أعلنت موسكو أنها قتلت في جمهورية داغستان مواطناً جزائرياً وصفته بأنه «منسق عمليات تنظيم «القاعدة» في منطقة شمال القوقاز». وحمّلت الأجهزة الروسية القتيل المسؤولية عن تهريب أموال ومقاتلين إلى المنطقة والإشراف على تنفيذ هجمات عدة على مواقع عسكرية وفيديرالية في داغستان وأنغوشيا المجاورة. وقال مصدر أمني أن القوات الروسية نفذت عملية «عسكرية - أمنية» في منطقة خاسافيورت شمال داغستان، أسفرت عن مقتل شخصين تحصنا داخل منزل، عثر رجال الأمن فيه على أسلحة رشاشة وذخائر. وبحسب المصادر الأمنية فإن فحص أحدى الجثتين دل إلى التعرف على صاحبها وهو شخص جزائري الأصل معروف في أوساط المقاتلين بإسم «الدكتور محمد». وتشير المعطيات المتوافرة الى أنه مبعوث تنظيم «القاعدة» إلى المنطقة، وأنه أشرف شخصياً على نقل مقاتلين جدد إلى شمال القوقاز عبر أراضي أذربيجان المجاورة. وأوضح المصدر أن «الدكتور محمد» عمل مع الجار مالاتشييف وهو قائد ميداني يطلق على نفسه صفة «أمير داغستان»، على إدخال عشرات الأشخاص الى المنطقة خلال الشهور الماضية . ولم تشر المصادر الأمنية الروسية إلى معطيات تؤكد صحة معلوماتها، لكنها قالت إن الجزائري القتيل هو «منسق نشاطات تنظيم القاعدة في داغستان» وأن نشاطه امتد إلى الجمهوريات القوقازية المجاورة من خلال إرسال المقاتلين إليها وخصوصاً أنغوشيا . وورد في بيان صدر عن قوات الأمن أن الرجل تسلل الى شمال القوقاز من أذربيجان في العام 1999 واستقر في داغستان في العام 2007. وبحسب المعطيات المعلنة فهو توجه الى أذربيجان في العام 2008 حيث قام بالتخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية، في إشارة إلى أنه التقى هناك بعض الناشطين في تنظيم «القاعدة» . إلى ذلك، قتل مجهولون شرطياً في منزله في مدينة محج قلعة الداغستانية ليل الأحد - الإثنين. وتزامن ذلك مع الإعلان عن تخفيف حال التأهب الأمني في جمهورية كاباردينا بالكاري بعد أيام من فرضها . وقالت جهات أمنية في الجمهورية القوقازية إنها أنهت عملية واسعة النطاق نفذتها الأجهزة الخاصة لملاحقة عناصر مجموعة مسلحة متشددة يراوح عددهم بين خمسة وعشرة أشخاص. في غضون ذلك، أُعلن في انغوشيا أن الرئيس يونس بك يفكوروف ينوي اجراء مزيد من التعديلات في هياكل الأجهزة الأمنية في الجمهورية. وكان يفكوروف نجا من محاولة اغتيال قبل أسابيع وقطع علاجه وعاد لإدارة الأمور في الجمهورية بعدما تدهور الوضع الأمني وزادت معدلات الهجمات الدموية في أنغوشيا. وقال مصدر مقرب من الحكومة الأنغوشية أن حملة إقالات وتغييرات سوف تشهدها كل الأجهزة الأمنية وهياكل الشرطة في أنغوشيا «بما يستجيب متطلبات مواجهة تزايد النشاط الإرهابي». وكانت سلطات أنغوشيا أعلنت أخيراً، إلغاء حال التأهب القصوى التي أعلنت في صفوف قوات الأمن في حزيران (يونيو) الماضي إثر محاولة اغتيال رئيس الجمهورية المتمتعة بحكم ذاتي. وأعلن مصدر أمني رفيع المستوى أن حال التأهب القصوى أتاحت لقوى الأمن تنفيذ «عمليات ناجحة أسفر أوسعها عن قتل 20 مسلحاً» من ناشطي الجماعات المتشددة. وفي الشيشان أعلن عن فرض تدابير أمنية مشددة في مدارس الجمهورية استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد. وكشفت الأجهزة الأمنية والشرطة عن مخاوف لدى السلطات من إقدام المسلحين على تنفيذ هجمات كبرى على غرار احتجاز الرهائن في مدرسة بيسلان عام 2004 .