في مؤشر لاقتراب المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية ادوارد سنودن الذي تتهمه واشنطن ب «التجسس»، من قبول طلب لجوئه الموقت إلى روسيا، صرح رئيس مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) سيرغي ناريشكين أن على روسيا أن تستقبل هذا «المدافع عن حقوق الانسان الذي يتصرف باسم ملايين الناس في العالم». كذلك وعد المحامي اناتولي كوتشيرينا، عضو الهيئة الاستشارية القريبة من الكرملين، بتقديم مساعدته القانونية للجاسوس الأميركي البالغ من العمر 30 سنة كي يتمكن من التوجه «في شكل قانوني» إلى أميركا اللاتينية، حيث أعلنت كل من فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا استعدادها لاستضافته. وقال كوتشيرينا: «سأساعد في ارشاده واطلاعه على تفاصيل التشريع الروسي ليحصل على اللجوء». وأضاف: «بعد أن استمعت إليه، بتّ اثق به تماماً، فهو ساخط على انتهاك حقوق الانسان في العالم. مثل هذا الرجل يستحق الدعم». واعتبر أن إجراء الحصول على اللجوء قد يتطلب «بين أسبوعين وثلاثة أسابيع»، موضحاً أنه «يجب تقديم طلب إلى جهاز الهجرة قبل ان تدرسه لجنة مسائل المواطنة». وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن على سنودن مخاطبة هيئة الهجرة الفيديرالية الروسية للحصول على حق اللجوء السياسي والذي ناقشه مع حقوقيين روس اول من امس، فيما أعلنت الهيئة أنها لم تتلقَ أوراقاً من الأخير بعد. اتصال بين أوباما بوتين وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل أول من أمس، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، إثر دعوة واشنطنموسكو إلى ألا تقدم «منبراً للدعاية» لسنودن عبر السماح له بالبقاء في أراضيها. ولم يتضح مضمون المحادثات التي كانت مرتقبة منذ أيام بين الرجلين، إلا أن البيت الابيض أشار في وقت سابق إلى أن قضية سنودن ستكون من بين القضايا المطروحة. ووجه الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني قبل الاتصال بين الرئيسين، تحذيراً إلى موسكو قال فيه أن «منح سنودن منبراً للدعاية سيكون منافياً للتصريحات السابقة للحكومة الروسية في شأن حياد روسيا ومع قولها إنها لا تستطيع التحكم بوجوده في المطار». وأضاف كارني: «سيكون الأمر أيضاً غير منسجم مع الضمانات الروسية لجهة أن موسكو لا تريد أن يتسبب سنودن بمزيد من الضرر للمصالح الاميركية»، مجدداً دعوة روسيا إلى ترحيل الجاسوس الأميركي تمهيداً لاعادته إلى الولاياتالمتحدة ومحاكمته هناك لكشفه أسراراً ترتبط بالامن القومي. وتابع كارني: «نعتقد بأنه لا بد أن يعود إلى الولاياتالمتحدة لمواجهة التهم الموجهة إليه، وتواصلنا مع دول عدة بينها روسيا في هذا الصدد»، لكنه شدد على أن الموقف الأميركي لم يتغير وهو «أننا لا نعتقد بأنه يُفترض بهذا، ولا نريد، أن يلحق أذىً بعلاقتنا مع روسيا»، مشيراً إلى أن واشنطن تشدد على أن ثمة مبرراً قانونياً لطرده وإعادته إلى أميركا لمواجهة التهم التي وجهت إليه لإقدامه على تسريب أسرار سرية. ومن المقرر أن يزور أوباما روسيا في أيلول (سبتمبر) المقبل. بيلاي على صعيد آخر، حضت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي على احترام الحق في الخصوصية وحماية من يكشفون انتهاكات حقوق الإنسان، كما هي الحال مع مسرب المعلومات من وكالة الأمن القومي الأميركي. وذكرت بيلاي في بيان لها أن حالة سنودن والانتهاكات واسعة النطاق المزعومة للحق في الخصوصية، من خلال برامج المراقبة الأميركية، تثير عدداً من القضايا الدولية المهمة لحقوق الإنسان التي تحتاج إلى معالجة. وأشارت المفوضة إلى أنه في الوقت الذي قد تبرر فيه المخاوف في شأن الأمن القومي والنشاط الإجرامي اللجوء إلى برامج المراقبة الاستثنائية وفي أضيق نطاق، فإن المراقبة من دون وجود ضمانات كافية لحماية الحق في الخصوصية قد تؤثر سلباً على التمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. ولفتت بيلاي إلى أن المادتين الثانية عشرة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والسابعة عشرة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تنصان على أنه لا يجوز إخضاع أحد للتدخل التعسفي في خصوصيته، أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته، وعلى أن لكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الاعتداءات. طائرة موراليس على صعيد آخر، طلب رؤساء دول مجموعة السوق المشتركة للجنوب (ميركوسور) احترام حق اللجوء والامن في مواجهة التجسس المعلومات، وأعلنوا استدعاء سفرائهم في فرنسا واسبانيا وايطاليا والبرتغال التي منعت أخيراً الرئيس البوليفي إيفو موراليس من عبور مجالها الجوي. وقال الرئيس الفنزويلي نيوكولاس مادورو أثناء القمة نصف السنوية لقادة المجموعة في عاصمة الأورغواي مونتفيديو، والتي هيمنت عليها قضية سنودن «جرى التصديق على بيان لضمان اللجوء باعتباره حقاً اساسياً». وطلب مادورو ايضاً ضمان الأمن المعلوماتي، منتقداً تجسس وكالات الاستخبارات الأميركية الذي كشفه سنودن أخيراً. وعرضت فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا على سنودن العالق في مطار بموسكو اللجوء السياسي.