استبق قادة الدول الغربية انعقاد قمة الرئيسين الأميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين يوم غد على هامش انعقاد قمة الدول الثماني في إرلندا، بإجراء اتصال هاتفي مشترك لتنسيق مواقفهم ازاء «الملف السوري» بعد اعلان البيت الأبيض استخدام نظام الرئيس بشار الأسد السلاح الكيماوي وتجاوزه «الخطوط الحمر». وفي وقت جددت واشنطن خطتها تسليح «المعارضة المعتدلة» مع رفض اقامة منطقة لحظر الطيران فوق اجزاء من سورية، استبعدت موسكو استخدام نظام الأسد سلاحاً كيماوياً لأنه «يحقق انتصارات على الأرض». وأفادت أوساط الرئيس الفرنسي ان مؤتمراً عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة عقد الجمعة بين اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا استعداداً لقمة مجموعة الثماني. وأفادت الرئاسة الفرنسية في بيان ان هولاند تشاور مع القادة الغربيين بهدف التحضير لقمة مجموعة الثماني. وأوضحت اوساط الرئاسة الفرنسية لاحقاً انه «جرى بحث معمق للموضوعات (التي ستبحثه) مجموعة الثماني وخصوصاً سورية»، لافتة الى ان المناقشة استمرت نحو ساعة. وفي واشنطن، أفاد البيت الأبيض أن «القادة الخمسة أثاروا (موضوع) سورية بما فيه قضية استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ضد شعبه وكيفية دعم انتقال سياسي لإنهاء هذا النزاع». جاء ذلك بعد اتهام البيت الأبيض للمرة الأولى نظام الأسد باستخدام اسلحة كيماوية. لكن البيت الأبيض رفض الجمعة فكرة فرض منطقة حظر جوي في سورية في المرحلة الراهنة. وأوردت وسائل اعلام اميركية ان وزارة الدفاع (بنتاغون) عرضت على ادارة اوباما اقامة منطقة حظر جوي محدودة وخصوصاً لحماية معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة السورية. وقال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي الجمعة ان فرض هذه المنطقة «اكثر صعوبة وخطورة وكلفة في سورية». وأضاف: «في ليبيا كان ثمة وضع تسيطر فيه المعارضة على اقسام هائلة من البلاد وكان يمكن حمايتهم انطلاقاً من المجال الجوي»، مؤكداً ان ليبيا لم تكن تملك «أنظمة الدفاع الجوي نفسها الموجودة في سورية». وأوضح رودس ان «قوات النظام وقوات المعارضة (السورية) متشابكة وفي بعض الحالات تتقاتل من منزل الى منزل في المدن، هذه ليست مشكلة يمكن حلها من الجو»، فيما اكدت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس ان منطقة كهذه ستنطوي على «سلبيات». وتابع: «ينبغي ان نفهم ان منطقة الحظر الجوي ليست الحل المعجزة»، مدافعاً عن «محاولة تعزيز المعارضة المعتدلة»، ذلك بعدما اعلنت واشنطن الخميس قرارها بتقديم «مساعدة عسكرية» الى مقاتلي المعارضة. وكان ديبلوماسيون غربيون قالوا إن الولاياتالمتحدة تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الأردن. وقال ديبلوماسي: «واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران لمساعدة معارضي الأسد». وقال ان المنطقة ستكون محددة «في ما يتعلق بالوقت والنطاق وعلى الأرجح ستكون قرب الحدود الأردنية». من جهة اخرى، ذكر البيت الأبيض أن اوباما سيجتمع الاثنين مع بوتين على هامش القمة الدولية على ان يبحثا الأزمة السورية. وقال رودس «نواصل التشاور مع الروس لمعرفة ما اذا كان ممكناً جمع ممثلين للنظام والمعارضة للتوصل الى حل سياسي». واعتبرت موسكو ان اتهامات الولاياتالمتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري «غير مقنعة». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيرته الإيطالية أيما بونيونو في موسكو: «النظام يحرز انتصارات على الأرض، وقد اعترفت المعارضة بذلك صراحة». وتساءل لافروف «اي جدوى يمكن ان يجنيها النظام من استخدام اسلحة كيماوية خصوصاً على نطاق ضيق جداً؟» وقال لافروف ان واشنطن تخطئ عندما «ترسل إشارات» الى المعارضة من شأنها اعاقة انعقاد مؤتمر السلام المقرر في جنيف خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف: «ثمة تسريبات من وسائل اعلام غربية تتعلق ببحث جاد لفرض منطقة حظر طيران فوق سورية بنشر صواريخ «باتريوت» المضادة للطائرات ومقاتلات «إف 16» في الأردن». وقال: «لا يحتاج الأمر لخبير لكي يدرك أن ذلك سينتهك القانون الدولي»، مضيفاً: «نأمل بأن يتحرك شريكنا الأميركي بما يتفق مع تفعيل المبادرة الروسية الأميركية الرامية الى التحضير لمؤتمر دولي» حول سورية.