أعلن زعيم كردي سوري عن تشكيل لجنة تحضيرية لعقد «المؤتمر القومي الكردي» في اربيل خلال الاسابيع المقبلة، بهدف وضع «استراتيجية قومية موحدة» للأكراد في كل من العراق وإيران وسورية وتركيا، فيما شدد قيادي في «حزب اليسار الديموقراطي الكردي السوري» على غياب الظروف الموضوعية لتشكيل حكومة كردية ائتلافية، كون مصير الشعب السوري «لا يزال مجهولاً». وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني دعا الأطراف السياسية الكردية في الدول المذكورة إلى عقد اجتماع في اربيل لتشكيل لجنة تحضيرية لعقد «المؤتمر القومي الكردي»، لكن ثمة صعوبات امام جهوده، خصوصاً مع بلوغ التوتر ذروته بين القوى الكردية السورية المتمثلة ب «حزب الاتحاد الديموقراطي» الذي يشكل «مجلس شعب غرب كردستان» الموالي ل «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبد الله اوجلان وقوى منضوية في «المجلس الوطني السوري» المقرب من بارزاني، في أعقاب مقتل ستة متظاهرين برصاص «قوات الحماية الشعبية» في مدينة عامودا في 27 الشهر الماضي، في إطار استمرار الخلافات على آلية إدارة المناطق الكردية الخارجة عن سيطرة النظام السوري. وقال سكرتير «حزب آزادي» الكردي في سورية مصطفى أوسو ل «الحياة» إن «عدداً من أعضاء المجلس الوطني الكردي السوري التقوا ممثل رئاسة الاقليم وجرت مناقشة مواضيع تتعلق بالوضع الكردي في سورية والاستعدادات لعقد «المؤتمر القومي» الذي يؤمل أن يعقد خلال شهر من الآن». وأضاف أن «لجنة تحضيرية اولية شكلت لبحث نسبة تمثيل كل جزء»، لافتاً الى ان «مجلس شعب غرب كردستان» سيكون ممثلاً في اللجنة بست شخصيات، وكذلك بالنسبة الى «المجلس الوطني السوري»، فضلاً عن ممثلين من تركيا وايران. وزاد ان هؤلاء التقوا بارزاني امس لرسم الخطوط العريضة للمؤتمر. وأوضح اوسو أن «المرحلة المقبلة تتطلب إيجاد آلية للتنسيق والتعاون بين أجزاء كردستان الأربعة ورسم «سياسية وإستراتيجية قومية موحدة». وعن الخلافات الكردية - الكردية في سورية وإمكان حلها في إطار المؤتمر، قال إن «مجلس شعب غرب كردستان انفرد أخيراً ببعض الاجراءات في محاولة لفرض هيمنته على الأرض بقوة السلاح، وإقصاء بقية القوى والحركات، وهذا كان محل امتعاضنا واعتبرناه خرقاً لاتفاقية هولير» (اربيل)، معرباً عن امله في التوصل إلى اتفاقات مبدئية في اجتماعات اربيل الحالية «كون الوضع السوري في شكل عام والكردي في شكل خاص يفرض على الجميع الاتفاق خلال هذه المرحلة الخطرة والحساسة والتي تتطلب التنسيق والتعاون من أجل اسقاط النظام وبناء سورية ديموقراطية تعددية». من جانبه، قال ممثل «حزب اليسار الديموقراطي الكردي السوري» في إقليم كردستان شلال كدو ل «الحياة» إن «أهم نقطة على جدول اعمال المؤتمر القومي هي بحث القضايا المصيرية لكل جزء من أجزاء كردستان في كل بلد، وكل طرف هو الذي يقر طبيعة مصيره مع البلد الذي يتبعه»، مشيراً إلى أن «الخلافات بين القوى الكردية السورية ليس بالمستوى الذي يتحدث عنه البعض من الذين يرفضون الاعتراف بنا كشعب كردي له وطن وتاريخ ولغة». وأعرب كدو عن أمله في أن «يتمكن الفرقاء الأكراد السوريون، ومن خلال المؤتمر القومي، من حل الخلافات وبناء أسس متينة للعلاقات بينهم». وقال: «إذا توافرت الظروف الموضوعية سيتمكن الاكراد من تشكيل حكومة خاصة بهم، لكن اعتقد أن الظروف لا تزال غير ملائمة لأن مصير الشعب السوري كله لا يزال مجهولاً».