تجددت أمس المواجهات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج التابعة لمحافظة صعدة اليمنية، بعد ساعات من إعلان الأممالمتحدة اتفاقاً لوقف النار رعته لجنة حكومية وأجلي بموجبه حوالى 25 جريحاً، في حين حذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من خطر التأجيج الطائفي داعياً الأطراف إلى ضبط النفس ونبذ العنف. وأدت المواجهات التي اندلعت قبل أسبوع في محيط منطقة دماج، التي تقطنها إحدى الجماعات السلفية منذ ثمانينات القرن الماضي، إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في معارك هي الأعنف السنة الجارية والتي سبق أن شهدت مواجهات تقطعها اتفاقات هدنة يعقدها وسطاء قبليون. وحاولت «الحياة» الاتصال برئيس لجنة الوساطة يحيى أبو إصبع أو أحد أعضاء اللجنة لمعرفة مستجدات الهدنة المنهارة، من دون أن تتلقى رداً، إلا أن مصادر حكومية نقلت عن أبو أصبع تحذيراته من «ارتفاع حدة المواجهات بين الطرفين في الساعات المقبلة»، واعتباره أن إعلان الطرفين وقف إطلاق النار بينهما «مجرد ادعاءات باطلة». وكان مستشار الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر أعلن أول من أمس توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف النار والسماح للصليب الأحمر الدولي بالدخول إلى دماج، ونقل 23 جريحاً على متن طائرة خاصة وضعها الرئيس اليمني لهذا الغرض. ولزمت قوات الجيش في صعدة الحياد خشية تورطها في مواجهات مع الحوثيين، فيما تبادل طرفا الصراع أمس الاتهامات في شأن انهيار الهدنة. وقال الناطق باسم جماعة الحوثي وعضو مؤتمر الحوار الوطني علي البخيتي في تصريحات صحافية «إن الشيخ يحيى الحجوري زعيم السلفيين في دماج لم يستطع السيطرة على المقاتلين الأجانب ما أدى إلى نشوب المعارك مجدداً». واتهم الناطق باسم السلفيين سرور الوادعي الحوثيين «بخرق الهدنة بعد ساعتين من بدئها»، مؤكداً قيامهم بقتل أحد طلبة معهد دماج أثناء وجود فريق الصليب الأحمر في البلدة. وقال «إن الحوثيين واصلوا حصار دماج وقصفها بالأسلحة الثقيلة»، مشيراً إلى «وجود أكثر من 200 جريح في حالة خطرة». وحذر الرئيس اليمني من إذكاء الفتنة الطائفية في صعدة، معتبراً ذلك خطراً يهدد الحوار الوطني القائم. وقال، أثناء ترؤسه أمس اجتماعاً لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء، «إن المشكلة التي برزت في منطقة دماج شوهت الصورة إلى حد بعيد وعلى جميع الأطراف التزام ضبط النفس والابتعاد عن العنف. فالوطن يعيش ظروفاً خاصة وصعبة ولا بد من مراعاة ذلك ولا يجوز لأي طرف تجاوز القوانين والأنظمة» . وأعربت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في صنعاء كارين هيديكو ساساهارا عن قلق المجتمع الدولي من هذه المواجهات ودعت في مؤتمر صحافي جماعة الحوثي إلى لعب دور إيجابي في البلاد والتحول إلى حزب سياسي ونبذ المليشيات المسلحة. الى ذلك، اعتقلت القوى الامنية اربعة اشخاص يشتبه بانتماءهم الى تنظيم «القاعدة» وفي ضلوعهم في سلسلة اغتيالات استهدفت ضباطاً في محافظة حضرموتجنوب شرقي اليمن.