أمت مبنى السفارة السورية في بعبدا (جبل لبنان) أمس، وفود معزية بالمسؤولين الامنيين السوريين الذين قتلوا في تفجير مبنى الامن القومي في دمشق الاربعاء الماضي، وتقبل التعازي السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي. ومن ابرز المعزين: وزراء الخارجية عدنان منصور والصحة علي حسن خليل على رأس وفد من حركة «امل» والعمل سليم جريصاتي، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، المعاون السياسي للأمين العام ل «حزب الله» حسين خليل على رأس وفد من الحزب، وفد يمثل رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون برئاسة النائب ادغار معلوف، النائب اسعد حردان على رأس وفد من «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، النائب اميل رحمة، طوني سليمان فرنجية على رأس وفد من «تيار المردة»، وفد يمثل الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري الخوري، السفير الايراني غضنفر ركن أبادي وشخصيات لبنانية وفلسطينية وسورية ورجال دين. وتحدث عدد من المعزين الى الصحافيين قبيل مغادرتهم. وكرر الوزير خليل «إدانتنا وشجبنا للعمل الذي ضرب مركز الأمن القومي السوري وأدى إلى استشهاد مجموعة من رجالات الدولة، وأكدنا أهمية التفاف السوريين اليوم حول مشروع بناء وطنهم ودولتهم وحمايته من كل المؤامرات التي تستهدف هذا البلد الذي كان دائماً بجانب لبنان وشعبه ومقاومته». وأكد رعد أنه «لا يمكن أن نفصل التفجير الارهابي الذي استهدف القادة الشهداء ورفاق السلاح في سورية عن سياق المؤامرة التي تستهدف اسقاط موقع سورية ودورها المقاوم والممانع الذي يقف في وجه المشروع الأميركي لفرض الهيمنة على المنطقة»، ورأى أن ما حصل «حلقة من حلقات المؤامرة التي تتدرج منهجياً من أجل اسقاط هذا الحصن الممانع والصامد الذي يدافع عن عروبة المنطقة وعن هويتها وكرامتها»، مشدداً على أن «الضربة التي لا تقصم الظهر تقويه، ونحن متأكدون من أن الشعب السوري وبفضل قيادته الشجاعة والحكيمة والتي تملك رؤيا واضحة للصراع ستخرج من هذه الأزمة منتصرة وستلقن الأعداء الدرس الذي يبقى مر طعمه تحت اللسان». واعتبر السفير السوري ان التفجير «لن يؤثر على معنويات القيادة السورية والشعب السوري، بل سيزيدهما اصراراً على الصمود اكثر لمواجهة المؤامرة العالمية عليها». وأضاف: «منذ بداية المؤامرة على سورية والازمة في الداخل السوري والحرب العدوانية التي توسعت بالتدرج لتغدو حرباً كونية على سورية، كانت الرهانات أن سورية ستصمد اياماً او اشهراً قليلة، وكانت سورية تجيب على هذه الرهانات بالوقائع الحقيقية على الارض بالصمود الذي جسدته القيادة السياسية والجيش السوري والمؤسسات والوعي الشعبي السوري الرافض لهذه المؤامرة الخطيرة». وأكد خليل أن «سورية منذ فترة كبيرة تمثل الحلقة الاكبر من حلقات الممانعة والمقاومة في المنطقة في وجه المشاريع الاميركية والاسرائيلية. ونحن تعودنا في كل هذه المسيرات على ان الدماء تعطي شحنة ناجعة الى الأمام وسقوط الشهداء يقوي المسيرة ويمتّن جسد المقاومة في المنطقة اكثر». ورأى أن «رهان الأعداء اصبح رهاناً فاشلاً بعد الذي جرى في سورية. كانوا يراهنون على أن يحدثوا ضربة كبيرة جداً للنظام، لكن وجدنا أن الامور اصبحت افضل مما كانت في السابق». وقال: «لم نأت لنقدم واجب العزاء بل واجب التهنئة، لأن العزاء ليس لنا وليس للنظام في سورية والسوريين بل للأعداء الذين فشلوا في كل المخططات التي كانوا يرمون اليها».