مع قرب إعلان مجلس صيانة الدستور في إيران أسماء المرشحين الذين سيخوضون السباق إلى الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، زادت التكهنات حول رفض قبول ترشّح أسفنديار رحيم مشائي، مستشار الرئيس محمود أحمدي نجاد، في حين أثار ترشح هاشمي رفسنجاني رئيس مجمّع تشخيص مصلحة النظام، جدلاً حول تأييد المحافظين والإصلاحيين له. ويسعى التيار الأصولي إلى اختيار مرشّحه بين سكرتير مجلس الأمن القومي سعيد جليلي ومستشار المرشد علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف. وكان لافتاً إلغاء الرئيس نجاد زيارة مقررة لتايلاند هذا الأسبوع، «بسبب انشغالاته الكثيرة»، كما أفاد مكتبه الإعلامي الذي أعلن أن رئيس منظمة الحماية البيئية محمد جواد محمدي زاده سيرأس الوفد الإيراني. وصرّح سكرتير لجنة الانتخابات المركزية صولت مرتضوي بأن «الحملات الانتخابية ستبدأ بعد إعلان أسماء المرشحين الثلثاء»، فيما علّق مشائي على تقارير عن رفض مجلس صيانة الدستور ترشّحه بالقول: «لا أفكر بذلك، وإنني سعيد لما قلته عن الربيع الإيراني». ولمّح عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى مهدي دواتكري إلى احتمال مناقشة الكفاءة السياسية للرئيس نجاد بعد رفض ترشيح مشائي، مبدياً اعتقاده بأن «نجاد سيعارض قرار مجلس صيانة الدستور، وسيلجأ إلى طرق غير قانونية لتنفيذ الأمر، خصوصاً أن تجربته في السلطة أثبتت تمسكه بمواقف غير شرعية». وحتّم ذلك تحذير رئيس المكتب السياسي في «الحرس الثوري» رسول سنائي راد من اندلاع اضطرابات عشية الانتخابات التي وصفها ب «المعقدة ولا يمكن التنبؤ بنتائجها». أما قائد «الحرس الثوري» في مدينة همدان (غرب) غلام علي أبو حمزة فقال إن «دولاً غربية ستزيد ضغوطها بالتنسيق مع تيارات المعارضة لزعزعة أمن إيران خلال الانتخابات، وذلك علي مرحلتين أولهما بعد إعلان لائحة المرشحين المقبولين، والثانية بعد صدور النتائج. وفي إطار تفاعل الوسط الإيراني مع ترشيح رفسنجاني، نفى النائب المحافظ علي مطهري، الناطق باسم الحملة الانتخابية لرفسنجاني، انتماء الأخير إلى التيار الإصلاحي ونيله فقط دعم أنصار المرشّح السابق مير حسين موسوي، لافتاً إلى تأييد محافظين كثيرين له أيضاً. وكانت جمعية «العلماء المناضلين» (روحانيون) الإصلاحية أعلنت في بيان دعمها ترشّح رفسنجاني «كونه يوفّر فرصة مناسبة لإيجاد الحلول لمشاكل إيران». ونقل موقع «مشرق» المتشدد عن أحد مستشاري رفسنجاني قوله إن «الأخير سيدعو إلى مقاطعة الانتخابات في حال عدم قبول ترشّحه. لكن المرشّح السابق موسوي أبلغ الموقع ذاته أن «دخول رفسنجاني السباق لعبة من النظام لزيادة المشاركة الشعبية لتعزيز إيمان المواطنين بنزاهة الانتخابات». واتهم سكرتير حزب «عمال البناء» (كاركزاران) غلام حسين كرباسجي الأصوليين بأنهم لا يريدون تنظيم انتخابات جدية، بل انتخابات صورية، مؤكداً صدقية الإصلاحيين في خوضها على رغم عدم تأييدهم نتائج 2009.