أعلنت الرئاسة الجزائرية أن رئيس الوزراء عبدالمالك سلال والفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري زارا الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في مصحة «ليزانفاليد» بباريس لتكون أول زيارة لوفد رسمي جزائري يُعلن عنها رسمياً. ولمحت الرئاسة إلى مواصلة بوتفليقة العلاج لفترة أخرى بكشفها للمرة الأولى أنه يخضع «لعلاج وإعادة تأهيل وظيفي»، في تأكيد إلى أن الجلطة التي أصيب بها لم تكن عابرة، كما أُعلن سابقاً، بل يبدو أنها تركت تأثيرات جانبية لم يتعاف رئيس الجمهورية منها بعد. واكتفت رئاسة الجمهورية بتقديم بيان يتحدث عن الزيارة. وقال مصدر رفيع ل «الحياة» إن الوفد ضم أيضاً مسؤولاً سامياً في جهاز الاستعلام والأمن (المخابرات)، بالإضافة إلى رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش. وأوضحت رئاسة الجمهورية أن اللقاء الذي جرى أول من أمس دام قرابة ساعتين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن سلال قوله إنه قدّم لرئيس الجمهورية «عرضاً شاملاً عن الوضع السائد في البلاد» سياسياً وأمنياً، إضافة إلى عرض نشاطات الحكومة. وطمأن سلال أن «الرئيس بوتفليقة قد تجاوب بشكل جيد وحالته الصحية تبدو جيدة، رغم أنه لا يزال في فترة نقاهة». وقال إن الرئيس «أعطى تعليمات وتوجيهات تخص كل مجالات النشاط، سيما في ما يتعلق بالتحضيرات المتعلقة بتموين الأسواق خلال شهر رمضان المقبل». ووعد «بإعطاء مزيد من التفاصيل حول هذا اللقاء» في الساعات المقبلة. وبدأت دوائر سياسية في طرح أسئلة عن سبب توجه كل من رئيس الوزراء ورئيس أركان الجيش للقاء رئيس الجمهورية دون احترام لترتيب المسؤوليات في هرم الدولة لأن الطبيعي كان أن يزور بوتفليقة الرجل الثاني في الدولة عبدالقادر بن صالح أو رئيس البرلمان محمد العربي ولد خليفة أو رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز. إلا أن مراجع قريبة من الرئاسة قالت ل «الحياة» إن «هذا الترتيب كان سيُعمل به لو كان الرئيس غير قادر على ممارسة مهماته، ولكن على العكس فقد زاره رئيس الجهاز التنفيذي لشرح عمل الحكومة وتلقي التوجيهات ورئيس أركان الجيش لتقديم صورة عن الوضع الأمني «سيما مع حدود البلدان المجاورة». وقبل ذلك أعلنت رئاسة الجمهورية نشرة صحية جديدة وقعها طبيبان من السلك العسكري كلاهما برتبة عقيد يشرفان على قسم الإنعاش والاستعجالات بمستشفى عين النعجة العسكري بالجزائر العاصمة، ذكرا فيها أن «الرئيس بوتفليقة يقضي فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي بفرنسا لتعزيز التطور الإيجابي لحالته الصحية». واستعملت النشرة التي وقعها الطبيبان المرافقان له صحراوي محسن ومترف مرزاق مصطلح «الجلطة الدماغية» للمرة الأولى بدل «النوبة الإقفارية العابرة» التي استعملت في وصف تشخيص مرض بوتفليقة في اليوم الأول لنقله إلى باريس في 27 نيسان (أبريل) الماضي.