تعهد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني خلال لقائه مراجع دين في مدينة قم أمس، تعزيز العلاقة بين الحكومة ورجال الدين، فيما حضّ الرئيس السابق محمد خاتمي السلطات على تبنّي «نهج جديد» يفضي إلى إطلاق السجناء السياسيين، وبينهم الزعيمَين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. في غضون ذلك، دافع الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد عن «إنجازاته» خلال ولايتيه (2005-2013)، معتبراً أن عهده شهد «أعلى مستوى من احترام الحريات» في إيران. روحاني الذي التقى في قم، مراجع الدين موسى شبيري زنجاني وصافي كلبايكاني ومكارم شيرازي وموسوي أردبيلي وجعفر سبحاني ونوري همداني، اعتبر أن انتخابات الرئاسة «أوجدت قاعدة لتسوية المشكلات الداخلية والخارجية»، ورأى أن «كلّ القضايا أصبحت لمصلحة النظام» في إيران. وأفادت وكالة «فارس» بأن روحاني ناقش مع مراجع الدين، سبل حلّ المشكلات الاقتصادية ومسائل السياسة الخارجية، فيما نقلت وكالة «مهر» عن الرئيس المنتخب إن ثمة «حاجة لأن تعزّز الحكومة روابطها مع رجال الدين»، مضيفاً: «سنكون على اتصال دائم مع حوزات دينية ومراجع دين، لاستغلال آرائهم في شكل مثالي». في غضون ذلك، دعا خاتمي حكومة نجاد إلى بذل جهود لإطلاق السجناء السياسيين، وترك «إرث إيجابي» بعد انتهاء ولايتها. وأضاف خلال لقائه طلاباً: «هذه المسائل حدثت خلال عهد هذه الحكومة، سواء أرادت ذلك أم لا. يمكنها أن تبذل جهداً بنّاءً في الوقت المتبقي (من ولايتها)، لتسوية هذه المشكلة، إذ أن مطالبة روحاني بإصلاح كل شيء، ليست مهمة سهلة». وزاد: «نمثّل مطالب الشعب وندعم شعارات الحملة (الانتخابية) لروحاني، وسنساهم في تحقيقها. نحتاج نهجاً جديداً، ونأمل بألا يكون هناك أي سجناء سياسيين بعد الآن. إن نهجاً إصلاحياً سينهي كل الاعتقالات والإقامات الجبرية»، في إشارة إلى موسوي وكروبي. أما نجاد فذكّر بأنه واجه مشكلات تُعتبر سابقة، بقول: «حين تولّيت الرئاسة عام 2005، كان العراق وأفغانستان محتلَّين، وواجهنا يومياً تهديداً من الولاياتالمتحدة، وعقوبات أحادية ظالمة، وخضعت حكومتي لضغوط داخلية». وأضاف في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أنه أدار البلاد «في ظروف صعبة جداً»، مقرّاً بأن العقوبات «أدت إلى أوقات عسيرة». واستدرك أن ولايتيه شهدتا «أعلى نسبة لنمو الإنتاج في تاريخ» إيران التي اعتبر أن اقتصادها «احتل المرتبة 17 في العالم، متقدماً من المرتبة 22» قبل عهده. وأشار إلى «إنجازات» في تكنولوجيا الفضاء والعلوم والاستثمارات والخصخصة والثقافة والفن والرياضة، مشدداً على أن عهده شهد «أعلى مستوى من احترام الحريات»، إذ «لم يُوبَّخ أحد أو يُحاكَم لانتقاده الحكومة». في موسكو، أعرب سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، عن «قلق» بلاده لفشل إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، في «الاتفاق حول مكان وزمان الجولة المقبلة» من المحادثات، بعد انتخاب روحاني.