اختار صالح مسلم رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري» اربيل في كردستان العراق ليعلن بدء تشكيل حكومة لإدارة المناطق الكردية كمرحلة أولية تعقبها انتخابات تشريعية وكتابة دستور موقت ضمن ما يعرف بمشروع الإدارة المحلية في مناطق وجود الأكراد في سورية، فيما اعتبرت «الجماعة الإسلامية» المعارضة في إقليم كردستان الفتاوى الصادرة عن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و»جبهة النصرة» في سورية ضد الأكراد بأنها «غير شرعية». وجاء الاقتراح في وقت بدأت شخصيات سياسية كردية تمثل أكراد كل من سورية وإيران وتركيا والعراق، في مدينة اربيل تحضيرات لعقد «المؤتمر القومي الكردي» خلال الأسابيع المقبلة، بدعوة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لرسم «استراتيجية قومية موحدة». وأعلن مسلم في مؤتمر صحافي في اربيل امس عن «المباشرة في تطبيق مشروع لتشكيل حكومة كردية (شمال وشمال شرقي سورية)، وفي كل المناطق الكردية من سورية، بعد نجاح التجربة في مناطق عين العرب ورأس العين»، مشيراً الى «انطلاق محادثات لتشكيل هيئة تنسيقية خلال 40 يوماً، على أن يمنح كل طرف سياسي يرغب في المشاركة خمسة مقاعد لممثليه، وذلك من أجل انتخاب 12 شخصية من قبل الهيئة الكردية العليا، ليكونوا بمثابة وزراء في الحكومة المقترحة». وعزا مسلم هذه الخطوة إلى «تردي الوضع الاقتصادي، وأزمة المحروقات والنقص الحاصل في الخبز والأدوية وحليب الأطفال، مع توقعات لعسكريين معارضين تذهب إلى أن الأزمة السورية قد تدوم عشرة أعوام». وتتهم قوى المجلس الوطني الكردي «مجلس شعب غرب كردستان» الموالي ل «حزب العمال الكردستاني» بالعمل على فرض السيطرة والهيمنة على المناطق الكردية السورية «بهدف التفرد في إدارتها»، عقب انسحاب الجيش النظامي منتصف العام الماضي. وأوضح مسلم «نأمل بأن تقوم الهيئة بعد الانتهاء من تشكيلها مباشرة باتخاذ إجراءاتها لتنظيم انتخابات تشريعية محلية خلال ستة أشهر، وكتابة دستور موقت إلى حين حل الأزمة القائمة في عموم سورية». وكانت أنقرة حذرت «الاتحاد الديموقراطي» من «خطورة اتخاذ أي خطوة انفصالية من خلال فرض أمر واقع» في مناطق تقع على الشريط الحدودي المحاذي لإقليم كردستان العراق وتركيا. ورداً على فتوى صادرة عن «جبهة النصرة» احلت فيها الدم الكردي، اكد الناطق باسم «الجماعة الإسلامية» المعارضة في إقليم كردستان محمد حكيم في بيان أمس «تأييد الجماعة المطالب المشروعة للشعب الكردي في سورية»، داعياً إلى «الحفاظ على الوحدة وعدم الانجرار وراء المخططات الأجنبية والبدء بتسوية الخلافات لوقف الصراعات، بغية الحفاظ على المكتسبات التي تحققت». وأكد حكيم رفض الجماعة «الفتاوى التي صدرت عن تنظيم القاعدة وجبهة النصرة والتي حللت فيها الدم والمال والعرض الكردي» وختم «أنها غير شرعية، ولن نسمح لأحد بأن يعتبر الأكراد أعداء للإسلام»