أعلن نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل في موسكو أن سورية مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة. وقال في مؤتمر صحفي عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "خلال عملية المفاوضات يمكن دراسة كل المسائل، ونحن مستعدون حتى لدراسة هذه المسألة". لكنه اعتبر أن فكرة "الاستقالة كشرط لإجراء حوار تعني أن من المستحيل البدء بهذا الحوار". ومن جهته اعتبر لافروف أن على الدول الأجنبية أن تكتفي بتهيئة الظروف للبدء بحوار بين مختلف الأطراف المتنازعين في سورية. وقال بعد أن هددت واشنطن بإمكان تدخل عسكري في سورية في حال نقل أو استخدام أسلحة كيميائية "المصالحة الوطنية السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء في أسرع وقت وإيجاد الشروط ليجلس السوريون إلى طاولة المفاوضات لتقرير مصير البلاد من دون أي تدخل أجنبي". وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد حذر مساء أول من أمس من أن نقل أو استخدام أسلحة كيميائية في سورية سيشكل "خطا أحمر" بالنسبة إلى واشنطن، وسيكون لذلك "عواقب وخيمة"، في تحذير واضح إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال أوباما "حتى الآن لم أصدر أوامر بالتدخل عسكريا" في سورية. وأضاف لكن "إذا بدأنا نرى كميات من الأسلحة الكيمياوية تنقل أو تستخدم سنغير حساباتنا ومعادلاتنا". وفي سياق متصل حذر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله من خطر وقوع الأسلحة الكيماوية السورية "في اليد الخطأ". وفي باريس استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وفدا من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة عبد الباسط سيدا. وبعد هذا الاجتماع، كرر هولاند أن "لا حل سياسيا في سورية من دون رحيل الأسد" عن السلطة. وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فإن هولاند "ذكر أيضا بتعهد فرنسا لصالح قيام سورية حرة وديمقراطية". وكان سيدا قد دعا المجتمع الدولي للتدخل في سورية بشكل عاجل، خارج نطاق الأممالمتحدة. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن سيدا مطالبته خلال جولة قام بها في مخيم كيلس للاجئين السوريين بإعلان منطقة حظر جوي. وقال "نريد ممرات آمنة تصل إلى قلب سورية، نريد دعمًا لوجستيًا فوريًا من تركيا عبر تلك الممرات الآمنة". وأضاف"المبعوث الدولي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، دبلوماسي صاحب خبرة واسعة، لكن الأزمة السورية ليست بالقضية، التي يمكن أن يحلها بمفرده".