غداة مغادرة المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركي ادوارد سنودن قاعة الترانزيت في مطار «شيريميتوفو» الروسي، بعد حصوله على وثيقة من دائرة الهجرة الروسية تخوله الإقامة بحرية في روسيا لمدة عام، أعلن أعضاء في الكونغرس الأميركي أن الرئيس باراك أوباما أبلغهم أنه مستعد لتغيير برامج المراقبة كي يستعيد ثقة الشعب ويطمئنه إلى أن الحكومة لا تنتهك خصوصية المواطنين. وقال السناتور ساكسبي تشامبليس الذي حضر الاجتماع مع أوباما: «ندرك أن الشعب الأميركي بحاجة فعلاً لأن يعرف ما يحدث الآن وما حدث من قبل ويحصل على التطمينات المناسبة بأن خصوصيته لا تُنتهك». وأضاف: «يتعين أن نجد سبلاً لإضفاء مزيد من الشفافية على البرنامج»، إذ منذ كشف سنودن القومي عن مجموعة واسعة من التسجيلات الهاتفية والإلكترونية لدى الحكومة الأميركية، ثار جدل حول المدى الذي يمكن أن تبلغه الحكومة في مراقبة اتصالات المواطنين لحماية البلاد من أي هجمات. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما دعا إلى عقد الاجتماع مع المشرعين لبحث برنامج المراقبة و «للاستماع إلى بعض أبرز المنتقدين للبرامج والمدافعين عنها». وقال زعماء لجنة الاستخبارات في بيان مشترك إنهم يعتزمون العمل على مقترحات لزيادة الشفافية وحماية الخصوصية في برامج مكافحة الإرهاب. في غضون ذلك، تواجه روسيا غضب الولاياتالمتحدة بعد منحها اللجوء الموقت لسنودن، الذي أكد موقع «ويكيليكس» في بيان أنه أصبح الآن في «مكان آمن وسري». ولمح الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني إلى احتمال أن يقاطع أوباما قمة رئاسية أميركية - روسية مقررة في مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، قبل قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ. وقال كارني: «نشعر بخيبة أمل كبيرة لاتخاذ روسيا هذا القرار على رغم مطالبنا الواضحة جداً والقانونية في العلن وفي المجالس الخاصة بترحيل سنودن إلى الولاياتالمتحدة لكي يواجه الاتهامات الموجهة ضده». وأضاف: «إننا نقيم جدوى عقد قمة في ضوء ذلك». على صعيد آخر، كشفت صحيفة ال «غارديان» البريطانية أمس، نقلاً عن وثائق سرية مسرّبة، أن الإدارة الأميركية دفعت 100 مليون جنيه استرليني على الأقل، على مدى السنوات الثلاث الماضية لوكالة التنصت البريطانية المعروفة باسم «مركز الاتصالات الحكومية» للوصول إلى برامج جمع المعلومات الاستخباراتية في بريطانيا. وذكرت الصحيفة إن الوثائق السرية التي سرّبها سنودن، اظهرت أن الأميركيين توقعوا الحصول على مقابل من وراء هذا الاستثمار، وأن وكالة التنصت البريطانية عملت بجد لتلبية مطالبهم. وأضافت أن وكالة الأمن القومي الأميركي دفعت لوكالة التنصت البريطانية ما مجموعه 151 مليون دولار. وأشارت الصحيفة إلى أن الأموال التي دفعتها وكالة الإستخبارات الأميركية إلى نظيرتها البريطانية تضمنت 4 ملايين جنيه استرليني لتمويل عمل الأخيرة لصالح قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، و 17.2 مليون جنيه استرليني لعملياتها على شبكة الإنترنت لجمع معلومات خام ليتم تحليلها.