ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    235 جهة حكومية تستعرض أبعاد ثروة البيانات وحوكمتها والاستفادة منها في تنمية الاقتصاد الوطني ‬    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيبي: مهمة السادن “شريفة” وذكرياتي مع مفتاح الكعبة لا تنسى

قال السادن عبدالقادر الشيبي إن ذكرياته مع مفتاح الكعبة لا تنسى، واصفًا المهمة التي يقوم بها وعائلته ب «أعظم المهمام»، متحدثًا عن قصة استحداث «وكيل السادن» وأسبابها، ونفى الشيبي القصة المزعومة بأن باب الكعبة لا ينفتح إلا للخاصة، مؤكدًا أنه باب ككل الأبواب، مدللًا على ذلك بتغيير مفاتيحه لأكثر من مرة، وعن شباب اليوم وتحمله للمسؤوليات كالجيل القديم رفض الشيبي وصف الشباب بالكسول، مطالبًا القطاع الخاص بمنح الشباب الفرصة للعمل.. ذكريات كثيرة رواها السادن الشيبي في حواره فإلى نص الحوار..
تاريخ العائلة
** تاريخ عائلة الشيبي موغل في القدم.. فماذا عنه؟
- يقول السادن عبدالقادر الشيبي تاريخ عائلتنا قديم جدا ويبدأ قبل الإسلام فنحن من مكة ومن قبيلة قريش ونلتقي مع الرسول صلي الله عليه وسلم بالنسب في الجد الخامس قصي بن كلاب الذي أعاد الهيبة واسترد الحكم في مكة لقريش بعد فترة من استيلاء قبيلة جرهم عليه. وكان لقصي عدد من الأبناء أكبرهم عبدالدار وهو جد عائلتي ومنهم عبد مناف جد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان كل أبناء قصي يعملون بالتجارة ولديهم أموال كثيرة عدا عبدالدار كان رقيق الحال نظرا لملازمته والده وقيامه على خدمته، فأراد والده أن يعوضه عن ضعف حاله المادية فخصه بشرف القيام بجميع المهام التي تتعلق بخدمة الكعبة والبيت الحرام، من سدانة الكعبة ورفادة توفير الطعام للحجيج وسقاية توفير الماء للحجيج لكن إخوانه لم يرضوا بهذا ونزعوا عنه كل هذه المهام بعد وفاة والدهم عدا السدانة، وبقي الأمر على ذلك الحال حتى فتح مكة، إذ أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه مفتاح الكعبة من جدنا شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة غصبا لأنهما رفضا اعطاءه إياه، وفتح المسلمون الكعبة وكسروا الأصنام التي بداخلها ثم غسلوها، ومنذ ذلك الوقت أصبح غسل الكعبة سنة نبوية تتشرف عائلتنا بالقيام بها منذ أكثر من 1400 عام.
مفتاح الكعبة
وقال حينما رأى بعض من آل عبد مناف ممن كان له سبق في الإسلام ما جرى من أخذ مفتاح الكعبة من جدنا شيبة الذي كان لم يسلم بعد، طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم ضم السدانة إليهم إضافة لما بأيديهم من الرفادة والسقاية، فنزلت فينا آية: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا» من سورة النساء، وهي الآية المكية الوحيدة في السورة المدنية، فأمر رسول الله عليًّا أن يرد المفتاح إلى عثمان وأن يعتذر له، ففعل ذلك، فقال له عثمان: يا عليّ أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق؟ فرد عليه: لقد أنزل الله في شأنك، وقرأ عليه هذه الآية، فقال عثمان: أشهد أن محمدًا رسول الله وأسلم، فجاء جبريل فقال: «ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان»، وقال رسول الله لشيبة: (خذها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينتزعها منكم إلا ظالم)، ولتبقي منذ ذلك الحين مهمة سدانة الكعبة وحمل مفتاحها بأيدينا نرثها كابرا عن كابر، وأنا الآن الأكبر سنا في عائلتي وآل شرف أمر السدانة إليّ بفضل الله.
خلود النبوءة
** وماذا عما يطلق عن النبوءة «التي وصفتموها بالخالدة»؟
- هناك نبوءة في حديث الرسول صلي الله عليه وسلم بعدم انقطاع نسلنا إلى يوم القيامة أجدها في قوله لعثمان بن طلحة: «خذها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينتزعها منكم إلا ظالم»، فلو لم يكن سيبقى هذا الأمر خالدا في عائلتنا ليوم القيامة لما قاله صلى الله عليه وسلم.
حاضر العائلة
**اذا كان هذا هو التاريخ والماضى فماذا عن الحاضر؟
- تاريخ عائلتي القريب والتي يبلغ عدد أفرادها حاليا 350 فردا تقريبا فيبدأ مع جدي الشيخ عبدالقادر بن علي الشيبي وأخيه الشيخ محمد الذي كان عنده بنت واحدة فقط ولم يعقب ذكر، وهي أم الشيخ طلحة بن عثمان ناظر الوقف الحالي.
أما والدي فهو الشيخ طه بن عبدالله بن عبدالقادر الشيبي، وكان يقوم بمهمة السدانة بالإنابة قبل أخيه عاصم، وبعد وفاة الأخير كان من المفترض أن يتولى السدانة الشيخ طلحة ابن عم والدي لكنه كان مريضا فأخذها عمي عبدالعزيز آخر السدنة قبلي والذي توفي نهاية السنة الماضية عليه رحمة الله. والآن أصبحت الأكبر سنا في جيلي بعد وفاة ابن عمي الكبير الدكتور فيصل أمين الشيبي رحمه الله والذي كان مرشحا لشغل منصب السادن بعد عمي عبدالعزيز، لكنه توفي قبل ما يقرب من 10 سنوات، ومنذ ذلك الحين كنت أنا المرشح لتولي السدانة.
وكيل السادن
**استحداث منصب وكيل السادن.. كيف تم وما قصته؟
- تم استحداث منصب وكيل السادن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله، ولهذا الأمر قصة حدثت في ذلك الوقت، إذ حضر خادم الحرمين الشريفين حاجا في أحد الأعوام إلى مكة المكرمة لغسل الكعبة وكان معه بعض ضيوفه، وتأخر عمي عاصم السادن حينها عن الحضور في موعده لظروف طارئة وخارجة عن إراداته، وبما أن مفتاح الكعبة لا يوجد مع أي شخص غير السادن، فقد اضطر الملك وضيوفه للانتظار حتى وصوله. وبسبب هذا الموقف تم استحداث منصب وكيل (نائب) السادن وتم اختيار ابن عمي الشيخ صالح زيني (دكتوراة في الشريعة) للقيام بهذه المهمة نظرا لملازمته مكة المكرمة على الدوام، وليكون هناك شخص آخر قادر على فتح باب الكعبة.
** ماذا عن ذكرياتكم في غسيل الكعبة؟
- أول مرة أقوم فيها بغسل الكعبة كسادن كانت في موسم حج العام الماضي، إذ توفي عمي عبدالعزيز في أول يوم من شهر ذي الحجة سنة 1431ه، وقمنا بغسيل الكعبة في يوم 9 ذي الحجة (يوم عرفة)، لكن بالطبع دخلت إلى الكعبة وشاركت في غسلها كثيرا مع جدي ووالدي ومع أعمامي في السابق. وغسيل الكعبة محدد له يومان في السنة هما الخامس عشر من شعبان وأول شهر ذي الحجة، ومن المفترض مشاركة الملك في هذه المهمة لكن نظرا لانشغال الملوك في أعباء الحكم فإنهم ينيبون عنهم عادة سمو أمير منطقة مكة، ولذلك قد يتغير موعد الغسل أياما لارتباط أمير المنطقة بمواعيد يستعصي معها حضوره في الموعد المحدد.
كسوة الكعبة
**هل تغيير الكسوة له زمان ولماذا اختير هذا الوقت خاصة؟
- تغيير كسوة الكعبة له ميعاد محدد نلتزم به وهو في يوم «عرفة» التاسع من ذي الحجة لأن من يقوم بهذه المهمة هو السادن وأفراد العائلة فقط، وتم اختيار هذا اليوم بالذات لأن المسجد الحرام يكون خاليا من الحجيج المتواجدين حينها في عرفات مما يسهل علينا أداء المهمة بيسر.
أتتذكر أول مرة دخلت فيها الكعبة كانت برفقة جدي الشيخ عبدالله الشيبي عندما كنت طفلا، وكنا نقوم حينها بفتح الكعبة كثيرا لقلة الزحام، وقد تصل عدد أيام فتحها لما يعادل الشهرين، وكان يستطيع الكثير من عامة الناس دخولها، وبقي الأمر كذلك حتى عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الذي حدد مواعيد فتح الكعبة بأوقات غسيلها وتغيير الكسوة، وأصبح لا يدخل احد إليها إلا عن طريق دعوات توجهها الحكومة لضيوفها وبعضا من ضيوف العائلة، ولا يستطيع أي شخص من عائلتي الذهاب للكعبة وقتما يشاء، رغم وجود مفتاحها معنا، فهناك أنظمة لذلك ونحن ملتزمون بها.
ولم يحدث بحسب علمي أن تم فتح الكعبة دون وجود شخص من عائلتنا باستثناء ما حدث في فتح مكة، فإرادة الله قد خصتنا بهذا الشرف دون غيرنا.
** سمعنا عن القصص التي يتداولها عامة الناس من أن الكعبة لا تفتح إلا بيد أحد من أبناء عائلتكم ما صحة هذا القول؟
- هذا الأمر لا أساس له من الصحة فأي شخص يستطيع فتح باب الكعبة إن تعلم الطريقة التي يتم بها ذلك، إذ إن هناك طريقة معينة لفتحها، والدليل على ما أقول تغيير باب الكعبة وقفله أكثر من مرة، بما يثبت انتفاء أي خصوصية أو شيء خارق للعادة للباب أو قفله.
ذكريات قديمة
** ما ذكرياتكم عن اول مرة تدخلون فيها إلى الكعبة؟
أتذكر في الماضي حينما كنا ندخل إلى الكعبة نجد الجو بداخلها خانقا وشديد الحرارة نظرا لطبيعة جو مكة الحار، أما الآن ومع المكيف والإضاءة الموجودة على سلم الكعبة أصبح الجو داخلها لطيفا ومن الممكن أن يرى الإنسان بوضوح.
شقوق في أرضية الكعبة وقبل أعوام عديدة وخلال عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حدثت شقوق في أرضية الكعبة، فقام مهندسون بحفر الأرضية حتى وصلوا للأساس (صحن الطواف) وقاموا بإصلاحات، وغيروا رخام الأرضية.
** التصوير ممنوع داخل الكعبة.. فماذا عن الصور التي نراها ونشاهدها للكعبة من الداخل؟
الحكومة تمنع التصوير داخل الكعبة، وما نراه أحيانا من بعض اللقطات المصورة من داخل الكعبة قد يكون تم تصويرها من كاميرا جوال استطاع أحدهم الإفلات بها من تفتيش الأمن.
مقام إبراهيم
** هل يدخل مقام إبراهيم في مهام السدانة؟
- مقام ابراهيم يدخل في مهنة السدانة فمفتاح المقام وعملية تنظيفه من وظائف السادن، وكان المقام فيما مضى أكبر حجمًا وكان حوله سياج يشبه سياج الحجرة النبوية، وقد وصلتني أنباء لا أستطيع تأكيدها أن هناك احتمالا لنقله من مكانه الحالي توسيعا على الحجيج وتسهيلا لهم في أداء ركن الطواف، كما حدث من توسيع المسعى نظرا لازدياد أعداد الحجيج والذي وصل للملايين، أما أنا فأتذكر من طفولتي بيت جدي عبدالله الذي كان يقع على جبل الصفا في المربع الذي تجده عندما تدخل من باب الصفا، وأتذكر البيوت والشارع الذي تمر خلاله السيارات وكانا في المنتصف بين اتجاهي المسعى، أما بقية بيوتنا فكانت تقع على جبل أبي قبيص.
الوقف والسدانة
هل يجمع الأكبر سنا في عائلتكم بين أكثر من منصب؟
منصب النظارة في أوقاف عائلتنا هو للسادن بحسب شرط الواقف، فالأكبر سنا في عائلتنا يجمع بين المنصبين، لكن المسؤول عن النظارة حاليا هو عثمان طلحة الشيبي حفيد الجد الكبير محمد الشيبي وذلك لتمرسه في إدارة شؤون الوقف منذ مدة طويلة عندما كان والده سادنًا للكعبة. ولا تتدخل أي جهة في شؤون الوقف وإدارته، فهي شأن عائلي، وفي حالات كبر سن السادن أو مرضه يجتمع رجال العائلة لاختيار بديل يقوم بمهامه في نظارة الوقف نيابة عنه.
ومن أشهر أوقافنا وقف الأغوات الذي أوقفه أحد أجدادي، وكان عبارة عن عدة أراض في السوق الصغير، وأزيلت مع توسعة الحرم وحصل الأغوات على تعويضات كبيرة عنها.
أبرز الجيران
** هل تذكر جيران عائلتكم حتى اللحظة ام أن اغلب الاسماء طواها النسيان؟
- أذكر من جيراننا في بيت جدي عبدالله (بيت العائلة) الشيخ عمر جان، والشيخ محمد المغيربي، والسيد حمزة المرزوقي، والشيخ أحمد غزاوي وكانوا جميعا مع جدي أعضاء في مجلس الشوري.
بعد حصولي على شهادة الكفاءة درست في معهد الخطوط السعودية للشؤون التجارية، وبعد انتهاء الدراسة عملت في الخطوط السعودية بالطائف في المبيعات لأصبح بعد فترة مساعدا للمدير، وبعد ذلك تنقلت منتدبا في الخطوط بين بيشة وأبها وجازان لمدة أكثر من عام، ثم عدت إلى الطائف مرة أخرى لفترة بسيطة لأنتقل بعدها إلى الجوف منتدبا ثم قاموا بتثبيتي لأصبح مديرا إقليميا وبقيت هناك لمدة عشرين عاما حتى حصولي على التقاعد عام 1408ه، لأنتقل للعيش في جدة منذ ذلك الحين... تزوجت ثلاث مرات وأنجبت 6 أبناء اثنان منهم متزوجان و10 بنات كلهن متزوجات. والدتي من بيت العباسي، أما زوجاتي فإحداهن من بيت قاري وهم عائلة علم ودين إذ كان لجدها مجلس علم في الحرم المكي، والأخرى من بيت الإسكندراني (الحريري سابقا)، أما الأخيرة فهي من بيت بدران.
الشباب والكسل
** هل انت مع ام ضد اتهام شباب اليوم ب «الكسل»؟
- أعتقد أن اتهام الشباب بالكسل الآن فيه ظلم لهم، فالشباب يعلم أنه لا مفر أمامه عن العمل وتحمل المسؤولية لكي يلبي احتياجاته ويستطيع تكوين أسرة، وأقول للقطاع الخاص أعطوا الشباب أجورا معقولة ثم حاسبوهم على التقصير قبل أن تتهموهم بالكسل وعدم الالتزام وأنتم تعطونهم رواتب لا يمكن أن تجعلهم يعيشون عيشة كريمة.
وما يميز الشباب في الماضي عن الآن هو احترام الكبير، فقد كان الأخ لا ينادي أخاه الأكبر إلا ب «سيدي» وكذلك الأخت لا تنادي أختها الكبرى إلا ب «ستي»، أما الآن فأجد أن الأمر اختلف كثيرا.
أصبحت للأسف لا ألتقي بأصدقائي القدامي كثيرا نظرا لتواجدنا في مدن مختلفة، وقد فرق الموت بيني وبين أعز الأصدقاء، منهم صديقي وزميلي من أيام الدراسة المتوسطة محمد عوضة الزهراني وكان يعمل مدرس دين، وعبدالله البيز. أما أكثر من أتواصل معه من الأصدقاء القدامي حتى اليوم فهو مصطفى عزيز وهو مفتش سابق في الجيش.
تعامل الأبناء
** هل تتعامل مع أولادك بنفس نسق التعامل التي تربيت عليه وعوملت به؟
- لدي 6 أخوان أشقاء واثنان من أم أخرى، و7 بنات أشقاء و5 من أم أخرى وأنا الأكبر سنا بينهم، وكان والدي الشيخ طه رحمه الله يثير غضبنا أنا وإخوتي أحيانا، ويقول لمن يطلب منه شيئا ماديا اذهب واعمل لتحصل عليه، ولا أنسى حين أخبرته بأني أريد الزواج وكنت لا أزال طالبا فقال لي: أنا موافق اعمل وكون نفسك ثم تزوج، وأذكر أنني تضايقت حينها كثيرا، لكن هذا التصرف من والدي جعلنا أنا وإخواني نعتمد على أنفسنا ونتحمل المسؤولية.
لم أتصرف مع أولادي كما فعل والدي معي ومع إخوتي، لأن الحياة الآن أصعب، والأسعار ارتفعت ويحتاج الأبناء إلى مساعدة آبائهم ليستطيعوا الزواج وتكوين أسرة. أما علاقتي بأخوالي وأعمامي فتسودها المحبة والود، لكن لعمي زين العابدين (زيني) مكانة خاصة بقلبي، وكنت أحب التواجد في مجلسه كثيرا لما يتمتع به من خفة ظل وروح مرحة، ويشهد على ذلك مجلسه الذي كان عامرا دائما بالناس، وكان رحمه الله أصغر من والدي مباشرة، ويعيش أبناؤه رحمه الله حاليا في المدينة المنورة لأن والدتهم من هناك.
عشق الفروسية والسيارات
ماذا عما يتردد عن عشقكم الكبير للفروسية وركوب السيارات؟
كان والدي رحمه الله يحب رياضة الفروسية واقتناء السيارات الغريبة والنادرة وغير المألوفة، وكان يشارك في سباقات الخيل داخل المملكة مع أصحاب السمو الأمراء، بل أذكر أنه شارك مرة في سباق بالهند وأخذ حصانه معه إلى هناك، أما فيما يخص السيارات فقد توفي والدي وفي حوزته 16 سيارة مختلفة، إذ كان رحمه الله يعشق السيارات ولا يفرط في أي سيارة اقتناها أبدا، وكان قد اشترى خلال عهد الملك فيصل رحمه الله سيارة برمائية، وبعد مدة من الزمن تم منع هذه السيارة نظرا لاستغلال البعض لها في تهريب ممنوعات من سفن في عرض البحر، وعندما علم والدي بقرار المنع اشترى عددا مكررا من قطع الغيار التي تستهلك وتعطب سريعا كقماش الفرامل وغيرها وخزنها في مستودعه الخاص.
ملازمة الوالد وبحكم كوني الأكبر سنا بين إخوتي فقد كنت الأكثر ملازمة للوالد، وورثت عنه حبه لرياضة الفروسية وللسيارات، ففي السابق كان عندي ثلاثة خيول كنت أحب امتطاءها في مزارعنا بالطائف، وهناك أيضا بدأت تجاربي المبكرة في تعلم قيادة السيارات من خلال تمرني على ذلك بقيادة سيارة الجد محمد الشيبي الكبير،
طرد زوجتي
** هناك قصة طريفة عن طرد زوجة صديقك لك.. فماذا عنها؟
- خلال وجودي في الشمال بمدينة الجوف نشأت صداقة بيني وبين زميل في العمل، فدعاني وزوجتي للغذاء في منزله ذات يوم، فخرجت قبل انتهاء الدوام بقليل لإحضار زوجتي حتى لا نتأخر على صاحب الدعوة، المهم أننا وصلنا إلى بيت الصديق وقمت بقرع جرس الشقة فردت الزوجة من خلف الباب وأخبرتنا أن زوجها لم يصل بعد، فمازحتها قائلا: «كيف لم يعد حتى الآن وأنا رأيته معك بالسوق قبل ساعة»، فغضبت غضبا شديدا وبدأت بالصراخ والعويل ظنا منها بأن زوجها متزوج عليها سرا، وصادف ذلك وصول زوجها الذي فوجئ بما يحدث، ولم تفلح كل محاولاتنا لإقناعها بأنه غير متزوج عليها، ولتنتهي المزحة بطردها لنا جميعا أنا وزوجتي وصديقي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.