لم تعقد الولاياتالمتحدة محادثات مع حركة «طالبان» في الدوحة أمس، وقالت وزارة خارجيتها إنه «ليس مقرراً إجراء محادثات مع الحركة هذا الأسبوع»، معلنة أن وزير الخارجية جون كيري أجرى اتصالين هاتفيين مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الذي هدد بتعليق المفاوضات الأمنية مع الولاياتالمتحدة، ومقاطعة محادثات الدوحة في حال عدم السماح للأفغان بإدارتها. وبدا أن الولاياتالمتحدة تراجعت أمام غضب كارزاي من إعلان عزمها إجراء مفاوضات سلام قريباً مع الحركة بعد كشف الأخيرة فتحها مكتباً في الدوحة لتشجيع «الحوار والوفاق مع دول العالم». وعكس ذلك رغبة واشنطن في التخلص من العبء الأفغاني بأسرع ما يمكن. ولم يغادر الموفد الخاص الأميركي إلى أفغانستانوباكستان جيمس دوبينز واشنطن الى الدوحة، فيما ابلغ مسؤول بارز في الإدارة الأميركية شبكة «سي أن أن» ان المحادثات بين الولاياتالمتحدة وحركة «طالبان» قد تعقد «في الأيام القليلة المقبلة». واتهم مسؤولان أفغانيان لم يكشفا هويتهما، الولاياتالمتحدة بانتهاك مبادئ وتأكيدات مكتوبة قدمتها إلى كابول تفيد بأن المكتب الجديد ل «طالبان» في الدوحة لن يستخدم كبعثة ديبلوماسية، مشيرين إلى أن مراسم افتتاح المكتب أبرزت علم الحركة ولافتة كتب عليها اسم «إمارة أفغانستان الإسلامية» الذي أطلقته الحركة المسلحة على أفغانستان حين حكمت البلاد بين عامي 1996 و2001، «ما يعطي انطباعاً بأن طالبان حصلت على مستوى من الاعتراف الدولي». واقتبس أحد هذين المسؤولين من ملاحظات مدونة حول «المبادئ والتأكيدات المكتوبة» التي قالا إنها قدمت منذ أن زار دوبينز كابول في 28 نيسان (أبريل) الماضي، وقرأ: «سيُطلق على المكتب اسم مكتب طالبان للمفاوضات بين المجلس الأعلى للسلام التابع للحكومة الأفغانية وممثلي الحركة، ولن يشار إلى المكتب كسفارة أو إمارة أو حكومة أو دولة تتمتع بوضع سيادي، ولن يُستخدم لأي نشاطات إرهابية أو عنيفة أو للتمويل». وختم المسؤولان بالقول: «تحظى عملية السلام بأولوية من الحكومة الأفغانية، وهي لن تسمح لأحد بأن يستغل العملية كوسيلة للالتفاف وبلوغ أهداف فشلوا في تحقيقها في ميدان المعركة». واشار بروس ريدل، الباحث في معهد «بروكينغز» إلى أن «كارزاي حذر الولاياتالمتحدة وقطر من إطلاق اسم إمارة أفغانستان الإسلامية» على المكتب، لكنهما لم يستمعا إليه، رغم أن الاسم يشير منذ البداية إلى أن الحركة ليست حزباً سياسياً أو منظمة إرهابية بل حكومة أفغانستان الشرعية». ورأى المحلل أن الأميركيين «يجب أن يعيدوا إصلاح الأمور جدياً في الأيام المقبلة»، معتبراً أن «واشنطن وضعت خلال 24 ساعة غير منسقة، الحكومة الأفغانية الشرعية في موقع دفاعي». أما سكوت سميث، من المعهد الأميركي للسلام فلمّح إلى أن الأميركيين «لم يعثروا بعد على الجزء الناقص حتى تكتمل صورة المفاوضات، وهو موافقة كارزاي». عرض «طالبان» في غضون ذلك، أعلن شاهين سهيل، الناطق باسم مكتب «طالبان» في الدوحة، استعداد الحركة لإطلاق الجندي الأميركي الوحيد المخطوف لديها النقيب بوي برغدال في مقابل تحرير المتهمين الخمسة باعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 من معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا. وقال سهيل الذي شغل منصب سكرتير في السفارة الأفغانية بإسلام آباد خلال حكم نظام «طالبان» بين عامي 1996 و2001: «يجب أن يحصل هذا التبادل، ثم نبني خطوة خطوة جسور الثقة مع الولاياتالمتحدة من أجل المضي قدماً»، مشدداً على ضرورة مغادرة كل القوات الأجنبية أفغانستان. ويعتقد بأن برغدال الذي خطفته «طالبان» من قاعدته في جنوبأفغانستان في 30 حزيران (يونيو) 2009، موجود في باكستان في كابول، دعت وزارة الخارجية الأفغانية إسلام آباد إلى الإفراج عن معتقلي «طالبان» في سجون باكستان، معتبرة أنه أمر «مهم» لدعم جهود مفاوضات السلام مع الحركة. وأضافت الوزارة في بيان، أن «جميع قادة طالبان يتمركزون في باكستان، ويجب أن تساعد إسلام آباد الحكومة الأفغانية في تحريرهم وإعادتهم، إذ حان وقت تنفيذها خطوات عملية من أجل عملية السلام الأفغانية، إذا كانت تدعمها حقاً». ميدانياً، قتل مسؤول أمني ومواطن وجرح آخر في انفجار بمدينة جلال آباد في ولاية ننغرهار (شرق)، فيما سقط 9 من مسلحي «طالبان» على الأقل في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية على منطقة بولي علم بولاية لوغار (شرق)، وقضى 15 مسلحاً بينهم 8 باكستانيين في عملية أمنية بالولاية ذاتها. في باكستان، قتل 6 جنود وجرح 3 آخرون في مكمن نصبه مسلحون لموكب تابع للجيش الباكستاني في إقليم بيشاور (جنوب غرب) باكستان. وأوضح الجيش أن المسلحين اطلقوا قذائف وقنابل على 3 من آلياته، ثم توجهت فرقة من الشرطة إلى موقع المكمن، حيث اشتبكت مع المسلحين لمدة ساعة.