نفى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن تكون الخلافات بين القوى الكردية وراء قرار تأجيل «المؤتمر القومي الكردي»، فيما أكد سياسيون مقربون من حزب «العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله أوجلان أن الأسباب المباشرة للقرار تنحصر لتزامن موعده السابق مع الانتخابات البرلمانية والمحافظات في الإقليم. وكانت وكالة الأناضول التركية نشرت تقريراً أشارت فيه إلى أن قرار «تأجيل المؤتمر القومي الكردي إلى أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، جاء بطلب من بارزاني جراء الخلافات بين أعضائه»، فيما كانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر عزت الأسباب إلى تزامنه مع الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان في 21 من الشهر الجاري، والمحافظات في 21 من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وأكدت رئاسة الإقليم في بيان أن بارزاني «ومنذ انعقاد الجلسات الأولى للجنة التحضيرية للمؤتمر، كان مع عقده في أقرب فرصة ممكنة، ولا علاقة له بقرار التأجيل، الذي صدر عن اللجنة بطلب من الأطراف المشاركة لأسباب تتعلق بخوض الإقليم للانتخابات». ويُعوّل على المؤتمر في رسم «سياسة واستراتيجية» موحدة لأكراد كل من سوريا والعراق وإيران وتركيا، تجاه الدول المعنية والمنطقة لبروز أقطاب كردية مؤثرة في سياسية المنطقة عقب اندلاع «ثورات الربيع العربي». وقال الناطق باسم «مجلس الشعب لغربي كردستان» السوري الموالي لحزب العمال الكردستاني، شيرزاد اليزيدي ل «الحياة» إن «عقد المؤتمر يشكل حلماً تاريخياً للأمة الكردية، ونحن بصدد تحويل الحلم إلى واقع، وهو انجاز قومي كبير بحاجة إلى إنضاجه بشكل جيد»، مشيراً إلى أن «قرار تأجيله مرتبط بشكل مباشر مع تزامن موعده السابق مع الانتخابات البرلمانية والمحافظات في إقليم كردستان وانشغال قوى الإقليم بحمى التنافس الانتخابي». وأوضح أن «موعد التأجيل لا يتجاوز الشهرين، وهي مدة قصيرة، ولا صحة لوجود خلافات كتلك التي تتحدث عنها وسائل الإعلام. ثم أن القرار اتخذ من قبل اللجنة التحضيرية بعضوية كل القوى والأحزاب». واستدرك قائلاً «حتى في حال وجود خلافات، فإنها مشروعة، وبالعكس ستغني المؤتمر للتوصل إلى استراتيجية قومية، لإرسال رسالة سلام وتآخٍ إلى شعوب المنطقة». واتفق المرشح عن «حزب الحل» لانتخابات الإقليم المقرّب من حزب «العمال الكردستاني» فائق كولبي مع شيرزاد بشأن الأسباب الرئيسة، لكنه أكد أن «الأسباب الأخرى وما يجري من حديث عن وجود خلافات، فإنها كانت موجودة من قبل، وقد حُلت أغلبها، وسوف تبقى أخرى حتى بعد عقد المؤتمر، منها أيديولوجية القوى المشاركة، ومسألة رئاسة المؤتمر». ونفى أن «يكون قرار التأجيل مرتبط بالخلافات، ثم حتى قوى المعارضة في الإقليم لم تكن ترغب في عقده في موعده السابق، خوفاً من أن يستخدمه حزبا السلطة، الاتحاد الوطني والديمقراطي، كورقة للحصول على مكاسب انتخابية. وكان الحزبان من الداعين إلى عقده لنفس الأسباب». وذكرت وكالة «باس» للأنباء المقربة من حزب بارزاني أن «المعطيات تشير إلى أن الهدف من تأجيل المؤتمر هو عدم انعقاده»، وأشارت إلى أن «كلاً من الاتحاد الوطني وحركة التغيير والعمال الكردستاني يتحجج ويتذرع للتأجيل، فيما الحزب الديمقراطي (بزعامة بارزاني) لديه شكوك في وقوف إيران خلف هذه المساعي». وكان ممثل «الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري في أربيل جعفر حنان أكد ل «الحياة» «عدم تأييده قرار التأجيل». وكانت تقارير تحدثت قبل أسابيع عن وجود خلافات حول آلية رئاسة المؤتمر ونسب التمثل لكل طرف، فيما يتهم بارزاني «الاتحاد الديمقراطي» ب «التفرد» و»إقصاء الآخرين» في إدارة المناطق الكردية السورية.