في خطوة تحريضية ضد باكستان بعد اشتباكات حدودية اندلعت بين القوات الباكستانية والأفغانية، حض الرئيس الأفغاني حميد كارزاي مقاتلي حركة «طالبان» على توجيه أسلحتهم نحو باكستان التي وصفها بأنها «دولة معتدية على أراضي أفغانستان». وقال في مؤتمر صحافي موجهاً كلامه لمقاتلي «طالبان»: «بدلاً من توجيه نيران أسلحتكم إلى بلدكم وتخربوه، يجب أن تقاتلوا من يعتدي على أبناء بلدكم وتطلقوا الرصاص على القوات الباكستانية» التي اتهمها بدعم مقاتلي «طالبان» الأفغانية وتسليحهم لتخريب الوضع الأمني الداخلي. وشهدت مدينة أسد آباد مركز ولاية كونار (شرق) تظاهر مئات من السكان احتجاجاً على مقتل جندي أفغاني على الحدود مع باكستان. كما احتشد آلاف المحتجين أمام السفارة الباكستانية في كابول ضد سياسة باكستان. ويتزامن تحريض كارزاي «طالبان» على قتال باكستان، مع تصاعد التوتر بين حكومته وإسلام آباد، بسبب ما أسماه كارزاي «عدم رغبة الحكومة الباكستانية في الضغط على طالبان الأفغانية لقبول التحاور مع حكومته وتأييد الدستور، والمشاركة في الحياة السياسية وإلقاء السلاح». وحظي ذلك بتأييد الأحزاب والقوميات الأفغانية المناهضة ل «طالبان»، والتي انضمت سابقاً إلى تحالف الشمال ولا ترتبط بعلاقة مودة مع باكستان التي تتهمها بدعم وتدريب وتسليح «طالبان». إلى ذلك، دافع كارزاي عن تلقي مكتبه ومجلس الأمن القومي حقائب بملايين الدولارات مباشرة من الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي)، مؤكداً وجود اتفاق بين الدولتين على هذه المساعدات التي انفقت لرعاية جنود وجرحى ودعم بعثات تعليمية، فيما نفى منح هذه الأموال إلى أمراء حرب سابقين من أجل كسب ولائهم، ومساهمتها في الفساد المالي والإداري الذي تعاني منه حكومته. وبحث الرئيس الأفغاني هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الوضع على الحدود، في وقت عينت واشنطن، جيمس دوبينز، مبعوثاً خاصاً لها في أفغانستانوباكستان، خلفاً لريتشارد هولبروك الذي تولى المهمة منذ عام 2009، لكنه فشل في تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات مع «طالبان». على صعيد آخر، أعلن قائد شرطة قندهار (جنوب) الجنرال عبدالرزاق مقتل خمسة جنود أميركيين في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور آليتهم في منطقة مايوند، فيما عثر رجال إنقاذ على جثتي طيارين أميركيين اثنين في طائرة تموين تحطمت بعد إقلاعها من قاعدة ماناس العسكرية في قرغيزستان خلال تنفيذها رحلة إلى أفغانستان.