تظاهر المئات من أنصار «الجبهة الشعبية» المعارضة في تونس (تحالف اليسار والقوميين) مساء أمس، للمطالبة باستقالة الحكومة التي تقودها حركة «النهضة» الإسلامية، وذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق الحوار الوطني المعطَّل برعاية الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) مع منظمات مدنية أخرى بهدف الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وتوافد أنصار المعارضة إلى مقر رئاسة الوزراء (القصر الحكومي في القصبة) رافعين شعارات تطالب حكومة علي العريض بالاستقالة فوراً. ورفعوا شعارات أبرزها: «العريض يستقيل والشعب عنده البديل» و «استقالة استقالة يا حكومة العمالة» و «لا حوار مع العصابة النهضوية» و «الرحيل والحساب يا حكومة الإرهاب». وتزامنت تظاهرات المعارضة مع تظاهرات لأنصار الحكومة أو ما يُعرف ب «روابط حماية الثورة» الموالية لحركة «النهضة» في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة التونسية، معبرين عن تمسكهم ب»الشرعية الانتخابية» ورفضهم للحوار الوطني مع من وصفوهم ب «فلول» النظام السابق في إشارة إلى «جبهة الإنقاذ». من جهة أخرى، صرح القيادي في «الجبهة الشعبية» زياد الأخضر إلى «الحياة»، بأن «التظاهرات الشعبية هي الحل الوحيد للضغط على الحكومة وحركة النهضة من أجل استئناف الحوار الوطني وتسليم السلطة إلى حكومة الكفاءات كما تنص خارطة الطريق». وعبّر الأخضر عن استعداد المعارضة للعودة الى طاولة الحوار شريطة الاتفاق على الشخصية التي ستتولى تشكيل الحكومة العتيدة. في غضون ذلك، وتزامناً مع المشاورات المكثفة التي يجريها الرباعي الراعي للحوار، زار رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي الجزائر، في حين توجه رئيس حزب نداء تونس المعارض الباجي قائد السبسي إلى فرنسا. ويرى المراقبون أن هذه الزيارات تأتي في سياق السعي إلى إيجاد حل للأزمة السياسية نظراً للدور التاريخي والاستراتيجي لهذين البلدين في تونس.