طهران – رويترز، أ ف ب - دعا الرئيس التركي عبد الله غل في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد امس، حكومات دول الشرق الأوسط للاستماع إلى مطالب شعوبها. وتزامنت أول زيارة رسمية يقوم بها غل لإيران مع تظاهرة دعت إليها المعارضة الإيرانية تأييداً للانتفاضتين الشعبيتين في تونس ومصر، على أمل بأن تؤدي إلى إحياء الحركة الإصلاحية «الخضراء» في إيران. ولم تسمح حكومة نجاد بالتظاهرة باعتبار أن الحركة الخضراء «محرضة» بعد احتجاجات نظمتها إثر انتخابه لولاية رئاسية جديدة عام 2009 . وتحدث الرئيسان خلال المؤتمر الصحافي المشترك عن العلاقات الوثيقة بين بلديهما، لكن غل علق على تنامي حال الاستياء الشعبي في الشرق الأوسط. وقال رداً على سؤال حول الوضع في الشرق الأوسط: «أرى أنه يجب ألا ننظر بأي حال إلى ما يحدث على أنه مفاجأة. ففي عصر الاتصالات هذا وفي عصر يعرف فيه الجميع كل شيء عن بعضهم البعض، تكون مطالب الشعوب ورغباتها واقعية جداً». وعبرت تركيا طيلة الأزمة في مصر عن تعاطفها مع الشعب المصري. وأثنت إيران على الأحداث في مصر ووصفتها بأنها انتصار شعبي. واستغلت حركة المعارضة الإيرانية التي لم تنظم أي تظاهرة منذ كانون الأول (ديسمبر) 2009 عندما قتل ثمانية محتجين في تجمع حاشد، الأحداث في شمال أفريقيا في شحذ همة مؤيديها وحضهم على النزول إلى الشارع مجدداً. وقال غل دون أن يذكر الدول التي يقصدها: «يجب أن تؤخذ رغبات الشعب في الاعتبار. وفي هذا الصدد يجب أن تجرى إصلاحات أساسية سواء كانت اقتصادية أو سياسية». وتوطدت علاقات تركيا مع جارتها إيران في السنوات القليلة الماضية مع تشديد العقوبات على طهران في إطار جهود تقودها الولاياتالمتحدة لحملها على وقف برنامجها النووي. وتقول إيران إن نشاطاتها النووية سلمية تماماً. ورافق غل في الزيارة وفد كبير من رجال الأعمال، وقال نجاد إنه لا يرى عوائق تمنع إيران وتركيا من تحقيق هدفهما في أن تصل التجارة الثنائية بينهما إلى 30 بليون دولار في غضون خمس سنوات. وأكد نجاد خلال المؤتمر الصحافي أن إيران وتركيا مصممتان على تعزيز تعاونهما «السياسي والاقتصادي». وقال إن «هذا التعاون (...) سيحول سريعاً منطقتنا إلى قطب سياسي واقتصادي وثقافي مؤثر وهذا يصب في مصلحة السلام والاستقرار» في المنطقة. وأكد غل أن «لا عقبات أمام تطوير التعاون بين البلدين». وأضاف: «أجرينا محادثات مفصلة وتم بحث القضايا المشتركة الرئيسية واتخذت قرارات مهمة». وأوضح: «قررنا إصدار أوامر لرفع العقبات» أمام تعزيز التعاون الإيراني-التركي، التي تم كشفها خلال هذه المحادثات من دون أن يعطي إيضاحات. وكان الرئيس التركي وصل مساء الأحد إلى طهران في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام على رأس وفد كبير ضم عدداً من الوزراء بينهم وزير الخارجية احمد داود أوغلو وحوالى مئة من أصحاب المؤسسات ورجال الأعمال. وأعلن الرئيسان قبل الزيارة أن على البلدين أيضاً توقيع «اتفاق تعرفة تفضيلية» لإعطاء دفع لهذه المبادلات. وخلال مؤتمر صحافي نقله التلفزيون شكر نجاد «الرئيس التركي على موقف تركيا من حقوق إيران النووية». وكانت أنقرة دافعت عن إيران في مفاوضاتها الصعبة مع الدول العظمى حول برنامجها النووي المثير للجدل من خلال لعب دور الوسيط بين الجانبين. وأكدت تركيا أنها لن تطبق العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على طهران وأنها ستحترم فقط العقوبات التي قررها مجلس الأمن. واستضافت تركيا في كانون الثاني (يناير) الماضي، في إسطنبول جولة ثانية من المحادثات بين الجانبين التي أعيد تحريكها في جنيف في كانون الأول الماضي، بعد تعطيل دام 16 شهراً. وانتهت هذه المحادثات من دون أي نتيجة لكن احمدي نجاد اعتبر أنها «نجاح بحد ذاته»..