لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز ، أ ف ب - قللت المعارضة السورية أمس من أهمية سيطرة قوات النظام مدعومة بعناصر من «حزب الله» على معظم حي الخالدية في مدينة حمص في وسط البلاد، قائلة ان نظام الرئيس بشار الاسد يبحث عن «انتصارات وهمية» بعد خسائره في حلب شمالاً. وتحدثت عن استنفار امني-عسكري في دمشق بعد شن مقاتلي «الجيش الحر» هجوماً مفاجئاً على مناطق شمال شرقي العاصمة اسفر عن سيطرتهم على مبنى حكومي. في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» إن الهيئة السياسية ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض شارفت على الانتهاء من صوغ «رؤية سياسية» تتضمن توجهات سياسية وأموراً تنظيمية تحدد العلاقات الداخلية ضمن «الائتلاف» وعلاقته مع «الجيش الحر»، مؤكدة أن «سلاحاً نوعياً سيصل قريباً» إلى مقاتلي المعارضة. وأشارت المصادر إلى أن بعض أعضاء «الهيئة السياسية» ال 19 اقترح تأجيل موعد اجتماعها المقبل بعدما كان مقرراً يومي 3 و4 الشهر المقبل، الى حين الانتهاء من الورقة لعرضها على اجتماع الهيئة العامة» التي تضم 114 عضواً. وزادت المصادر أن الاجتماع سيتناول تشكيل الحكومة الموقتة بعدما أقر هذا الخيار في اجتماع «الهيئة السياسية» السابق. وقال الرئيس السابق ل «المجلس الوطني» برهان غليون على صفحته على «فايسبوك» امس انه بعد نجاح جولة قيادة «الائتلاف» على عدد من الدول فإن التحدي سيكون بعدم تحويل الموقف من مؤتمر «جنيف-2» مصدراً ل «الاختلاف والشد والجذب والمزاودة». وقال ممثل «الائتلاف» في قطر نزار الحراكي ل «الحياة» أن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا سيلتقي أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غداً الثلثاء، في اول زيارة للدوحة منذ انتخاب الجربا وتوسيع «الائتلاف» من جهة وتسلم الشيخ تميم الحكم من جهة ثانية. وتوقعت مصادر ان «تجدد قطر مواقفها الداعمة لتطلعات الشعب السوري إذ كانت في صدارة الدول التي بادرت الى دعم الثورة السورية». ميدانياً، سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني على معظم أجزاء حي الخالدية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن انفجارين شديدين سُمعا في أحياء حمص المحاصرة يعتقد أنهما ناجمان عن سقوط صاروخي أرض-أرض على هذه الأحياء، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، ووسط تحليق للطيران في سماء الأحياء المحاصرة، واشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة، وبين القوات النظامية و «قوات الدفاع الوطني» وعناصر «حزب الله» اللبناني من جهة ثانية، على محور حيي الخالدية وحمص القديمة. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية منه». وقال «الائتلاف» في بيان انه «على رغم إلقاء آلاف القنابل والصواريخ والبراميل على حي الخالدية وصولاً إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، وبعد حشد كل ما وصلت إليه يد النظام من آلة عسكرية وحلفاء إقليميين ودوليين ومع حملة إعلامية هستيرية، انحصرت النتائج في مسافة لا تحسب إلا بالأمتار، في منطقة حول القصف الأعمى أجزاء واسعة منها إلى كتل من الدمار»، معتبراً انتصارات النظام «وهمية» ترمي إلى «لملمة بقايا معنويات جنود (الرئيس بشار) الأسد ومرتزقته، بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها على مختلف جبهات حلب ودمشق، وبعد تعاظم الروح المعنوية لدى أبطال الجيش السوري الحر»، في إشارة إلى سيطرة المعارضة على خان العسل في حلب. الى ذلك، جدد التكتل المعارض دعوته «المواطنين السوريين المقيمين في مصر الشقيقة إلى ضرورة الالتزام الكامل بالقوانين، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، خاصاً بالذكر «كل ما يتعلق بالتجاذبات والنشاطات السياسية، والتصعيد الذي تشهده الساحة المصرية».