وجّه الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقادات لاذعة لسلفه محمود أحمدي نجاد، إذ اتهمه بتبديد عائدات ضخمة للنفط والمساهمة في تقويض الاقتصاد، ساخراً من «مواجهة العالم بشعارات». ووفى روحاني بوعده للإيرانيين، إذ قدّم لها مساء الثلثاء جردة حساب للأيام المئة الأولى من رئاسته، خلال مقابلة تلفزيونية بٌثّت مباشرة، بعد ساعات على امتناع نجاد عن المثول أمام محكمة، للردّ على اتهامات تطاول عهده (2005-2013). وقال روحاني إن الاقتصاد انكمش بنسبة 6 في المئة خلال السنة الإيرانية المنتهية في آذار (مارس) الماضي، فيما بلغ التضخم أكثر من 40 في المئة، متحدثاً عن «ركود تضخمي لا يُقارَن». وأشار إلى خفض التضخم إلى 36 في المئة الشهر الماضي، لافتاً إلى أن حكومته تسعى إلى خفضه إلى أقل من 25 في المئة مع نهاية السنة الإيرانية في آذار 2014. وذكر أن «الحكومة السابقة كسبت 600 بليون دولار من عائدات النفط والغاز في ثماني سنوات»، مستدركاً أنها «الحكومة الأغنى في تاريخ (إيران)، وأيضاً الأكثر استدانة»، إذ أفاد بأن نجاد ترك ديوناً قيمتها 67 بليون دولار. وكان صندوق النقد الدولي أعلن أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لإيران بلغ 549 بليون دولار عام 2012، متوقعاً أن ينكمش إلى 389 بليوناً عام 2013. وقال روحاني إن حكومته تسعى إلى دعم الزراعة، من أجل خفض اعتماد البلاد على الواردات، مضيفاً: «أمّنا في السنوات الأخيرة وظائف... ولكن في كوريا الجنوبية والصين»، في إشارة إلى اضطرار إيران إلى مقايضة نفطها بسلع يصنعها زبائنها الآسيويون، لعجزها عن نيل عائداتها النفطية بسبب العقوبات. وزاد: «هذه الحقائق تظهر الأوضاع التي ورثناها والأجواء التي نتعامل فيها مع المشكلات. لا أريد أن أقول إن كل المشكلات الاقتصادية مرتبطة بالعقوبات. جزء كبير منها سببه سوء الإدارة. حين تصارع العالم، يجب أن تعتمد على نفسك. لا يمكن مواجهته بشعارات». وأعلن روحاني أن حكومته أعدّت مشروعاً أولياً لشرعة مواطنة كان تعهد بها خلال حملته الانتخابية، وزاد: «نرّحب بآراء أساتذة جامعيين وأكاديميين ومحامين ونخب آخرين عن الشرعة، لإثراء مشروعها الأولي». إيران - تركيا إلى ذلك، شدد روحاني لدى لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، على ضرورة «تطوير التعاون الاقتصادي» بين طهران وأنقرة، معتبراً أن اتفاق جنيف بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، «أزال العراقيل أمام تطوير علاقات إيران مع البلدان الأخرى». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن داود أوغلو قوله إن اتفاق جنيف سيتيح «تطوير علاقات إيران مع جميع بلدان العالم، لا سيما دول الجوار»، معرباً عن استعداد بلاده ل «النهوض بالعلاقات مع طهران في جميع المجالات». وأعلن أن روحاني سيزور تركيا في كانون الثاني (يناير) المقبل، قبل زيارة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران. وسجّل وزير الخارجية الأميركي جون كيري رسالة مصورة، وجّهها إلى جميع أعضاء الكونغرس، تحذر من تشديد العقوبات على طهران خلال الأشهر الستة التي يشملها اتفاق جنيف. واعتبر ناطق باسم البيت الأبيض أن تدبيراً مشابهاً «قبل التمكّن من اختبار النافذة الديبلوماسية، سيضرّ بسمعتنا على صعيد الهدف من العقوبات». وأظهر استطلاع للرأي أعدّته وكالة «رويترز» مع مؤسسة «إيبسوس» أن 44 في المئة من الأميركيين يؤيدون اتفاق جنيف، فيما يعارضه 22 في المئة. وحتى إذا فشل الاتفاق، فإن 49 في المئة من الأميركيين يريدون أن تشدّد الولاياتالمتحدة عقوباتها على إيران، فيما يرى 31 في المئة وجوب أن تبذل واشنطن مزيداً من الجهود الديبلوماسية. وأظهر الاستطلاع أن 63 في المئة من الأميركيين يعتقدون بأن البرنامج النووي الإيراني هدفه صنع قنبلة، لكن 65 في المئة يرفضون تورط الولاياتالمتحدة ب «أي عمل عسكري في الشرق الأوسط، إذا لم تتعرّض إلى تهديد مباشر».