أعلن أحد أقدم الأحزاب الكردية السورية مقاطعته اجتماعاً دعا إليه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، في محاولة لإنهاء الخلافات بين الأطراف الكردية السورية، فيما أكد بارزاني أن الظروف باتت ملائمة لعقد «المؤتمر القومي الكردي» بمشاركة كل القوى في «أجزاء كردستان الأربعة»، في العراق وسورية وإيران وتركيا. وأكد أن القرن الحادي والعشرين هو «قرن الشعب الكردي». ويرمي بارزاني من وراء دعوته إلى ملء الشرخ في صفوف القوى الكردية السورية، لإيجاد تفاهم على آلية تقاسم السلطة بين مجلس «غرب كردستان» (سورية)، والمجلس «الوطني الكردي»، وهو يتهم «غرب كردستان» بالاستئثار بالسلطات والمؤسسات في منطقه، في مخالفة لاتفاق أربيل الموقع في أيلول (سبتمبر) العام الماضي. واعتذر الحزب «الديموقراطي التقدمي الكردي»، بزعامة عبد الحميد درويش عن عدم حضور الاجتماع الذي دعا بارزاني إلى عقده في أربيل أمس، معللاً موقفه بأن «الأحزاب فشلت في إيجاد حلول لخلافاتها واتجهت نحو مزيد من التعقيد على رغم تكرار اللقاءات». وأكد في بيان أن «مثل هذه الزيارات خلقت أجواء من عدم الثقة بين أحزاب المجلس الوطني الكردي نتيجة انقسام داخلي الذي توج بإعلان الاتحاد السياسي بين أربعة من أحزاب المجلس ما عمق الشرخ في المجلس الوطني»، ودعا «قيادة الإقليم إلى الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف»، وخلص إلى أن الحل يكمن في أن «تبادر أحزاب المجلس الوطني الكردي إلى إيجاد حلول لمشاكلها في الداخل والتزام المجلسين اتفاق هولير (أربيل) وتنفيذ بنودها». وفي رسالة وجهها بارزاني إلى المؤتمر الثالث «لشبيبة كردستان» الذي يشمل أكراد العراق وإيران وسورية وتركيا، دعا إلى «الوحدة والإيمان بالمستقبل، والوقوف في وجه الأصوات التي لا تثق بنفسها وبقدرات شعبنا الكردي الذي يفتخر بتاريخه وتضحياته ونضالاته التي لا تحصى، وينبغي علينا جميعاً أن نجعلها منطلقاً للثقة بالنفس كي تدفعنا إلى تحقيق حقوقنا وأن نقف صامدين ونمتلك الإرادة فالمستقبل بيدنا»، وأضاف أن «الوقت الحاضر، هو الظرف المناسب لانعقاد المؤتمر القومي بمشاركة كل القوى الكردستانية في أجزاء كردستان الأربعة، لنضع الحجر الأساس لاستراتيجية كردستان في المنطقة المبنية على السلام والتعايش بين الشعوب». وختم قائلاً إن «الظرف الحالي أنسب من أي وقت مضى ليتقدم شعبنا الكردي خطوات كبيرة إلى مستقبله الزاهر، فالقرن الحادي والعشرون هو قرن الشعب الكردي، لذا تقع على عاتقكم واجبات أكبر ينبغي الاستعداد لها لتتمكنوا من خدمة شعبكم على أكمل وجه». ويرى مراقبون أن توصل حزب «العمال الكردستاني» مع أنقرة إلى اتفاق سلام، توج بانسحاب مقاتلي الحزب من الأراضي التركية إلى إقليم كردستان العراق، يضع المنطقة أمام تحولات غير مسبوقة.