أوضح أحد إخوة كبير السدنة عبدالملك الشيبي، ل «الحياة» أن عائلة الشيبي تضم نحو 400 شخص تقريباً، ليس لها مجلس عائلي محدد تجتمع فيه بشكل دوري، ولكن اجتماعاتهم تكون غالباً مثل بقية الناس في المناسبات والاحتفالات الخاصة بهم، وفي المناسبات الرسمية مثل تسليم الكسوة، وغسل الكعبة المشرفة التي يتجهز لها أفراد «الشيبية» قبل الحدث بيوم. وأبان أن الاحتفالات الخاصة بالكسوة كانت تختلف في السابق عن الوقت الحالي، ذلك أن الكسوة كانت تأتي سابقاً من الشام، مصر، السودان، والهند، فيما كان يسمى ب «المحمل» الذي يحط رحاله في منزل الشيبي. وتحدث عبدالملك عن بعض الطقوس التي كانت تتخذ لاستقبال الكسوة ومن ثم تلبيسها، مضيفاً «بعد إنشاء مصنع خاص بالكسوة في مكةالمكرمة التابع لوزارة الحج والأوقاف، أصبح وزير الحج يأتي إلى منزل الشيبي ويسلمه الكسوة شخصياً، وأصبح التغيير عندما تولى عبدالوهاب عبدالواسع وزارة الحج في عهد الملك فهد، وكان السادن في ذلك الوقت هو طه شيبي». وحول ملابسات تحويل مراسم تسليم الكسوة من بيت السادن إلى المصنع، يشير عبدالملك إلى أنه وبسبب تواضع بيت السادن، رفض الوزير الذهاب إلى منزل طه الشيبي لتسليم الكسوة هناك، أيضاً بسبب عدم وجود «بيت للمفتاح» يأخذه أي شخص يتولى السدانة، مما جعل الوزير يقترح تسليم الكسوة في مصنع الكسوة، فصدر الأمر بذلك. وقال إن سادن الكعبة كان هو من يرفع إلى الجهات العليا ليستفسر عن اليوم المناسب لغسل الكعبة وبعد الرد عليه، يقوم هو شخصياً بالدعوة، سواء إلى حفلة الكسوة أم حفلة الغسل باعتباره الشخص المختص بكل شؤون بيت الله العتيق، وكان يظهر ذلك جلياً حتى في الأخبار الرسمية، بينما أصبح الآن كبير السدنة وحاجب بيت الله يدعى إلى حفلة الكسوة والغسيل، وأخيراً لن تعد توجه دعوة شخصية له. كما بين أن الوضع اختلف كثيراً عن السابق، إذ إنه وفي السابق كانت الكعبة تفتح يومين في الأسبوع وهما يوما الإثنين والخميس، ويسمح بدخول كل الناس، مضيفاً أنه في عهد الملك فيصل بدأ تقنين دخول الكعبة المشرفة، واقتصار دخولها على شخصيات معينة. ولذلك التقنين قصة يرويها الشيبي بقوله: حين كان أمين الشيبي سادناً للكعبة، وكان رجلاً كبيراً في السن، وفي إحدى المرات سقط على الأرض، وأصيب ببعض الرضوض بسبب التدافع الذي حصل بين الناس لدخول الكعبة المشرفة، مما دعاه إلى الدخول على الملك وطلب قوة عسكرية لمساعدته وقت فتح الكعبة، وتمت الاستجابة لطلبه وأصبحت «شرطة الحرم» منذ ذلك الوقت تساعد سادن الكعبة في تنظيم دخول الزوار إلى الكعبة المشرفة. ولفت إلى أن الأمور تطورت وتدرجت بعد ذلك، ولم يعد بالإمكان فتح باب الكعبة إلا من طريق الخطابات والأوامر الرسمية. وأردف «في السابق لم تكن فتيات الشيبية يتزوجن إلا من داخل العائلة، بينما في السنوات الأخيرة تم القضاء على هذه العادة وأصبحن يتزوجن من عائلات أخرى.