يشمر لاعبو الهلال عن سواعدهم لتجاوز العقبة الأولى نحو بلوغ ربع نهائي دوري أبطال آسيا عندما يواجهون نظيرهم لخويا القطري مساء اليوم في ذهاب دور ال16 على إستاد الملك فهد الدولي في الرياض. جاء تأهل الهلال بعد أن حل في وصافة ترتيب المجموعة الرابعة ب12 نقطة، إثر تحقيقه الفوز في أربع مناسبات على حساب الريان القطري ذهاباً وإياباً، والعين الإماراتي والاستقلال الإيراني، وتعرض للخسارة مرتين أمام العين والاستقلال، فيما تأهل لخويا عبر البطاقة الأولى للمجموعة الثانية، بعد أن جمع 11 نقطة إثر تعادله مع الاتفاق السعودي وبختاكور الأوزبكي ذهاباً، وخسارته أمام الشباب الإماراتي، قبل أن يحقق الفوز إياباً أمام الاتفاق وبختاكور والشباب. الهلال خرج أخيراً من الدور الأول لمسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال على يد منافسه في الأعوام الأخيرة الاتحاد، ما يجعل مدربه ولاعبيه أمام تحدٍّ كبير لتعويض الجماهير بفوز مقرون بأداء فني يمسح الصورة الباهتة التي ظهر بها الفريق في الآونة الأخيرة، وعلى رغم ظروف الإصابات التي لازمت الصفوف الزرقاء في المباريات السابقة، إلا أن المدرب الكرواتي زلاتكو تحت يده خيارات عدة لانتقاء التشكيل المناسب الذي من شأنه تحقيق أهدافه، ودائماً ما يكون رباعي الوسط سالم الدوسري والبرازيلي ويسلي والكولومبي غوستافو ونواف العابد مصدر القوة الحقيقية للفريق، إذ يتحرك الدوسري والعابد على الطرفين بحيوية عالية، ومن خلفهما عبدالله الزوري وياسر الشهراني، ما يجعل الهجمة الزرقاء في غاية الضراوة، ويعطي ياسر القحطاني والكوري يوبيونغ حرية التحرك بمساحات أكبر في مناطق الخصم. الهفوات الدفاعية أرهقت الفريق كثيراً في المباريات الحاسمة، لذا سيعمل المدرب الكرواتي على إيجاد ساتر دفاعي في منتصف الميدان، سعياً لتعويض تواضع أداء متوسطي الدفاع البرازيلي أوزيا وماجد المرشدي، وفي معظم الأحيان يكون العبء الأكبر على الحارس الشاب عبدالله السديري لتحمل أخطاء المرشدي وأوزيا المتكررة. دكة الاحتياط الزرقاء لم تعد قادرة على إحداث الفارق في حال تعذّر الحلول في الحصة الأولى، فالبدلاء أقل بكثير من الطموحات، عدا محمد الشلهوب صاحب الخبرة العريضة، إلا أن تواضع المخزون اللياقي يحد من خطورته، ويجعل جل اعتماد المدرب على العناصر الأساسية منذ البداية، من دون التفكير بإدخار بعض الأوراق للمراحل الأهم في المواجهة. وعلى الضفة الثانية، يدخل لخويا المواجهة بظروف مشابهة لمضيفه، بعد أن ودع بطولة كأس أمير قطر أخيراً في مرحلة نصف النهائي على يد منافسه السد، وبات مدربه البلجيكي إيريك غيريتس يسعى جاهداً إلى التعويض للوصول أبعد نقطة في البطولة الآسيوية. البلجيكي غيريتس يعرف خطوط خصمه جيداً بعد أن أشرف على تدريبه قبل أعوام عدة، ما يجعله في تحدٍّ آخر مع لاعبيه السابقين، ومن المنتظر أن تكون المواجهة في قمة الإثارة، عطفاً على التنافس المحموم بين لاعبي الهلال ومدرب لخويا، وعلى رغم تواضع خبرة لاعبي الضيوف في الاستحقاق الآسيوي، إلا أنه يملك أسماء أكثر من جيدة تستطيع تحقيق أفضل النتائج بوجود المهاجم التونسي يوسف المساكني، والسنغالي أسيار ديا، والكوري نام تاي، إضافة إلى سبيستيان سوريا وكريم بوضيف وغيرهم من اللاعبين الذين تعول عليهم الجماهير لتحقيق الطموحات. التعادل خارج الديار في حسابات مباريات الذهاب والإياب بمثابة الانتصار، لذا لن يبالغ البلجيكي غيريتس في الشق الهجومي، وسيبحث عن العودة بنتيجة إيجابية تساعد فريقه في مهمة التأهل في مباراة الرد في الدوحة، وما يرجح كفة فريقه في موقعة الليلة الدراية الكبيرة التي يملكها عن مكامن القوة والضعف في صفوف الفريق الهلالي.