تفاوتت مواقف الاتحادات والجمعيات البيئية الألمانية إزاء أهمية السيارات الكهربائية إلى حد الاختلاف المبدئي. وتراوحت المواقف من التأييد إلى التشكيك وصولاً إلى التنديد. ومن المستطاع القول ان خطة «التسيير الكهربائي» لاقت تأييداً وترحيباً مشروطين. وحذّر المؤيدون من التركيز على نوع وحيد من البدائل الصديقة للبيئة، كي يحل بديلاً من محركات الوقود التقليدية، بحسب بيان من «اتحاد نادي السير». وانتقد «نادي المواصلات الألماني البيئي» الخطة لكونها غير دقيقة المعالم، وتتضمن مواقف غير ملزمة. وأعلن «اتحاد صناعة الطاقة والمياه» و «اتحاد حماية الطبيعة» و «رابطة الطاقات المتجددة» تأييدها للخطة بتحفظ. وقلّلت «منظمة مساعدة البيئة» (أومفيلت هيلفه) من أهمية إنتاج مليون سيارة كهربائية حتى عام 2020 قائلة إن الرقم لن يشكل أكثر من 2 في المئة من عدد السيارات التي تسير في ألمانيا في حينه. واتهمت الحكومة بتشجيع «تكنولوجيا محدودة التأثير». ويبلغ عدد السيارات والشاحنات والمركبات في ألمانيا راهناً نحو 50 مليوناً. وانتقد «حزب الخضر» الحكومة على عدم إقرارها دفع مكافأة من 5000 يورو لمن يريد شراء سيارة كهربائية. وأثنى «اتحاد حماية الطبيعة» على خطة الحكومة، لكنه أبدى خشيته من أن تكون «صورية وإعلانية». ورفض فكرة تخصيص مكافأة للشارين. وطالب ب «تأكيد أن سيارة المستقبل الكهربائية ستسير بواسطة الكهرباء المنتجة من الشمس والرياح والمياه أيضاً». وإذ أشار إلى أن حماية المناخ «لن تتم فقط من خلال تبديل محرك وقود بمحرك كهربائي»، رفض شحن البطاريات الكهربائية المستقبلية بكهرباء منتجة من مصانع الفحم الحجري. وقال إن ذلك «يشبه تغيير شرَّ بآخر». ورأى أن بيع مليون سيارة كهرباء حتى عام 2020 لن يقدّم مساهمة جوهرية لحماية البيئة، مقترحاً مواصلة التركيز على محركات السيارات التقليدية الخفيضة الاستهلاك للوقود اذ تعمل بعض شركات السيارات على إنتاج محركات تستهلك 3 ليترات البنزين لكل 100 كيلومتر. وأعرب الاتحاد عن أسفه لأن الحكومة لم تقدِّم مساهمة أساسية في هذا المضمار. وأشار إلى «مبالغ كبيرة جداً صرفت على تطوير خلايا شمسية ومحركات هيدروجينية، من دون توقع إنتاج سيارة عملية منها في المدى المنظور». وشبّهت «منظمة السلام الأخضر» (غرين بيس) الخطة الألمانية ب «قصص الأطفال العالية التقنية»، مشيرة إلى أن السيارات الكهربائية «لن تؤدي أي دور يذكر في حماية المناخ في العقدين المقبلين». وأثنت «الرابطة الاتحادية للطاقات المتجددة» على خطة تسريع البحوث في «التسيير الكهربائي». ووصفت هذا التسيير بأنه «موضوع المستقبل لأنه يفتح لألمانيا التي تملك تكنولوجيا عالية المستوى أسواقاً ضخمة». وقال الأمين العام للرابطة بيورن كلوسمان، ان وجود عدد كبير من السيارات الكهربائية يسهِّل ربط الكهرباء المستخرجة من الطاقات المتجددة بالشبكة العامة، الأمر الذي يسهّل بدوره تخزين فائض الكهرباء المكتسبة من الرياح والشمس. وأضاف أن هدف تسيير مليون سيارة كهربائية حتى عام 2020 لن يؤدي إلى استهلاك كبير للكهرباء، خصوصاً أن الكمية التي ستحتاج إليها يمكن تأمينها من تنامي إنتاج الطاقات المتجددة. وأضاف أن ما أُنتِج من كهرباء من الطاقات المتجددة في 2008 بلغ 4,3 بليون كيلوواط/ ساعة، أي أكثر من ضعف ما تنتظر الحكومة استهلاكه من جانب المليون سيارة كهربائية. وفي رد ضمني على اتحاد حماية الطبيعة، أوضح إن هذه الأرقام «تظهر بوضوح أن المرء لن يحتاج إلى المزيد من مصانع الطاقة العاملة على الفحم الحجري ولا إلى تمديد فترة عمل المفاعلات النووية المنتجة للكهرباء لتأمين الطاقة للسيارات الكهربائية مهما بلغ عددها مستقبلاً».