حاول وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته نيودلهي أمس، تهدئة مخاوف الهند من الانسحاب المبرمج لقوات بلاده من افغانستان بحلول نهاية 2014، داعياً إلى دور اكبر للهند في المنطقة. ترافق ذلك مع اعلان صحيفة «اكسبرس الهندية» في افتتاحيتها، أن «جهود الرئيس الأميركي باراك اوباما لصداقة مع الصين من أجل إرساء الاستقرار في آسيا والسعي إلى نيل مساعدة الجيش الباكستاني في الانسحاب من أفغانستان، أدخل جرعة من الغموض إلى العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة». والتقى كيري نظيره الهندي سلمان خورشيد، بعدما اعلنت واشنطن انها ستجري قريباً مفاوضات سلام مع حركة «طالبان» الأفغانية في الدوحة، حيث فتحت الحركة مكتباً لها الاسبوع الماضي. لكن كيري حذر في الدوحة السبت الماضي من ان عدم تهدئة «طالبان» مخاوف قد يُضطر واشنطن إلى بحث اغلاق مكتب الدوحة. ولدى وصوله إلى نيودلهي، اكد كيري ان واشنطن «واقعية جداً» في شأن الصعوبات في افغانستان، مقراً بأن «التوصل إلى اتفاق مع طالبان يحتاج إلى وقت طويل». واضاف: «أي اتفاق سياسي يجب أن يُترجم بقطيعة بين طالبان وتنظيم القاعدة، والتخلي عن العنف، وقبول الدستور الأفغاني، خصوصاً في ما يتعلق بحماية جميع الأفغان من رجال ونساء، كما يجب ألا تصبح أفغانستان مجدداً ملاذاً للإرهاب الدولي». ودعا الهند إلى الاضطلاع بدور رئيسي في الانتخابات الأفغانية المقررة في 2014، خصوصاً على صعيد تحسين نظامها الانتخابي، وخلق إطار مستقل وموثوق لحل الخلافات». ووصف الهند بأنها «شريكة عالمية في الجهود التي تبذلها بلاده لبناء ديموقراطيات أقوى في جنوب آسيا وقارة أكثر سلماً وازدهاراً من القوقاز إلى سواحل اليابان»، مؤيداً حصول مصالحة بين الهند وباكستان اللذين تواجها في ثلاث حروب منذ استقلالهما عام 1947، بينهما اثنتان حول منطقة كشمير المتنازع عليها. ورحب بدعوات رئيس الوزراء الباكستاني الجديد نواز شريف إلى زيادة التبادلات التجارية الثنائية التي ما زالت متواضعة. في غضون ذلك، التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان، جيمس دوبينز، الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في كابول لمحاولة حضه على إعادة النظر في موقفه الخاص بمقاطعة أي مفاوضات في الدوحة، بعدما احتج على عدم شرعية مكتب «طالبان» فيها، ولم يستحسن إرسال واشنطن مبعوثين إلى الدوحة بعد ساعات على فتح المكتب. وقال إسماعيل قاسميار، المسؤول في المجلس الأعلى للسلام الذي شكله كارزاي عام 2010 لمحاولة ضم طالبان إلى عملية سلام: «سنعرف المزيد بعد المقابلة، ونقرر إرسال أو عدم إرسال وفدنا إلى قطر». على صعيد آخر، قتل 20 من مسلحي «طالبان في عمليات مشتركة نفذتها قوات أفغانية وأجنبية خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايات ننغهار وزابول وقندهار وهلمند.