تظاهر أمس آلاف التونسيين وسط شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة، لمناسبة ذكرى عيد الشهداء وسط إجراءات أمنية مشددة حالت دون وقوع أية مناوشات بين مختلف الأطياف السياسية التي شاركت في المسيرة. وأقامت قوات الأمن حواجز فاصلة بين المتظاهرين من مختلف التوجهات السياسية تجنباً لوقوع مناوشات، لكن ذلك لم يمنع حصول مشادات كلامية بين أنصار حركة «النهضة» الاسلامية وأنصار «الجبهة الشعبية» اليسارية. ورفع أنصار الجبهة شعارات تندد ب «النهضة» واتهموها بالعمالة لدول أجنبية وببيع البلاد لقطر وأميركا. وظهر الشارع التونسي، في هذه المناسبة، منقسماً بخلاف احتفالات العام الماضي، والتي شهدت توحداً لقوى المعارضة ضد حكومة حمادي الجبالي آنذاك. وجاب الآلاف من أنصار التحالف السياسي «الاتحاد من أجل تونس» الذي يضم حركة «نداء تونس» والحزب الجمهوري والمسار الديموقراطي الاجتماعي وحزب العمل الوطني الديموقراطي شارع الحبيب بورقيبة، قبل أن يمروا في شارع محمد الخامس وسط حماية أمنية مشددة، رافعين رايات أحزابهم وهاتفين بشعارات مختلفة مثل «حرية... حرية» و «شكون قتل بلعيد» و «الشعب يريد دولة مدنية». وتلت هذه المسيرة تظاهرة أخرى حاشدة لأنصار «الجبهة الشعبية» الذين رددوا هتافات مناهضة للحكومة وطالبوا بكشف قتلة الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديموقراطيين الموحد شكري بلعيد. وفي الناحية المقابلة من الشارع، تظاهر المئات من أنصار حركة النهضة وحزب التحرير الإسلامي المحظور، رافعين أعلام التوحيد البيضاء والسوداء المكتوب عليها «لا إله إلا الله». ورددوا شعارات مثل «يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح» و «هذا يوم الشهيد لا تجمع لا نداء»، في إشارة الى حزبي التجمع الديموقراطي الحاكم سابقاً و «نداء تونس» الذي يتزعمه الباجي قائد السبسي. ويحتفل التونسيون بذكرى الشهداء الذين سقطوا في أحداث 9 نيسان (ابريل) 1938 على ايدي الجنود الفرنسيين، خلال مسيرات سلمية بقيادة المناضل علي بلهوان للمطالبة ببرلمان تونسي وبإصلاحات سياسية.