انقسمت التعليقات السياسية حول أولى الصور الخاصة بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي يعالج في باريس منذ نحو شهر ونصف الشهر والتي ظهر فيها غداة استقباله رئيس الوزراء عبدالمالك سلال ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح. وقال قريبون من بوتفليقة إن «الصور رد على المتآمرين»، في حين قال تكتل سياسي معارض إن اللحظة تستدعي «فتح النقاش واسعاً استعداداً للاستحقاقات السياسية المقبلة». وبث التلفزيون الجزائري مساء أول من أمس صوراً لاستقبال بوتفليقة كلاً من سلال وقايد صالح في إقامته بمصحة «ليزانفاليد» في باريس. وجاءت هذه الصور رداً على مطالب لم تتوقف من المعارضة حول ضرورة ظهور رئيس الجمهورية لدرء إشاعات بعضها تحدث عن دخوله «غيبوبة» وأخرى بالغت في الوصف وقالت ب «وفاته». وأظهرت الصور التي نُقلت دون صوت، بوتفليقة وهو يتبادل أطراف الحديث مع المسؤولين الجزائريين. وإن أظهرت المشاهد بوتفليقة في جلسة حميمية مع ضيفيه حيث كان يرتشف القهوة ويأكل حلويات، إلا أن تعب الرئيس كان بادياً وظهر عليه الإرهاق وصعوبة الحركة. وقالت نشرة صحية وقعها طبيبان جزائريان رافقاه في رحلة العلاج إن الرئيس يتجاوب في شكل إيجابي مع عملية تأهيل وظيفي. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية بأن بوتفليقة أعطى تعليمات للوزير الأول سلال خلال اللقاء بغرض «إتمام مشروع قانون المالية التكميلي لسنة 2013 ومجموع مشاريع القوانين الأخرى التي درستها الحكومة حتى تكون جاهزة للمصادقة عليها من قبل مجلس الوزراء المقبل»، في إشارة إلى أن الرئيس سيستأنف مهماته قريباً من دون تحديد أي تواريخ. وقالت مجموعة أحزاب ما يُعرف ب «الذاكرة والسيادة» وعددها يفوق العشرة إنها عقدت اجتماعاً لتُعلم الرأي العام الوطني «المنشغل بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمؤسساتية، بأنها ترفض الاستمرار في التعامل غير الشفاف والغامض» مع ملف صحة الرئيس. وتباينت قراءات الصحف الجزائرية لظهور بوتفليقة للمرة الأولى منذ نقله للعلاج في باريس. وكتبت صحيفة «النهار» في صفحتها الأولى «ثلاث دقائق تُسكت المتآمرين على بوتفليقة»، في إشارة إلى الشريط المصوّر ومدته ثلاث دقائق، في حين كتبت صحيفة «الوطن» الناطقة بالفرنسية: «بوتفليقة ... ضعيف جداً بسبب المرض». واغتنمت المؤسسة العسكرية فرصة ظهور رئيس الجمهورية لإعلان موقفها من دعوات سياسية لمّحت إلى ضرورة تدخل الجيش لإزاحة بوتفليقة من الحكم بسبب المرض. وقالت وزارة الدفاع في بيان أول من أمس إنها ترفض تخطي صلاحياتها الدستورية والتدخل في صلاحيات ليست مخولة لها في الشأن السياسي في البلاد.