علن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الأربعاء مقاطعته لمفاوضات مقترحة مع حركة طالبان وقال بعد يوم من إعلان الولاياتالمتحدة انها ستجري محادثات مع الحركة إن عملية السلام يجب ان تكون بقيادة أفغانية. وعلق كرزاي المحادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن بقاء قواتها في بلاده بعد عام 2014 عندما تنهي قوات التحالف الدولي بقيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) مهمتها القتالية في أفغانستان. وتعد المقاطعة تحولا في موقفه عندما قال إنه سيرسل وفدا من اجل محادثات السلام مع طالبان في الدوحة والتي كانت قد فتحت في وقت سابق مكتباً لها في العاصمة القطرية. وقال كرزاي: "تشير التطورات الأخيرة إلى أن هناك قوى أجنبية تقف وراء فتح مكتب طالبان في قطر.. المجلس الأعلى للسلام لن يشارك في المحادثات إلا عندما تكون عملية السلام بقيادة أفغانية كاملة". وانشأ كرزاي المجلس عام 2010 وعين فيه ساسة كانوا قادة في طالبان سابقا، وقادة عسكريين ورجال دين للسعي لإنهاء النزاع. وقال إسماعيل قاسميار، أحد أعضاء المجلس، إن أفغانستان تريد "مفاوضات بقيادة أفغانية ... بين أفغانيين وليس آخرين". وأضاف قاسميار الذي كان في اجتماع استشاري مع كرزاي قبل الإعلان، أن إصرار طالبان على أنها ستواصل القتال أمر مزعج. وقال: "شعار الحرب يعني مواصلة الأنشطة الإرهابية وقتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء". صورة من حفل افتتاح مكتب طالبان في الدوحة (أ.ب) وفي حوار مع تلفزيون الجزيرة ومقره الدوحة، قال أحد مسؤولي طالبان إن الحركة سوف تتمسك بالخيارات العسكرية والسياسية. وقال محمد سهيل شاهين: "لا يوجد وقف لإطلاق النار حاليا. انهم يهاجموننا ونحن نهاجمهم سوف تستمر الهجمات بالتوازي مع محادثات السلام". وبالفعل، بعد ساعات من افتتاح المكتب قتل أربعة جنود تابعين لقوات التحالف في هجوم صاروخي خارج قاعدة باغرام في أفغانستان وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجوم. وجاء في بيان كرزاي أن أفغانستان سوف تسعى لإجراء محادثات سلام مع طالبان على أساس "حماية مكاسب العشر سنوات الأخيرة ولكن هذا المكتب أرسل رسالة حرب وإراقة دماء". وفي وقت سابق، قال كرزاي إنه تم تعليق محادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن أبرام اتفاقية أمنية من شأنها أن تحدد عدد القواعد التي ستحصل عليها أمريكا بعد عام 2014 وطبيعة الأسناد الذي ستقدمه للقوات الأفغانية. واتهم البيان الذي أصدره الرئيس الأفغاني الولاياتالمتحدة بالنفاق حيث جاء فيه: "نظرا للتناقض بين أفعال الولاياتالمتحدة والبيانات التي تطلقها بشأن عملية السلام ، علقت الحكومة الأفغانية المفاوضات الجارية في كابول". شفيع الله نوري أحد أعضاء المجلس الأعلى للسلام يتحدث للصحافة عن سبب إيقاف المحادثات (أ.ب) وقال محللون إن كرزاي ليس سعيدا بدور الولاياتالمتحدة في المحادثات مع طالبان. وأضافوا انه يعتقد ان الولاياتالمتحدة لم تدفع طالبان بما يكفي للتفاوض مع كابول مباشرة أو ادانة العنف - وهما الشرطان اللذان حددتهما كابول لإجراء المحادثات. وفي الوقت نفسه، دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خطط محادثات السلام مع حركة طالبان الأفغانية رغم احتجاج كرزاي. وقال خلال زيارته لبرلين: "مازلنا نعتقد انه يجب أن يكون لديكم مسار مواز فيما يتعلق على الأقل بتحقيق نوع من المصالحة السياسية". وأضاف: "الرئيس كرزاي نفسه يعترف بالحاجة إلى التوصل إلى تسوية سياسة". وقالت جين بساكي المتحدثة الأميركية إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل هاتفيا بكرازي مرتين في محاولة لتهدئة العلاقات، حيث أشار إلى أن الولاياتالمتحدة لا تعترف باسم "إمارة أفغانستان الإسلامية" والتي تستخدمها طالبان في اللافتة الموضوعة على مكتبها في الدوحة. وأطلق على أفغانستان اسم "إمارة أفغانستان الإسلامية" خلال حكم طالبان لافغانستان في الفترة مابين 1996 و2001. ولا تزال تحمل حركتهم نفس الاسم. وأضافت بساكي "أنه لا يجب أن يعامل المكتب كونه سفارة أو مكتب اخر يمثل حركة طلبان الأفغانية كإمارة حكومية أو ذات سيادة". وأكدت أن الولاياتالمتحدة تعمل مع مسؤولين أفغان من أجل المضي قدما في المحادثات ولم تحدد موعدا لهم لبدء المحادثات. وقال مسؤولون أمريكيون الثلاثاء إن المحادثات ستبدأ في غضون "يومين". ومن المقرر أن يغادر كيري إلى الدوحة السبت لاجراء محادثات بشأن القضية السورية، ولكن بساكي قالت إنه من غير المرجح أن يلتقى بأي من مسؤولي طالبان. وتابعت بساكي أن جيمس دوبينز البمعوث الخاض لباكستان وأفغانستان، والذي كان من المفترض أن يكون في الدوحة وكان من المتوقع مشاركته في المحادثات، لم يغادر واشنطن كما كان مخططا الثلاثاء. كما يبدو أن الحركة تتجاهل الحكومة الأفغانية في العملية ولم يجر إعلام أي مسؤول بالسفارة الأفغانية أو دعوته لحضور مراسم افتتاح المكتب الثلاثاء. ورغم أن طالبان لم ترفض بشكل قاطع أي محادثات مع كرزاي كما فعلت من قبل، إلا أنها قالت إنها ستعقد محادثات مع الأفغان "في الوقت المناسب". كان كرزاي قد قال في الماضي إنه لا يمكن تهميش أفغانستان خلال أي محادثات سلام مع طالبان. وفي العام الماضي استشاط غضبا وقام باستدعاء سفير بلاده في قطر بعدما أعلنت طالبان أنها ستفتح مكتبا في الدوحة.