عندما فاز الاتحاد خارج أرضه ومن دون محترفيه وبرباعية تاريخية على الشباب في أولى مباريات الفريقين في دوري عبداللطيف جميل، قال الكثيرون إن الاتحاد في طريقه لتجاوز مشكلاته المالية والإدارية والشكاوى القانونية، وأن شخصيته الحقيقية ظهرت في تلك المباراة، وأن نجماً جديداً للكرة السعودية ظهر خليفة لجيل الكبار هو مختار فلاته بأول سوبر هاتريك في أول مباراة. صاحب السوبر هاتريك خرج مطروداً في المباراة التالية أمام العروبة فخرج فريقه مهزوماً بهدف وسط حديث «يتكرر في شكل كبير منذ بداية الدوري» عن التحكيم، وهو ما شاهدناه في مباراة نجران والنصر وفي مباراة الاتفاق والهلال. خسارة العميد تعكس من دون نقاش سر هذا النادي الذي لم يستطع أحد منذ 2009 فك شفرته، وأقول 2009 لأن هذه السنة كانت نهاية عهد العميد مع لقب الدوري السعودي على رغم أنه أحرز كأس الملك عامي 2010 و2013... فعلى رغم تغير الإدارات والمدربين وحتى الداعمين واللاعبين بقيت هناك حلقة مفرغة يدور فيها العميد، ولن يتم إيجادها ما لم تتوافر النية وتتضافر كل الجهود بأن يتركوا كل خلافاتهم ويضعوا مصلحة الكيان فوق كل اعتبار، كما يحدث مثلاً في الهلال والأهلي والشباب الذين يحلون مشكلاتهم داخل أسوارهم حتى وإن تسرب بعضها للإعلام وللجماهير، وحتى «لا يزعل» علينا أحد فالاتحاد يحتاج إلى أب روحي يلم شمل الأسرة تحت جناحيه وهو برأيي الحلقة المفقودة. أما الهلال الذي فاز على العروبة بالثلاثة ومن بعده الاتفاق في الدمام أيضاً بالثلاثة، فلم تكن فيه بصمة سامي الجابر واضحة، ولكن سر الزعيم في شخصيته بغض النظر عن مدربه الذي بالتأكيد قد يضيف له بعضاً من شخصيته ولكنها للآن ليست واضحة المعالم، وبالتأكيد كما سبق وقلت يجب أن يأخذ الرجل فرصته كاملة ومن ثم يتم الحكم على تجربته ووصفها بالناجحة أو الفاشلة. أما سر تراجع الكرة السعودية آسيوياً وخليجياً وتراجع ترتيبها بين منتخبات العالم فهو يعود لأسباب كثيرة منها كثرة البطولات ومشاركة بعض اللاعبين في معظمها «أول وأولمبي وكأس الأمير فيصل ومع النادي محلياً وعربياً وخليجياً وآسيوياً»، وعدم انتظام الدوري وما نراه اليوم من تأجيل بعد مرحلتين فقط لا يساعد نهائياً في دخول اللاعبين في الفورمة والتأقلم مع أجواء الدوري بخاصة أن التأجيل جاء لدورة ودية استعدادية بعد أسبوعين فقط على البداية، والأكيد أن البعض قد يتأثر بغياب عدد كبير من لاعبيه المنضمين للمنتخب، بينما أندية أخرى لا يوجد لديها أي تمثيل وبالتالي غياب العدل لو استمر الدوري، ولكن الحل برأيي لا يكون بالتوقف بل باختيار توقيت التوقف وباللعب في أيام «فيفا» كما تفعل معظم منتخبات العالم. في النهاية ما أقوله مجرد رأي خال من أي تعصب أو ميول أو شخصانية للمقالات على حساب الحقيقة، والرأي قابل للنقاش بكل موضوعية وهو ما أتركه لكم.