قضت محكمة في عدن مختصة في جرائم الإرهاب وأمن الدولة بسجن طاقم سفينة الأسلحة الإيرانية «جيهان» مدداً متفاوتة، ومصادرتها مع حمولتها، في حين انهار اتفاق وقف النار مجدداً بين السلفيين والحوثيين في شمال البلاد، بعد رفض الطرفين نشر وحدات من الجيش في المواقع التي يسيطران عليها. تزامنت هذه التطورات مع بداية زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي جمهورية الصين الشعبية، على رأس وفد رفيع المستوى للبحث في التعاون والشراكة الاقتصادية والتجارية مع كبار المسؤولين الصينيين. وقضت المحكمة أمس برئاسة القاضي محمد أحمد الأبيض بسجن المتهم حميد محمد أحمد دهاش الفار من وجه العدالة 10 سنوات، وسجن كل من عبد العزي أحمد عبدالله، وصلاح مهدي محمد كميت، وصالح أحمد الشرقعي ست سنوات، كما قضت بسجن عبدالملك شعبي مشولي ثلاث سنوات ومعاقبة كل من رضوان عبدالله صالح عبيد وثروت عياش عبده، وفوزي أحمد محمد الدرين ومتعب عبده محمد بالسجن مدة سنة. وقررت المحكمة مصادرة السفينة «جيهان» وحمولتها من الأسلحة لمصلحة الحكومة، إضافة إلى 30 ألف دولار. وتتهم السلطات إيران بالتورط في تهريب السلاح إلى جماعة الحوثي التي تسيطر على محافظة صعدة شمال البلاد، وتخوض معارك عنيفة من وقت إلى آخر مع إحدى الجماعات السلفية في منطقة دماج القريبة. وكانت السلطات تمكنت بالتعاون مع البحرية الأميركية مطلع السنة الحالية من اعتراض السفينة «جيهان» قرب شواطئها في البحر العربي، وعلى متنها ثمانية بحارة يمنيين وحمولة كبيرة من الأسلحة المتطورة. في غضون ذلك، قالت مصادر محلية ل «الحياة» أمس، إن محاولة لجنة الوساطة الرئاسية بين الحوثيين والسلفيين فشلت في إحلال وحدات من الجيش لمراقبة الهدنة التي تم التوصل إليها في منطقة دماج أول من أمس، بعد ساعات قليلة من سريانها بسبب عدم التزام الجانبين إخلاء المسلحين مواقعهم. ونقلت مصادر حكومية أمس عن رئيس لجنة الوساطة يحيى أبو إصبع قوله: «إن موكب اللجنة تعرض لإطلاق نار فور مغادرته دماج أول من أمس من مسلحين سلفيين يرفضون التخلي عن موقع «البراقة» الاستراتيجي المطل على دماج، إضافة إلى تعرض أعضاء اللجنة وقادة عسكريين إلى الاحتجاز في منطقة الحوثيين. وتجددت المعارك بين الطرفين اللذين سقط منهما مئات القتلى والجرحى، في حين أكدت مصادر سلفية أمس ل «الحياة» مقتل الناطق باسمهم في جبهة منطقة كتاف التي تبعد حوالى 40 كيلومتراً عن دماج ويدعى أبو إسحاق الشبامي، إثر تعرضه لقذيفة هاون في معارك أمس. ويتهم السلفيون جماعة الحوثي بحصار بلدة دماج ومحاولة تشريد سكانها وإغلاق معهد للتعليم السلفي يؤمه مئات الطلاب اليمنيين والأجانب، في حين يتهم الحوثيون الجماعة السلفية التي يتزعمها الشيخ يحيى الحجوري بإيواء مسلحين جهاديين أجانب يقيمون في شكل غير شرعي ويقاتلون في صفوف السلفيين. ولزمت الحكومة الحياد في المعارك الأخيرة واكتفت بتشكيل لجنة رئاسية في مساع لوقف إطلاق النار، في وقت تسود المخاوف من اندلاع حرب طائفية في البلاد في حال توسعت رقعة هذه المواجهات إلى مناطق أخرى.