واصل «حزب الله» تشييع قتلاه الذين سقطوا في القصير، حيث أصبحت قرى جنوبية وبقاعية على موعد يومي مع مواكب تشييع أبنائها، في وقت أكدت قيادات في الحزب خلال إحياء أسبوع اكثر من قتيل له، أن ما يقوم به الحزب من قتال في سورية هو رد على «مخطط إسرائيلي» و «لحماية المقاومة». وأكّد نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أمس، خلال إحياء ذكرى سبعة من عناصر الحزب في حسينية بريتال، أن «التصدي للمشروع الإسرائيلي لا يقتصر على تحرير الأرض، بل هناك محاولات فتنة للإضرار بالمقاومة». وقال: «لا ندافع عن نظام سورية، هو مسؤول عن الدفاع عن نفسه، إنما ندافع عن مشروع المقاومة الذي تمثله سورية». وشدّد على أنه «عندما شعرنا أن الخطر داهم على المستوى الاستراتيجي، رأينا أن من واجبنا التدخل». وقال: «في القصير أو في غير القصير، نعمل من أجل منع امتداد الفتنة وطعن المقاومة بالظهر، وهذا التدخل يتطلب تضحيات». ورأى أن «المقاومة تحرير وحماية، والتحرير يتم بإخراج العدو من الأرض وحمايتها بكل المقومات والأعمال التي تؤدي إلى تحصين المقاومة والبقاء على جاهزيتها والعمل من أجل الوقوف في وجه التحديات وعودة إسرائيل إلى بلدنا». واعتبر أن «هذه التضحيات أقل بكثير مما كان يمكن أن ندفعه لو دخلت هذه المجموعات وضيقت علينا ودخلت إلى دساكرنا». وتوجّه إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، بالقول: «نسي أوباما مشاكله في أميركا وبدأ يتحدث عن القصير، ولم نره يتدخل في وجه الأعمال التكفيرية بحق الإنسانية». وأكّد «مواجهة التيار التكفيري، لأنه لا يمثل السنّة، بل الارهاب، ونحن مستعدون لأوسع العلاقات بين السنة والشيعة وجميع المسلمين، وسنحافظ عليها في وجه التيار التكفيري الغاصب». واعتبر أن «الإصلاح لا يكون بالقتل الجماعي وشق الصدور وأكل القلوب وقطع الرؤوس ونبش القبور واستباحة العُزّل». وسأل: «هل هذا هو البديل الذي تريدونه، والذي لا يعرف الإنسانية والذي تدافعون عنه؟ وأميركا وفرنسا وبريطانيا مسؤولة عن رعاية الإرهاب والتكفير ورعاية الخراب في سورية». وأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد خلال ذكرى أسبوع عبد الله خليل (أحد عناصر الحزب) «أن مهمة حماية الوطن لا يقوم بها إلا الوطنيون الصادقون أصحاب القيم التي تؤمن بالإنسان وتسعى من أجل أن يعيش بكرامة وعزّ في زمن تتسلط فيه الذئاب لتنهب الشعوب». واتّهم «أصحاب الرأسمال المتوحش بأنهم يحركون خرائط دول حفظاً لمصالحهم وإشباعاً لمخططاتهم». وقال رعد: «من المهم أن نعرف أهمية الشهداء في هذه المرحلة حتى لا يلتبس الأمر على البعض ويظن أن وجهة بندقية المقاومة تبدلت إلى غير وجهتها الحقيقية تجاه العدو الإسرائيلي». واعتبر أن «من يسقط من الشهداء اليوم على محور القصير وريفها وفي سورية دفاعاً عن السيدة زينب ومقامها، إنما يدافع عن لبنان والعالم العربي والإسلامي ضد المخطط الإسرائيلي نفسه الذي كان يستهدف لبنان عبر واجهته الجنوبية». وجدد عضو الكتلة المذكورة النائب نواف الموسوي خلال إحياء أسبوع محمد جهاد يوسف، التأكيد على أن «المعركة في سورية ليست معركة إصلاح سياسي أو تغيير نظام من أجل إحلال الديموقراطية، بل حرب أميركية - إسرائيلية». وأكّد «مشاركة حكومات أوروبية وأنظمة عربية بغية إسقاط الدولة في سورية للذهاب إلى أحد احتمالين، إما إقامة نظام يكون ألعوبة بيد الأميركيين والإسرائيليين، أو الفوضى التي تطحن في أحشائها مقدرات الدولة السورية وما حول هذه الدولة من جغرافيا سياسية وشعوب».