بعد تراجع الحل العسكري في سورية، وسيطرة التنظيمات المتطرفة على مناطق حدودية مع تركيا والعراق، بدأت أنقرة تعيد النظر في علاقاتها مع بغداد لمواجهة التحديات الجديدة. ووجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعوة إلى نظيره العراقي نوري المالكي لزيارة أنقرة والبحث في التعاون الأمني بين البلدين، في حين علمت «الحياة» أن بغداد ترغب في الإستعانة بمستشارين عسكريين أميركيين، والتعاون مع دول الجوار «لمواجهة الإرهابيين» الذين خططوا لإقامة «إمارة على الحدود تضم مناطق عراقية وسورية». وأفاد بيان لرئاسة الوزراء العراقية بان المالكي استقبل أمس «رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي فولكان بوسكير الذي قدم إليه دعوة» من أردوغان لزيارة أنقرة، بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس». ونقل البيان عن المسؤول التركي قوله ان وزير الخارجية أحمد داود أوغلو سيزور بغداد للتحضير لهذه الزيارة. وتشهد العلاقات العراقية التركية توترا وفتورا بسبب الازمة السورية، اذ ترفض بغداد مساعدة المسلحين السوريين. ودعا المالكي الى «التعاون بين دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة (...) على الصعيد الامني والسياسي والاقتصادي»، مضيفا ان «هناك قضايا كثيرة يمكن الاتفاق عليها، كما يمكن ان يتفهم بعضنا بعضاً في ما نختلف عليه». إلى ذلك، أعلن مسؤول امني عراقي رفيع المستوى ان الحكومة تخطط للإستعانة بمستشارين عسكريين أميركيين لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد. واكد ان ارسال رئيس الوزراء نوري المالكي وزير الدفاع سعدون الدليمي الى الانبار ورئيس اركان الجيش الى الموصل يأتي لتدارك اي خرق امني ومنع تنظيم «القاعدة» من السيطرة. ويشهد العراق، منذ مطلع العام الجاري، هجمات منسقة اوقعت الاف القتلى والجرحى، وطاولت اهدافاً مختلفة مثل الاسواق الشعبية وحواجز التفتيش والمساجد ومجمعات حكومية اعلنت «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروفة باسم «داعش» مسؤليتها عنها. وقال المصدر في تصريح الى»الحياة» ان المعلومات المتوافرة لدى العراق ودول الجوار والولايات المتحدة تؤكد ان «القاعدة وضعت استراتيجية جديدة، بعد تراجع الحل العسكري في سورية، واتجهت إلى ما تسميه الاعتماد على قدراتها التنظيمية في البلدين لفرض سيطرتها على الارض واعلان دولتها». واضاف المصدر أن الحكومة ب»التشاور مع حلفائنا بدأت وضع خطط لمواجهة هذا التحدي وستستعين بمستشارين أميركيين لمكافحة نشاطات المجموعات المسلحة». ولم يستبعد المصدر ان» يطرح رئيس الوزراء خلال زيارته، المقررة نهاية الشهر الجاري لواشنطن، الموضوع مع الرئيس باراك اوباما، خصوصاً بعد تصاعد الهجمات على الحدود مع سورية، مثلما حدث في راوة الاحد الماضي». وتابع ان» الامكانات العسكرية والفنية واللوجستية التي تتمتع بها الجماعات الارهابية اكبر بكثير من تلك المتوفرة لدى قوات حرس الحدود، وبالتالي لا بد من تعزيز القدرات الدفاعية لمواجهة الإرهاب هناك». وزاد: « إننا نحتاج، من أجل ضبط الحدود مع سورية، الى لواء آلي او مدرع فالحرس قوات انذار مبكر وليس مهيئاً لخوض معارك ومواجهات مع القاعدة او اي فصيل ارهابي». من جهة أخرى، أكد رئيس»مؤتمر صحوة العراق» الشيخ احمد ابو ريشة أمس ان» 40 في المئة من الانبار تحت سيطرة تنظيم القاعدة الذي انتقل من المدن الى الصحراء ليعيد ترتيب أوضاعه وينفذ عمليات داخل المحافظة. والجيش غير قادر على ملاحقة المسلحين داخل الصحراء».