يجري وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم، محادثات في موسكو تتركز على ملفي سورية وإيران إضافة إلى تحضيرات قمة مجموعة بلدان «الثمانية الكبار». وتوقعت مصادر روسية ان تضع المحادثات اطاراً لتقريب وجهات النظر بين البلدين تحضيراً للقاء الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره باراك اوباما، والمقرر الشهر المقبل. ورغم أن الشق الرسمي من محادثات كيري في موسكو ستكون مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لكن اوساطاً قريبة من الكرملين رجحت ان يقوم بوتين باستقباله، بناء على اتفاق تم مع اوباما خلال محادثة هاتفية جرت قبل ايام بين الرئيسين. ولم تستبعد المصادر ان يقوم الكرملين بتسليم كيري رسالة جوابية موجهة إلى اوباما، رداً على رسالة كان الاخير بعث بها إلى بوتين اواسط الشهر الماضي وسلمها في الكرملين مستشار الامن القومي توم دونيلون. ورغم أن الأوساط الروسية تكتمت على محتوى الرسالة والرد عليها، لكن لافروف كان أشار قبل يومين إلى أن بلاده اعدت رداً على رسالة اوباما. ولمح خبراء إلى أن الجانبين يسعيان إلى تقريب وجهات النظر حيال ملفات خلافية عدة بينها الموضوع السوري والملف النووي الإيراني بالإضافة إلى قضايا ثنائية، في مقدمها مسألة «حرب القوانين» المضادة لانتهاكات حقوق الانسان في البلدين، وموضوع «الدرع» الصاروخية، وسبل مواصلة النقاش حول الحد من الانتشار النووي. فيما اعتبرت وسائل إعلام روسية أن الطرفين «باتا أقرب للوصول إلى رزمة من الاتفاقات حول ملفات خلافية». وكان كيري مهد لزيارته بالقول: «تأخرت كثيراً في زيارتي ولكني اعول عليها بشكل قوي خصوصاً في ضوء طيف الملفات الواسعة الذي يجب ان نبحث فيها، بينها سورية وإيران وقمة الثمانية». واعتبر ناطق روسي أمس أن التطورات المتسارعة في الشأن السوري تدفع موسكووواشنطن إلى محاولة «طرح افكار جديدة» تهدف إلى تهدئة الموقف. لكن لافروف استبق اللقاء بتأكيد ضرورة التوصل إلى رؤية تقوم على أساس اتفاق جنيف، مجدداً تحذير بلاده من خطورة «وضع شروط مسبقة للحوار». وكان مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية باتريك فينتريل قال إن الملف السوري سيتصدر المحادثات التي سيجريها كيري في موسكو، مؤكداً أن الموقف الأميركي من الأزمة السورية لم يتغير، وهو يتمثل بضرورة الإسراع في إحداث انتقال سياسي يضع حداً للعنف وسفك الدماء، مشيراً إلى أن من ضمن الخلافات بين واشنطنوموسكو دعم وتسليح النظام السوري. كما ستتطرق مباحثات كيري في موسكو، بحسب فينتريل، الى موضوع استخدام الأسلحة الكيمياوية. وفي موسكو قال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن الرئيسين فلاديمير بوتين وباراك أوباما «أشارا إلى أهمية أن يبقى وزيرا خارجية البلدين على تواصل مستمر ويسعيا لإيجاد خطوات ما مشتركة. وأكدا استعداد الجانبين لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتسوية المشكلة السورية». وأعلن أوشاكوف أن أوباما سيزور موسكو قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين المقررة في مدينة سان بطرسبورغ. لكنهما سيلتقيان قبل ذلك خلال اعمال قمة مجموعة «الثماني الكبار» في إيرلندا الشمالية الشهر المقبل.