سجلت امس مواقف لمسؤولين في «حزب الله»، وليس بياناً رسمياً، من الغارتين الإسرائيليتين على أهداف داخل سورية أول من امس، فيما أوضحت إسرائيل بشكل غير رسمي أيضاً، أنها استهدفت «صواريخ قدمتها إيران وكانت مخزنة قرب العاصمة السورية وتنتظر نقلها إلى حزب الله في لبنان»، وفي وقت شيع الحزب عدداً من مقاتليه سقطوا داخل الأراضي السورية وآخرهم امس حسين جرادي من بلدة حاروف - جنوب لبنان. وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، إن الغارات «تؤكد بما لا شك فيه أن المشروع الإسرائيلي والمشروع التكفيري الإرهابي هما مشروع واحد ويجب التعاطي معه على هذا الأساس»، منتقداً أداء «بعض الأطراف اللبنانية إزاء هذا الموضوع». وقال رعد خلال مهرجان تكريمي «في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد حسن نصر الدين» (قضى في سورية) في بلدة جبشيت: «إن على الذين يريدون منع الفتنة المذهبية في لبنان وتداعياتها أن يحترم مقدسات المسلمين في لبنان وفي كل مكان»، مشدداً على «أن التعرض لمقام السيدة زينب ولكل مقامات المسلمين في سورية خط أحمر». ودعا «إلى رفع الصوت من قِبل المؤسسات والمرجعيات الإسلامية في عالمنا العربي لإدانة مثل هذه الممارسات قبل أن يحصل ما لا تحمد عقباه». وسأل: «هل سيبقى هؤلاء في السلطة إذا ثارت الفتنة في العالم العربي؟». ورأى أن «هؤلاء واهمون». واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أنَّ «الغارات الإسرائيلية على أطراف دمشق أكَّدت أن أهداف الحرب على سورية تتصل بمشروع المقاومة، ومن يحارب في سورية ضد النظام إنما يخدم مشروعاً وأهدافاً إسرائيلية»، موضحاً أنَّ «المطلوب قطع طريق إمدادات المقاومة وإخراج سورية من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي». وقال قاووق في مهرجان تكريمي أقامه الحزب في أسبوع عاهد سعادة في عربصاليم: «العدو الإسرائيلي عندما قصف أطراف دمشق، أراد أن يغطي الفشل الميداني لأدوات الفتنة، وهذه الغارات ما كانت لتحصل لولا الغطاء الأميركي وجامعة الدول العربية». وانتقد «التحريض العربي على استجلاب تدخل خارجي لضرب سوريا حتى بات بعض الدول العربية والإقليمية في خندق واحد مع إسرائيل، وهؤلاء العرب الذين أحرجهم انتصار المقاومة عام 2000 وأحرج ترسانتهم العسكرية، لأن اسرائيل لا تخشى كل ترسانات الجامعة العربية وإنما تخشى إرادة وصواريخ ومعادلات المقاومة، وهي التي تعتبر أن العقبة اليوم بينها وبين استثمار المتغيرات في سورية هو تعاظم قوة حزب الله». وتوجه «إلى الذين يراهنون على ضعف المقاومة واستنزافها من خلال سورية» بالقول: «إن قرار المقاومة في لبنان الجهوزية والرد على أي عدوان إسرائيلي». وأكَّد أن «لا مشكلة بين السنة والشيعة، بل المشكلة هي بين السنة والشيعة من جهة وبين التكفيريين الذين أقدموا على أبشع عدوان، بنبشهم وتدميرهم مقام الصحابي الجليل حجر بن عدي». وانتقد «التحريض العربي على استجلاب تدخل خارجي لضرب سورية، حتى بات بعض الدول العربية والإقليمية في خندق واحد مع إسرائيل».