أعلن حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري أن منع زعيمه صالح مسلم من دخول إقليم كردستان «تصرف مرتبط بحسابات فئوية وحزبية ضيقة»، فيما أكدت ناشطة كردية سورية أن مسلم هدّد باتخاذ «إجراءات مضادة» عند الحدود من جهة سورية. وكان مسلم توجه إلى سورية عبر معبر الخابور الحدودي لحضور مراسم عزاء نجله الذي قتل خلال المعارك الدائرة بين المسلحين الأكراد وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام» لكنه منع من العودة إلى الإقليم. وكان في نيته التوجه إلى أوروبا لحضور بعض اللقاءات والاجتماعات. وقال الناطق باسم «مجلس الشعب لغرب كردستان» التابع ل»الاتحاد الديموقراطي» شيرزاد اليزيدي ل»الحياة» إن «موقف حكومة الإقليم غير مبرر وغير مسؤول، ولا يخدم العلاقات بين غرب كردستان وجنوبها (الإقليم والمناطق الكردية السورية)، خصوصا في ظل الثورة والاستحقاقات المقبلة، ومنها عقد المؤتمر القومي الكردي، فضلاً عن عقد مؤتمر جنيف الثاني للحل». وأضاف: «نجح أكراد سورية كسب تأييد موسكو وواشنطن بأن يكونوا ممثلين في المؤتمر وموقف الإقليم يندرج ضمن أجندات إقليمية معادية للقضية الكردية، وهذا التصرف غير لائق أخلاقياً كون السيد صالح مسلم حضر مراسم عزاء نجله، كما ينم عن عدم الحكمة والتشنج بسبب حسابات فئوية وحزبية ضيقة ومحاولة فرض البدائل على الحالة الديموقراطية المستقلة في غرب كردستان، بعد أن كانت بعض الأطراف الكردية السورية المحسوبة على الإقليم تعتمد على رهانات وقراءات خاطئة». وتسود الخلافات والتوتر العلاقات بين حزب بارزاني و»الاتحاد الديمقراطي» حول آلية إدارة المناطق الكردية في سورية، ويتهم بارزاني الأخير ب»التفرد» وتهميش القوى الكردية الأخرى. وأوضح اليزدي أن «بعض الأحزاب في الإقليم خصوصا الحزب الديموقراطي دأب على الانحياز إلى أطراف كردية سورية كجماعة الاتحاد السياسي وغيرها، وهذا الإجراء يسيء إلى هذا الحزب والى حكومة الإقليم، في حين كان يجب الانحناء لهذا الرجل (صالح مسلم) تقديراً واحتراماً لاستشهاد نجله في معارك ضد القاعدة». وأشار إلى أن «هذا النهج سيفشل في تحجيم الجهة التي يمثلها مسلم فهو محل تقدير ومكانة لدى المحافل الدولية، كونه يمثل حركة ذات حجم ويعد رقماً صعباً في المعادلة السورية، باعتباره بوصلة التغيير، ونرى أنها محاولة لضرب النجاح الكردي في سورية «. وأعرب عن أمله في أن «لا يؤثر هذا التطور في انعقاد المؤتمر القومي الكردي الذي يستمد أهميته من مرحلة التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة، وحاجة الأكراد الملحة إلى بلورة استراتيجية على صعيد كردستان بأجزائها الأربعة للتعاطي مع المتغيرات». إلى ذلك، قالت عضو «اللجنة الوطنية للسلم الأهلي في سورية» روشن قاسم ل»الحياة»: «لقد تحدثت مع مسلم شخصياً فشدد على أن حزبه من جانبه سيتخذ إجراءات مضادة عند الحدود على الطرف السوري»، داعية حكومة الإقليم إلى «إعادة النظر في موقفها درءاً لوقوع اقتتال كردي- كردي».