرفع منه وقياديون في مستواه. لكن المسألة الموجهة شخصياً لهذا الرجل. حوالي 50 شخصاً صدرت قرارات قضائية بسجنهم في المرحلة الأخيرة. - طبعاً، لأن هناك من يقوم بأعمال إجرامية. الشرطة لم تذهب إلى بيوتهم وترميهم في السجن من دون أن يعلم عنهم أي شيء. أخذتهم إلى النيابة والنيابة حولتهم إلى المحكمة والمحكمة حكمت عليهم بنسب متفاوتة. إذن العملية السياسية بينكم وبين المعارضة لا تزال متوترة وليست جاهزة وليست ناضجة. - لا، طبعاً عدم النضوج والتوتر لم يأت من طرف الحكم في البحرين. الحكم هو من دعا إلى الحوار. جلالة الملك هو من دعا إلى الحوار. لكن من يوثق ومن يهدئ ومن ينسحب ومن يقعد في بيته ومن يطلب إلغاء هذه الجلسة وتلك هم الطرف الآخر. هل بحثت هذا الأمر مع وزير الخارجية الإيراني الجديد جواد ظريف عندما اجتمعت معه؟ - نعم. وزير الخارجية الإيراني عندما اجتمعت معه تكلم عن الحوار في البحرين وقال الكلام نفسه الذي قلتيه أنت. قال نريد حواراً جدياً في البحرين. قلنا له نحن جادون والجدية يجب أن تأتي من كل طرف، من الجانب الآخر. يجب أن تأتي من الجميع ليأخذوا هذا الحوار بجدية ويبعثوا (إلى الحوار) أصحاب قرار وأصحاب موقف ويمكن أن يكون كلامهم واضحاً في هذا الحوار. لاحظنا أن لغتكم مع إيران الدولة ومع القيادات الإيرانية لينة وأنتم تجتمعون معهم وهناك خطاب شبه ودي ولكن خطابكم مع «حزب الله» في لبنان عنيف خصوصاً في حربكم التغريدية في «تويتر». لماذا هذا التفاوت إذا كنتم تعتقدون أن العلاقة بنيوية وعضوية وتحالفية بين إيران والحزب وما انعكاسها عليكم في البحرين؟ - إيران دولة جارة مهمة ونتطلع، لا أخفي عليك، إلى علاقة طيبة مع هذه الدولة. إيران دولة. إيران دولة كبيرة وجارة في المقام الأول تربطنا بها علاقات من كل جهة. على رغم الخلافات لدينا علاقات متشعبة مع هذا البلد، شعبية ورسمية وما نتطلع إليه هو تحسين العلاقات. إيران فيها صفحة جديدة فيها رئيس جديد فيها توجه جديد ونحن دائماً من يمد إلينا يده نمد له يدينا. نحن نتطلع إلى علاقة طيبة ونتغاضى عن كثير من الكلام إلى حد ما من أجل أن تتحسن هذه العلاقة. أما «حزب الله» فمنظمة لنا معها تاريخ بأنهم يقومون بأعمال إرهابية وبتدريب إرهابيين. ولغتهم أرجو ألا تقارن أيضاً بلغة رسمية، إنهم يهاجمون ويسبون ويشتمون البحرين ليل نهار. نحن على قدر الكلام نرد بالكلام وليس هناك مقارنة كيف نتعامل مع إيران كدولة وكيف نتعامل مع منظمة إرهابية اسمها «حزب الله» في لبنان. لنتحدث عما حدث في العلاقة الأميركية - الإيرانية وانعكاسها على دول مجلس التعاون. ماذا تعتقد أنه حصل فعلاً بإجراءات ملموسة مما أدى إلى هذا الانفراج في العلاقة الأميركية - الإيرانية؟ وأتحدث طبعاً عن الانفراج على مستوى الرؤساء وعلى مستوى اتفاق الدول الخمس + 1 مع إيران، والإقرار الأميركي على لسان الرئيس باراك أوباما بالدور الإيراني في سورية. أين حدث التحول مما أدى إلى هذا الانفراج؟ - لا أرى إلا تحولاً واحداً وهو التحول في الخطاب الإيراني. هذا التحول الذي أراه. أود أن أقول إن كانت المسألة ستؤدي إلى تحسن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران ثنائياً بما يؤدي إلى الاستقرار فهذا شيء يفرحنا. أقولها من 1979 هناك خلاف إيراني أميركي مستحكم أثر في المنطقة بشكل كبير. أثر في مصالح الجميع، أثر في إيران، أثر فينا. المهم إن كانت المسألة تحسين العلاقات الثنائية وإنهاء الخلافات الثنائية وإغلاق الملفات السابقة الله يوفقهم. هذا شيء طيب وخبر مُفرح لأنه سيؤدي إلى انفراجة كبيرة. إن كانت المسألة تتعلق بالمنطقة أو بدول المنطقة أو بأمور تخص مصالح دول المنطقة حلفاء الولاياتالمتحدة أو غيرهم فأرجو أن يكون الجميع في الصورة، ونحن سمعنا من حلفائنا في الولاياتالمتحدة أنهم لن يخطوا خطوة في هذا الاتجاه قبل التشاور مع أصدقائهم في المنطقة ونحن نشكرهم على هذا. كيف وفي أي إطار سمعتم ذلك؟ - من وزير الخارجية الأميركي جون كيري. مع من؟ - مع دول مجلس التعاون. هنا في نيويورك. كيف طمأنكم وماذا أكد لكم؟ - أكد لنا أنهم سيركزون على الملف النووي الإيراني في هذه المحادثات 5 + 1 وأنهم يريدون أن يصلوا إلى انفراجة في هذا الشأن وأنهم يسعون إلى أن تغير إيران سياستها تجاه مختلف الأمور وأنهم لن يخطون أي خطوة في اتجاه أي أمر يتعلق بنا من جانب أي دولة قبل التشاور معنا ونحن نشكرهم على ذلك. كان واضحاً أن إدارة أوباما أعطت إيران علناً دوراً مباشراً في سورية عندما طلب الرئيس الأميركي من إيرانوروسيا أن تتخذا مواقف من الرئيس بشار الأسد مقدماًَ تعهدات في المقابل. أليس هذا قفزاً على الدول الخليجية؟ هل تشاور معكم الأميركيون في هذا الأمر قبل الاعتراف العلني الأميركي بالدور الإيراني في سورية؟ - نحن لم نر وليس لدينا أي دليل أن هناك إعطاء أي دور مثلما قلتِ لإيران. كلنا نعرف، أن هناك دوراً إيرانياً في سورية. أقصد في الحل؟ دعني أسأل ثانية. نعرف أن إحدى العقد التي كانت موجودة مثلاً في العمل على مؤتمر «جنيف 2» كانت نفسها في «جنيف 1» وهي عدم الرغبة السعودية والخليجية عامة بأن يكون لإيران دور في حل المشكلة في سورية ولذلك تغيب الاثنان في المرة السابقة. لا نعرف إن كان الجانبان سيحضران هذه المرة في جنيف 2؟ هذا ما سألت عنه. - صورة جنيف 2، ليست واضحة للجميع بعد. يعني نعرف أنه سيكون هناك اجتماع. نعرف أن الأخضر الإبراهيمي أوكل إليه تنظيم بعض الأمور. لكن تفاصيل ما سيجري أو ما سيطرح ومن سيحضر وبأي صفة ومن سيقبل الحضور إلى الآن غير واضحة. لذلك دعينا لا نستبق الأمور. الذي سألت عنه هو أن الرئيس الأميركي تحدث عن دور إيراني في المسألة السورية علناً ومن منصة الأممالمتحدة وأنت قلت أنهم وعدوكم بالتشاور معكم. لا بد أن هناك تفاوتاً واضحاً في هذين الأمرين؟ - نحن نتكلم عن مصالحنا كدول مجلس التعاون. هناك وضع سيء في سورية. طبعاً ليس هناك شك في أن أي كلام يؤدي إلى تحقيق انفراجة في الوضع السوري بما يعين الشعب السوري الشقيق، هذا الشيء يجب أن ننظر له بإيجابية. إذن أترى أن هناك ضرورة للاعتراف بشرعية الدور الإقليمي لإيران والمقصود ليس فقط في إيران إنما أيضاً في سورية؟ - أنا لن أدخل في تفاصيل كيف أفهم كلام الرئيس الأميركي. لكن ما يقصده الرئيس الأميركي في هذا الشأن ستظهره الأيام المقبلة إن شاء الله. لنتحدث عن ذلك الانفراج في العلاقة الأميركية الإيرانية وطبعاً العلاقة الأميركية الروسية في الشأن السوري في ما يتعدى الملف الكيماوي. حدث تحول نوعي في الملف خلال الأسبوعين الماضيين هنا في نيويورك. هل بدأ البحث بينكم في دول مجلس التعاون في الاستراتيجية الخليجية الجديدة إزاء هذا التطور الجذري؟ - نحن في مجلس التعاون ننسق دائماً وتتطور مواقفنا حسب الظروف التي حولنا. نبحث ونضع استراتيجيات مشتركة ونحن والحمد لله نعمل معاً. لا بد أنكم تحدثتم في الأمر هنا أنتم كوزراء خارجية مجلس التعاون كنتم هنا معاً وثنائياً. - تحدثنا معاً نعم، وبحثنا هذه الأمور معاً وسنواصل الكلام فيها، وتحدثنا أيضاً مع حلفائنا وأصدقائنا في هذا الشأن. هل فعلاً قررتم أنكم في حاجة إلى استراتيجية جديدة؟ - لا، نحن استراتيجيتنا واضحة وليست هناك أي ضرورة لتغيير أي استراتيجية عندنا، استراتيجيتنا تبنى خطوة خطوة. نحو سورية بالذات؟ - نحو سورية موقفنا لم يتغير. موقفنا قلته في المؤتمر الصحافي في جدة وقلناه هنا. أننا مع الشعب السوري والمسألة ليست محصورة في السلاح الكيماوي إننا نبحث عن حل سياسي ينقذ الشعب السوري برمته من كل الأسلحة ومن القتل الذي يتعرض له يومياً. هذا الموقف الذي سمعتيه العام الماضي وستسمعينه العام الحالي وستسمعينه غداً. بغض النظر عن التطورات على الأرض؟ - هل هناك أي خطأ في هذا الموقف؟ هذا موقف مبدئي. عملياً عندما يحدث تطور جذري كالذي حدث في العلاقة الأميركية الإيرانية والأميركية الروسية لا بد من العودة إلى طاولة. - نحن لم نقل أنه ليست هناك طاولة. أنا لا أرى أي شيء في أي موقف من مجلس التعاون يتعارض مع أي من التطورات التي تذكريها. إذن أنتم مع تسليح المعارضة؟ - نحن لا نزال مع تسليح الشعب السوري للدفاع عن نفسه. نحن مع البحث عن حل سياسي ينقذ الشعب السوري عن طريق الانخراط في جنيف. نحن مع إنهاء هذه القضية. عبر مسار «جنيف 2». - نعم. نتطلع إلى ذلك ولذلك أي كلام، تطورات، خلال الأسبوعين الماضيين لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع موقف مجلس التعاون. لماذا ينتقدكم الأميركيون إذن؟ هناك انتقاد أميركي لمجلس التعاون الخليجي؟ - لم أسمع هذا الانتقاد من الولاياتالمتحدة. سمعتُ بالتأكيد في الحوارات العامة. - علاقتنا مع الولاياتالمتحدة كمجلس تعاون أو في البحرين أكبر من أن نحكم عليها بمجرد سماع كلام من هذا الشخص أو من ذاك الشخص. هل لمست تغييراً في موقف قطر مثلاً في العهد الجديد مقارنة مع العهد الماضي. رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم كان في غاية الحماسة للموضوع السوري وهناك الآن ركود أو جمود في الموقف القطري إزاء هذا الملف؟ - لا، لا، أبداً لم ألاحظ أي تغيير، أنا أقيس الموقف القطري بدورهم في مجلس التعاون. أما إذا كنتِ تتكلمين عن طريقة العمل، فأنا أختلف عنك وأنت تختلفين عن أي أحد آخر... دعني أسألك عن الاجتماع المقبل بينكم كدول مجلس التعاون الخليجي وبين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. هناك حوار استراتيجي بين الطرفين الروسي والخليجي، سمعت أن الاجتماع المقبل سيكون في البحرين، قبل نهاية السنة، الشهر المقبل لربما؟ - قد يكون الشهر المقبل أو الشهر التالي. نحن نعمل على التاريخ المحدد لكنه سيكون في المنامة، في البحرين. ما أهمية عقده في البحرين؟ - طبعاً سيعقد في البحرين انه اجتماع سنوي متكرر. حوار استراتيجي يبحث مختلف الأمور لكن طبعاً العام الماضي ركزنا على الشأن السوري وهذه السنة أيضاً سيكون الشأن السوري له حيز كبير في كلامنا لكن المسألة الرئيسية أننا نحن دول مسؤولة لا نقطع علاقتنا مع أحد وروسيا دولة مهمة جداً ويجب أن نكون على تواصل مستمر معها ومع غيرها. هذه فرصة أيضاً لاستراتيجية خليجية جديدة مع روسيا علماً بأنه كان هناك اختلاف جذري في المواقف بينكم وبين روسيا في الموقف السوري؟ - اختلفنا في مواقف خصوصاً في ما يتعلق بالموقف السوري مثلما ذكرت، ولكننا متفقون في أمور كبيرة وأكبر في ما يتعلق بالأمن والسلم الدوليين نحن نتطلع إلى أن هذه المناسبة ستفتح أبواباً جديدة في التفاهم وفي إيجاد نقاط التقاء أكثر معهم. ونحن متفائلون. دول المنطقة وشعوبها دائماً تتطلع إلى تفاهم سعودي - إيراني. طبعاً هناك مؤشرات برزت مع انتخاب الرئيس روحاني بدعوته من قبل خادم الحرمين الشريفين. هل ترون أن هناك حقاً توجهاً جدياً نحو علاقة جديدة تقودها السعودية مع إيران ذات تأثير على الدول الأصغر كلبنان والبحرين أو الدول المجاورة كالعراق وسورية؟ - الحقيقة لم تتغير في المنطقة السعودية لم تغير سياستها أبداً، دائماً سياستها حسن الجوار ودعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب ومكافحته، التغيير جاء في لغة إيران والسعودية تجاوبت مع هذا التغيير لأنها رأته إيجابياً. الموقف السعودي نحن نعرفه نحن أهلهم وجيرانهم لم يتغير وليس في طبعه التغير بهذا الشكل بل سيتجاوب مع من يتخذ معه موقفاً إيجابياً وهذا شيء طيب. وهذا التجاوب مع الموقف الإيجابي وصل إلى علاقة طيبة بين الجارين إيران والسعودية وهذا سينعكس بلا شك على كل المنطقة. أتقرأ أن هناك نوعاً من الروزنامة يبدو من الآن وحتى سنة. كل الملفات يبدو أنها في غضون سنة، مثلاً الاتفاق الأميركي الروسي على الكيماوي السوري في غضون تسعة شهور، الانتخابات في سورية بعد نحو تسعة شهور، الاتفاق النووي الإيراني يتحدثون عن أقل من سنة. الموضوع الفلسطيني يتحدثون أيضاً في إطار زمني يقل عن سنة. ماذا تقول لك هذه الروزنامة؟ - تقول إنها ستكون سنة مثيرة وإن شاء الله أن تكون هذه الإثارة شيئاً يؤدي إلى انفراجات كبيرة في كل هذه الملفات المهمة ولكن نحن جزء من الفريق العربي المساند للرئيس محمود عباس الذي يعمل مع جون كيري في الحوار الفلسطيني الإسرائيلي نتمنى لهم النجاح. وأيضاً في هذا المجال نأمل أن الانفراجة تؤدي إلى حل في الملف السوري.