اعتبرت روسيا ان المعطيات الأميركية بشأن استخدام النظام السوري سلاحاً كيماوياً «ليست مقنعة»، وحذرت من ميل واشنطن نحو التشدد والتصعيد في سورية. وانتقد الكرملين قرار تسليح المعارضة السورية واعتبر انه «لا يسهل عقد مؤتمر جنيف-2»، لكن موسكو اكدت في الوقت ذاته، أنها لن تسرّع تنفيذ عقد تزويد نظام الرئيس بشار الأسد صواريخ «اس-300». وأكد مساعد الرئيس الروسي يوري اوشاكوف أن اجتماعاً روسياً - أميركياً عقد أخيراً، قدمت فيه واشنطن «معطيات بشأن استخدام السلاح الكيماوي» من جانب النظام السوري، لكنه وصف المعطيات المقدمة بأنها «غير مقنعة ولا يمكن التعامل معها كحقائق». وأوضح اوشاكوف أن الولاياتالمتحدة حاولت «تقديم معلومات عن استخدام السلاح الكيماوي من قبل نظام الأسد، لكن ما تحدث عنه الأميركيون لا يبدو لنا مقنعاً، ويعيد إلى الأذهان الأدلة التي قدمها وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول بشأن وجود أسلحة كيماوية في العراق». وحذر السياسي الروسي من احتمال ميل الموقف الأميركي قريباً نحو التشدد والتصعيد تحت تأثير الضغوط الممارسة على الإدارة في الكونغرس، معتبراً أن قرار تسليح المعارضة السورية يعرقل جهود عقد مؤتمر «جنيف-2». وزاد أن «لهجة الولاياتالمتحدة حول المشكلة السورية ونيتها في زيادة إمدادات الأسلحة للمعارضة لا تسهلان عقد مؤتمر دولي حول سورية». وأضاف «لا أريد المقارنة، ولكن يمكنني أن أذكر بأنه سبق للأميركيين أن تحدثوا عن خطوط حمر على نظام الأسد ألا يتعداها». ودعا إلى انتظار الخطوات القادمة لإدارة أوباما للخروج بمزيد من النتائج، معتبراً أن «الجو القائم لا يساهم كثيراً في الاستعدادات للمؤتمر». اللافت أن الكرملين تعمد في المقابل عدم تصعيد لهجته رداً على القرارات الأميركية الأخيرة، وقال اوشاكوف إن «تنفيذ عقد تصدير صواريخ إس-300 إلى سورية ليس مطروحاً حالياً» ، وقال: «لا يجري الحديث عن ذلك الآن، نسعى للتوصل إلى تسوية للأزمة السورية بشكل بناء». إلى ذلك اعلن الكرملين أن الموضوع السوري وقرار تسليح المعارضة سيكونان على طاولة البحث خلال القمة الروسية - الأميركية التي تنعقد في ارلندا الشمالية بعد غد. في الأثناء، قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن القرار الأميركي بشأن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة يشكل عاملاً سلبياً يُفشل الجهود الرامية لإيجاد تسوية سياسية. وزاد إن الجانب الروسي مستعد، كما اتفق من قبل مع الشركاء الأميركيين، لإجراء مشاورات في جنيف في 25 حزيران (يونيو) الجاري، لبحث التحضيرات لمؤتمر «جنيف-2». واعتبر الديبلوماسي الروسي أن «الكثير سيتوقف على نتائج اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والأميركي، مضيفاً أن موسكو تنتظر توضيحات من الجانب الأميركي بشأن خطط واشنطن اللاحقة في سورية. وحول الاتهامات باستخدام السلاح الكيماوي، قال بوغدانوف إن دمشق أكدت مراراً أنها لم ولن تستخدم هذا النوع من السلاح إن وجد لديها. وزاد ان روسيا أبلغت الجانب السوري بأن استخدام الأسلحة الكيماوية في النزاع «أمر مرفوض بشكل قاطع وخطأ قاتل وكارثي. وتلقينا تأكيدات قوية من الحكومة السورية بأنها لم ولن تستخدم السلاح الكيماوي وليس لدينا ما يدفع الى عدم التصديق». إلى ذلك أعرب الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود ألكسندر زمييفسكي عن قلق بلاده حيال «تقارير تحدثت عن امتلاك المسلحين السوريين مواد كيماوية قتالية». وحذر من «زيادة الأخطار الإرهابية وتشكيل الظروف المشجعة للإرهاب»، معتبراً أن «الأولوية القصوى هي لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن 2017 الذي ينص على ضرورة اتخاذ الإجراءات لوقف تدفق الأسلحة الليبية إلى الخارج، خصوصاً المنظومات الصاروخية المضادة للجو».