في أول نشاط يقوم به بعد انتخابه رئيساً ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، دخل أحمد العاصي الجربا شمال سورية حيث التقى قيادة أركان «الجيش الحر» برئاسة اللواء سليم إدريس. وكان انتخاب الجربا، وهو سجين سياسي سابق وزعيم عشيرة شمّر، قوبل بترحيب من باريس ودعم من الدوحة. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو: «في الوقت الذي يزداد قمع النظام السوري، خصوصاً في حمص، من المهم تعزيز الدعم للائتلاف وقيادته كي يستفيدوا من الوسائل التي تتيح حماية السكان وتلبي حاجاتهم الطارئة». وتابع: «ستواصل فرنسا العمل مع الائتلاف ومسؤوليه الجدد للتوصل إلى حل سياسي يتيح بناء سورية حرة وديموقراطية». وكانت الخارجية الأميركية أعلنت في بيان صدر فور انتخابه أنها «تتطلع» للعمل مع الجربا و «نأمل في إحراز تقدم جنباً إلى جنب معه للحيلولة دون الانهيار التام لسورية وسقوطها في حال من الفوضى، ومن أجل إعادة بناء نسيجها الاجتماعي». وأضاف البيان: «نتطلع إلى تواصل الرئيس الجربا والقادة الجدد مع جميع المجتمعات السورية وتحقيق قدر أكبر من وحدة الهدف وتعزيز تنظيم التحالف السوري كممثل شرعي للشعب السوري». وشدد البيان على أن «المعارضة المتحدة ضرورية للتوصل إلى حل سياسي عن طريق التفاوض يتنحى فيه (الرئيس) بشار الأسد عن السلطة، ويتم تشكيل حكومة انتقالية جديدة ويقود جميع السوريين إلى الكرامة والحرية والأمل في المستقبل». من جهته، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية في الدوحة إن «دولة قطر في الوقت الذي تدعم وتشدد على هذا النهج الديموقراطي في تداول المراكز القيادية في الائتلاف، فإنها تتطلع إلى العمل مع الرئاسة القادمة». وواصل «الائتلاف» اجتماعاته يوم أمس لانتخاب أعضاء الهيئة السياسية التي زاد عددها من 11 إلى 19 وانتخاب باقي الأعضاء بما يعكس توسيع «الائتلاف» من 63 إلى 114 عضواً ودخول قوى علمانية توازن «الإخوان المسلمين» في التكتل المعارض. وقالت مصادر المجتمعين إن نقاشاً حاداً جرى أمس حول موضوع الحكومة الموقتة ورئيسها غسان هيتو، بين مطالب بتسلم احمد طعمة أو ميشال كيلو رئاسة الحكومة وتمسك آخرين ببقاء هيتو وتهديدهم بالانسحاب من «الائتلاف». ميدانياً، واصلت القوات النظامية السورية قصفها العنيف على حي الخالدية في حمص وسط البلاد لليوم التاسع على التوالي، وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «ستين إلى سبعين في المئة من حي الخالدية مدمر في شكل كامل أو جزئي وغير صالح للسكن»، مضيفاً أن «تدمير حمص المحاصرة يتم بشكل منهجي. هناك قصف مستمر عليها منذ أكثر من عام. كل ذلك بهدف دفع السكان والثوار إلى الهرب». وتساءل عبد الرحمن: «إذا سيطر النظام على حمص، من سيعود إليها؟ لا أحد»، مشيراً إلى أن سكان حمص بالإجمال يكنون «عداء كبيراً للنظام». وأشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية استخدمت أمس في قصفها حيي الخالدية في شمال حمص والحميدية بوسطها، قذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وطاول القصف مجدداً مسجد خالد بن الوليد في الخالدية. وترافق ذلك مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية «ومسلحين تابعين لها» عند أطراف حي الخالدية في محاولة لاقتحام الحي. وفي دمشق، نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في حي جوبر في شرق العاصمة، بينما تعرض حي القابون في شمالها الشرقي للقصف المدفعي والصاروخي، ودارت مواجهات عند أطراف حي برزة في الطرف الشمالي للمدينة، في محاولة من القوات النظامية لاقتحامه، علماً أن مقاتلي المعارضة سيطروا منذ أسابيع على أجزاء كبيرة من الحي. وقالت مصادر رسمية سورية أن «وحدات من الجيش أعادت الأمن والاستقرار إلى الجزء الشمالي الغربي من مخيم السيدة زينب» في جنوب العاصمة، وأن وحدات أخرى «أعادت الاستقرار إلى منطقة القابون الصناعية في دمشق التي تفصل القابون عن جوبر بعد القضاء على جميع أفراد المجموعات الارهابية المسلحة وتدمير أوكارهم». وطالبت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية الولاياتالمتحدة وأوروبا أمس بإمداد المعارضة بالسلاح. وقالت في بيان على موقع «تويتر» الإلكتروني: «نشعر بالخذلان وخيبة الأمل من تراجع الموقف الأميركي والأوروبي في ما يتعلق بتسليح الجيش الحر، وندعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته».