بدأ العراقوتركيا يعيدان النظر في علاقاتهما المتوترة. وأعلن وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلوا في أنقرة «حان الوقت لنطوي هذه الصفحة (الخلافات) ونفتح فصلاً جديداً. وعلى رغم أنه ما زال لدينا بعض الخلافات لكن ليس هناك مشكلة لا تحل». أما داود أوغلو الذي يفترض أن يزور بغداد قريباً تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أنقرة، فأكد أن الوضع في سورية هيمن على محادثاته مع زيباري وقال: «نحن أكثر دولتين تأثرتا بالتطورات في سوريا»، ودعا الرئيس التركي عبد الله غل إلى دعم العراق ومساندته كي يستتب أمنه واستقراره ، فيما اعتبرت لجنة العلاقات الخارجية أن فتح صفحة جديدة للعلاقات بين العراقوتركيا تتطلب فتح مفصل لجميع الملفات العالقة بين البلدين. وزاد أن «هذه الزيارة رسالة صداقة ومحبة وتعاون من الحكومة والشعب العراقي وتهدف إلى تطبيع العلاقات وإعادتها إلى مسارها الطبيعي، وإلى توسيع آفاق هذه العلاقة وتطويرها في المجالات كافة». إلى ذلك، أكد الرئيس التركي عبد الله غل أن بلاده مستمرة بدعمها جهود السياسيين العراقيين لتحقيق الاستقرار في بلادهم، وقال خلال استقباله زيباري: «نحن مسرورون بتطور علاقات التعاون مع العراق»، مؤكداً أن «تركيا ستستمر بدعمها جهود السياسيين العراقيين فتطور العلاقات بين البلدين لن يفيد بلدينا فقط بل المنطقة بأكملها»، واعتبر «الهجمات الأخيرة التي يتعرض لها العراق والتي ازدادت خلال الأشهر الأخيرة مصدر حزن وقلق ليس للعراقيين فقط بل للشعب التركي أيضاً». وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب صادق الركابي إن « توجه تركيا إلى إعادة النظر في طبيعة علاقاتها مع دول الجوار والعراق على وجه الخصوص نابع من إدراكها أن سياسة التمدد غير مثمرة». وأوضح في اتصال مع «الحياة» أن «أنقرة جربت التمدد إلى دول المنطقة كلها وكانت تطمع في تطبيق نظرية احمد داود اوغلو وتشكيل الدولة العثمانية الجديدة، وهذا ما أدخلها في مشاكل مع الجيران»، وأشار إلي أن «هذه السياسة أضرت بتركيا على المستوى السياسي والاقتصادي، ما دفعها إلى إعادة النظر في نهجها». وتابع أن «تركيا خالفت كل الأعراف الديبلوماسية عندما تحدث رئيس حكومتها عن رئيس الحكومة العراقية، وهي متورطة مع جماعات إرهابية وقوى مسلحة، وهذا ما يجب أن تراجعه». ودعاها إلى «ترجمة سياسة الانفتاح على دول الجوار بالأفعال لا الأقوال»، كما دعا الحكومة العراقية إلى «اتخاذ خطوات تتناسب ومواقف أنقرة»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن أن تكون علاقتنا السياسية مع تركيا قوية من دون تسوية السياسة المائية وغيرها من الملفات العالقة، لأن التكامل في العلاقة مطلوب، وعندما تقرر تركيا أن تفتح صفحة جديدة مع العراق يجب أن تفتح جميع الملفات العالقة بين البلدين»، في إشارة إلى احتضان تركيا نائب رئيس الجمهورية المحكوم غيابياً بالإعدام طارق الهاشمي، وأضاف أن «جوهر المشكلة مع تركيا أننا لا نقبل أن تتعامل معنا على أساس مكونات وليس على أساس دولة يجب ألا تتدخل في شؤونها الداخلية» وكان المالكي أكد الثلاثاء (22 تشرين الأول 2013)، خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي فولكان بوسكير، أن العراق يرغب دائماً «في علاقات طيبة ومتطورة مع تركيا ودول الجوار».