يدخل الفريقان السعوديان الهلال والاتفاق المنعطف الأهم في مشوارهما «القاري» نحو بلوغ المرحلة الثانية من دوري أبطال آسيا مساء اليوم، عندما يستضيف الهلال في الرياض نظيره الاستقلال الإيراني في الجولة الثالثة (ختام الدور الأول) في المجموعة الرابعة، فيما يحل الاتفاق ضيفاً على الشباب الإماراتي في دبي ضمن مواجهات المجموعة الأولى. الهلال - الاستقلال يدرك الهلاليون صعوبة الموقعة وأهمية حصد النقاط الثلاث، إذ ما أرادوا تعزيز موقفهم في معترك الصدارة، فالفريق لديه ثلاث نقاط في مركز «الوصافة»، ولا مجال للتنازل عن أية نقطة في عقر الديار، فمباريات الذهاب والإياب تتطلب تحقيق الفوز عندما تقام تحت أنظار جماهيرك، والبحث عن النتيجة الإيجابية على أرض الخصم، وهو ما يجعل المدرب الكرواتي زلاتكو مطالب بتكتيك مختلفاً عن المباراة الأخيرة في الاستحقاق المحلي أمام الاتحاد، فعلى رغم الفوز بنتيجة عريضة، إلا أن التكتيك الفني على أرض الميدان لم يكن مقنعاً، فالفراغات كانت كبيرة بين الدفاع والوسط، وظهرت أخطاء دفاعية فادحة، إلى جانب تراجع مستوى حارس المرمى عبدالله السديري وعاب على أدائه سوء التوقيت للكرات العرضية. خط الوسط هو مصدر القوة ومفتاح الانتصار الأزرق، متى ما حضر نواف العابد وسالم الدوسري وياسر الشهراني كما يجب فنياً وذهنياً، إذ يملكون المهارة العالية التي تمكنهم من الوصول إلى مناطق الخصم بكل سهولة، في الوقت الذي يقوم عبدالله الزوري بمساندة هجومية أكثر من رائعة على الرواق الأيسر، إلا أن اندفاعه للخطوط الأمامية يفرض على محوري الارتكاز الكولومبي غوستافو بوليفار وسلمان الفرج القيام بواجباتهما الدفاعية على أكمل وجه، حتى لا يستفيد الخصم من المساحات المتاحة في المناطق الخلفية، فيما تبدو مشاركة البرازيلي ويسلي لوبيز غير مجدية في ظل المستويات المتواضعة التي ظهر بها في الآونة الأخيرة، فأدواره على أرض الميدان غير واضحة، وتحركاته باتت بطيئة ومكشوفة للخصوم. الجماهير الهلالية تعول على المهاجم ياسر القحطاني لفك طلاسم الدفاعات الإيرانية، خصوصاً أنه يملك الخبرة الكافية في مثل هذه المواجهات الحاسمة، كما أن مشاركة الكوري الجنوبي يو بيونغ ستكون ضرورة ملحة في حال تأخر الوصول إلى شباك الضيوف، كون الكوري لاعباً نشطاً وذا بنية جسمانية قوية تمكنه من التغلب على الخصوم في الكرات المشتركة. وعلى الضفة الأخرى، يسعى المدرب الإيراني أمير قلعة إلى إحكام السيطرة على الصدارة، بعد أن جمع أربع نقاط وضعت فريقه في المركز الأول، إثر التغلب على أقوى المرشحين العين الإماراتي في الجولة السابقة، والتعادل أمام الريان القطري خارج ملاعبه في الجولة الأولى، لذا ستكون حساباته مختلفة جداً في مواجهة الليلة، التي تعد منعطفاً حاسماً للفريقين، كون الفائز سيقترب كثيراً من وضع يده على إحدى بطاقتي التأهل، ولا شك أن التعادل سيكون فوزاً للفريق الإيراني، فيما خسارة الهلال ستدخله دوامه صعبة لن تكون في مصلحته إطلاقاً. مدرب الاستقلال يملك عناصر أكثر من رائعة، تجيد التعامل المثالي مع أصعب المواجهات، ويكفي وجود الأنيق نيكونام صاحب اللمسات الرائعة، إضافة إلى المهاجم المخضرم فرهاد مجيدي، وأرش برهاني وغيرهم من الأسماء الكبيرة في الكرة الإيرانية. الشباب - الاتفاق يتطلع كلا الفريقين إلى التعويض على حساب الآخر، فالاتفاق لا يملك سوى نقطة يتيمة إثر تعادله الأخير أمام لخويا القطري سلبياً، وضعته في المركز قبل الأخير، ولا مجال أمام مدربه البولندي سكورزا سوى البحث عن الفوز، من أجل الإبقاء على فرص التأهل، وعلى رغم المستويات الضعيفة التي ظهر بها الفريق في المباريات الأخيرة في الاستحقاقين الآسيوي والمحلي، وكان آخرها الخسارة الموجعة أمام الشعلة، إلا أن الفريق قادر على النهوض مجدداً في ظل وجود عناصر جيدة أمثال يحيى الشهري وزامل السليم ويوسف السالم وأحمد عكاش. الاتفاق يفتقر إلى الاستفادة من المحترفين الأجانب، في ظل سلبية الغيني البرنس تاغو في خط المقدمة، وتراجع مستوى المدافع البرازيلي كارلوس سانتوس وغياب دور العماني أحمد كانو، وهو ما جعل المدرب يستعين بالعديد من العناصر الشابة لتعويض دور المحترفين الأجانب في الخطوط كافة. وفي الجانب الآخر، يتحصن الشباب بالأرض والجمهور بحثاً عن أول النقاط، بعد أن خسر الرهان في الجولتين السابقتين عندما خسر على يد لخويا القطري وبختاكور الأوزبكي، وسيعمل المدرب البرازيلي باكيتا جاهداً على عدم التفريط بفرصة إقامة المباراة تحت أنظار جماهيره، لتحقيق الانتصار الأول والتخلص من ذيل الترتيب، ومن ثم التفكير بكيفية المنافسة على مراكز المقدمة.