تحولت جنازة النائب المعارض في المجلس التأسيسي محمد البراهمي والقيادي في "الجبهة الشعبية"، الذي اغتيل الخميس بالرصاص، إلى تظاهرة ضد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، التي تتهمها عائلة البراهمي باغتياله. ودفن البراهمي (58 عاماً)، في "مربع الشهداء" بمقبرة الجلاز في العاصمة تونس، في ختام جنازة وطنية رسمية، أشرف عليها الجيش وشارك فيها الآلاف. ودفن البراهمي بجوار قبر المعارض اليساري البارز شكري بلعيد، الذي اغتيل في شباط/فبراير الماضي. وكلف الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، رئيس أركان جيش البر ب"تنظيم جنازة وطنية رسمية للشهيد محمد البراهمي، والإشراف على الترتيبات المتعلقة بها وتمثيله في مراسم الدفن"، بحسب بيان أصدرته الرئاسة أمس الجمعة. وقد انطلق موكب الجنازة من منزل البراهمي في حي الغزالة وسط العاصمة، وسلك طريقاً طولها نحو 10 كيلومترات، ردد المتظاهرون الشعارات المعادية لحركة النهضة ولرئيسها راشد الغنوشي، مثل "يا غنوشي يا سفاح... يا قتال الأرواح"، و"يسقط جلاد الشعب... يسقط حزب الأخوان"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"اليوم..اليوم..النهضة تسقط اليوم"، و"حكومة نهضوية..عصابة إرهابية". وطالبوا بحل المجلس التأسيسي المكلف صياغة دستور جديد لتونس، مرددين "اليوم..اليوم..يحل التأسيسي اليوم"، ودعوا إلى "العصيان..العصيان.. حتى يسقط الطغيان".في حين أعلن رئيس الحكومة التونسية علي العريض، يوم الخميس الماضي، رفضه القاطع للدعوات إلى العصيان المدني الصادرة عن الأحزاب السياسية وإثر انتهاء الجنازة، وزعت مناشير تضمنت دعوة للتوجه إلى المجلس التأسيسي، للمطالبة بحله وبحل الحكومة، التي يرأسها علي العريض القيادي في حركة النهضة وتشكيل حكومة "إنقاذ وطني". كما أعلن 42 نائباً عن انسحابهم من المجلس الوطني التأسيسي، احتجاجاً على اغتيال البراهمي. وأمام المجلس التأسيسي، استعملت الشرطة بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق تظاهرتين، واحدة موالية لحركة النهضة التي ترفض حل المجلس وأخرى معارضة لها. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز، بعدما تراشق متظاهرو الجانبين بالحجارة. فيما أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أن "سلفياً تكفيرياً، يدعى بوبكر الحكيم (30 عاماً) قتل محمد البراهمي ب14 عياراً نارياً، من السلاح نفسه الذي قتل به شكري بلعيد". إلا أن عائلة البراهمي لم تقتنع بهذه الرواية، ومعارضين ربطوا اغتياله بتهديد رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي صحبي عتيق، ب"استباحة الداعين إلى إسقاط حكم الإسلاميين في تونس"، بعد عزل الجيش المصري للرئيس الإسلامي محمد مرسي. ودعت وزارة الداخلية، التونسيين إلى "الالتزام بالسلمية خلال التظاهرات والاحتجاجات، التي تشهدها منذ يومين مناطق عدة في البلاد، إثر اغتيال البراهمي. وقتل ليل الجمعة-السبت، في مركز ولاية قفصة (جنوب غرب)، محمد مفتي المنتمي إلى "الجبهة الشعبية" (يسار)، خلال تظاهرة ضد حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، التي تتهمها المعارضة ب"اغتيال البراهمي"، في حين تنفي الحركة ذلك.