منذ أعوام وإلى عامنا هذا سؤال دائماً ما تردده وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية مع أي مشاركة لفريق نادي الاتحاد في البطولة الآسيوية، لماذا يتألق نموره ويقدمون أفضل العروض الفنية حتى على مستوى (السلوك) المرتبط بروحهم الرياضية داخل الملعب نلاحظ أن نسبة البطاقات الملونة (أقل) بكثير عما يحصلون عليه في البطولات المحلية مما يثير لديّ وربّما لدي آخرين هذا التساؤل شكل من أشكال (المقاربة) بين أجواء (نفسية) بحتة لها علاقة مباشرة ب(التحكيم)، هي التي من كونت (فروقات) واضحة كان لها أثرها البليغ في فريق اتحادي يتأرجح مستواه في مباريات يقودها حكم سعودي بينما يبدع العطاء والأداء عندما يكون الحكم أجنبياً؟!. وقبل أن أخوض في تأكيدات تدعم صحة (رؤيتي) حول هذه الفروقات، وجدت من المناسب جداً أن أعرج بكم نحو اللاعب السعودي المحترف في صفوف فريق العين الإماراتي ياسر القحطاني، وسؤال يدور في ذات الاتجاه، فمن الملاحظ أنه في الدوري الإماراتي يقدم أفضل بمراحل عما كان يقدمه في الدوري المحلي بالموسمين الماضيين، حينما كان يلعب في نادي الهلال حتى على مستوى المنتخب شاهدنا أن (القناص) لم يعد في تلك (الفورمة) من تألق فني ومتعة في هزّ الشباك.. وهنا أرجع السبب لهذا الاختلاف إلى الحالة (النفسية) عند اللاعب، فمنذ أن بدأت تطلق عليه (هتافات) خارجة عن الروح الرياضية والتشجيع النظيف ومستواه الفني في تدهور ولم يعد إلى سابق عهده إلا مع فريق العين الإماراتي. ويبدو لي ان الراحة (النفسية) لعبت دوراً في إعادة الثقة إليه وربّ قائل يقول إن السبب ليس له صله بالجانب النفسي بقدر ما أن الدوري الإمارتي (ضعيف) والفرق المشاركة ما زالت (تحبو) إن قارناها بالأندية السعودية، ولهذا ليس مستغرباً إن عادت نجومية القناص. هذا المبرر يذكرني بما يقال عن مشاركة الفريق الاتحادي في هذا الموسم آسيوياً بأن مستوى الأندية التي واجهها ضعيف جداً وإن كنت أتفق مع هذا الرأي في جزئية منه، إلا أنه في المقابل نجد أن الاتحاد في هذا الموسم ليس هو اتحاد العشر أعوام الماضية، والدليل أنه يوجد في الدوري أندية ضعيفة ومستواها أكثر تدنياً من الأندية الآسيوية المتواجدة في مجموعة العميد استطاعت أن تفوز عليه، والدليل ترتيبه الخامس في الدوري على أنه في هذا الموسم أخفق في مباريات الدوري والبطولات الأخرى بسبب الضغوط (النفسية) التي يواجهها من لجنة التحكيم ناهيك عن ضغوط أكثر مورست عليه في المواسم الماضية وبالذات من لجنتي المسابقات والتحكيم، ولو لم تكن هناك تداخلات من الأولى من جهة تعديل بعض مبارياته بتأجيلها أو عدم التأجيل لضرب الاتحاد الرقم القياسي في البطولات ولفاق العدد الحاصل عليه الآن الهلال. من خلال نفس الرؤية لا أبالغ إن قلت إن القناص لو تخلص هو الآخر من الضغوط النفسية لأصبح اليوم اللاعب رقم (واحد) خليجياً وعربياً وآسيوياً، والدليل المستوى الكبير الذي يقدمه في ناديه الحالي، والذي يعد من أهم العوامل التي ساهمت في حصد نادي العين بطولة دوري هذا الموسم. خلاصة القول هذه هي أبرز الأسباب التي أدت إلى (التألق) الاتحادي آسيوياً وعودة (القناص) للنجومية (خارجياً).. وكما يقولون (إذا عرف السبب بطل العجب).