حذر الامين العام لمجلس الامن القومي الإيراني سعيد جليلي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال لقائهما في بغداد امس من ان النزاع المسلح في سورية بلغ «مرحلة مقلقة لدول المنطقة». فيما رحبت بغداد باي دور ايراني لحل الخلافات مع تركيا، على رغم تشكيل الحكومة العراقية للجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني لمراجعة علاقاتها مع انقرة. وذكرت الخارجية العراقية في بيان امس ان زيباري بحث مع ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي «تطورات الاوضاع الدولية والاقليمية والعلاقات العراقية الايرانية وكذلك الازمة السورية». وتابع البيان انه «جرى التشاور وتبادل الآراء حول الوضع في سورية ووصول الامور الى مرحلة مقلقة لجميع دول المنطقة بسبب تصاعد وتيرة العنف وغياب الافق السياسي للحل». وفي وقت سابق، اعلن رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي انه ناقش مع جليلي «الازمة في المنطقة والتوتر المذهبي الذي بدا ينتشر في عدد من الدول وخطورة استمرار هذا التشنج». وأضاف: «لا بد من ايجاد حلول للقضية السورية وكان لنا رأي بأن تكون للشعب السوري كلمة في تحديد مستقبل سورية ولا بد ان تكون هناك محاولات وامور جدية لاطفاء الحريق في سورية حتى يكون هناك كلام حول الانتقال وتداول السلطة». وتابع النجيفي «لم نتفق على كل شيء ولكننا اتفقنا على الافكار العامة وهي ان يكون للمسلمين تقارب وتفاهم وعدم اعطاء الآخرين مجالاً للتدخل في الامة الاسلامية واثارة النعرات المذهبية والطائفية التي هي اخطر ما يهددها». وتأتي زيارة جليلي الى بغداد والتي لم يكشف عن برنامجها او مدتها بعد زيارة مماثلة الى كل من سورية ولبنان. وكان جليلي قال الثلثاء خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق ان بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سورية «ضلعاً اساسياً فيه». إلى ذلك اعلنت بغداد امس تلقيها دعوة رسمية من المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر التضامن العربي والاسلامي. وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية ل «الحياة» تلقي حكومته دعوة رسمية لحضور مؤتمر التضامن، واكد ان البحث يجري حالياً حول الوفد العراقي المشارك والشخصيات التي سيتضمنها الوفد العراقي. ووصف «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، زيارة جليلي بأنها «تكتسب اهمية كبيرة للتطورات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط». وقال النائب عن «دولة القانون» عباس البياتي ل «الحياة» ان «جليلي بحث ثلاثة ملفات مع الحكومة العراقية هي: تداعيات الازمة السورية والعلاقات بين العراق وايران، ودور طهران في تقريب وجهات النظر بين بغداد وانقرة». وأضاف ان «الوضع في سورية ستكون له تداعيات على جميع المنطقة لذلك يجب بحث هذا الموضوع مع دول الجوار للوصول الى رؤية موحدة». وتابع ان «طهران ستلعب دور الوسيط بين بغداد وانقرة لأن لها علاقات جيدة مع الطرفين»، مؤكداً ان «بغداد تريد الحفاظ على علاقات وطيدة مع تركيا لا سيما وانها (تركيا) اكبر شريك تجاري واقتصادي للعراق لان مجموع المصالح التجارية مع انقرة يفوق بثلاثة اضاعاف مجموع المصالح التجارية مع جميع الدول المجاورة للعراق وينبغي على تركيا ان تحافظ على هذه المصالح». ودعا البياتي وهو من القومية التركمانية ومقرب من المالكي، تركيا الى «مراجعة موقفها واعادة تقويمه وستجد بأن العراق مستعد لاقامة افضل العلاقات معها». ووصف البياتي ما حصل اخيراً بين بغداد وانقرة لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو الى اقليم كردستان ومحافظة كركوك بانه «اهتزاز في العلاقات بين البلدين ولم يصل بعد الى مستوى الازمة»، مشيراً الى ان «العلاقات بين البلدين لم تصل بعد الى القطيعة والازمة وانما خلاف سياسي ونأمل ان لا تصل الى حد الازمة». وفي شأن اعلان الحكومة العراقية مراجعتها للعلاقة مع انقرة، اكد البياتي ان «رئيس الوزراء نوري المالكي شكل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لمراجعة العلاقة مع تركيا وتقييمها، لكن مع ذلك فنحن حريصون على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع انقرة اذا راجعت مواقفها».