فرضت موسكو إجراءات أمنية مشددة تحضيراً لوصول الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم. واستعد الروس لإستقبال الضيف بتجهيز جناح خاص في أرقى فنادق العاصمة وبتدريبات يقوم فيها حرس الشرف منذ فترة طويلة. وطالبت السلطات المختصة سكان العاصمة الروسية «بالصبر والتفهم» للتدابير الأمنية المشددة التي اتخذت تحضيراً لوصول أوباما، اذ نشرت أعداداً كبيرة من رجال الأمن والأجهزة الخاصة، وقطعت طرقاً موصلة إلى الكرملين حيث سيجري اللقاء الرسمي مع الرئيس ديمتري ميدفيديف، وكذلك الفندق الذي سيقيم فيه الضيف الأميركي. وأعلن الكرملين أن برنامج زيارة أوباما يتضمن محادثات رسمية يجريها اليوم مع ميدفيديف، بعد زيارة نصب الجندي المجهول قرب جدران الكرملين. ويعقد الرئيسان في أعقاب المحادثات مؤتمراً صحافياً مشتركاً ينتظر أن يكون توقيع إتفاق «إطار» حول معاهدة التسلّح الإسترتيجي التي سيوقعها الجانبان في صياغتها الأخيرة قبل نهاية العام الحالي، أبرز ما سيعلن خلاله. وفي برنامج الرئيس الأميركي فطور عمل غداً مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، ينتظر أن يكون «ساخناً» كما علّق بعضهم، لأن أوباما استبق زيارته بالإشارة إلى أن بوتين «يقف بإحدى قدميه في الماضي والثانية في المستقبل»، وقال إنه سينصح «الزعيم القوي للشعب الروسي» بتجاوز ذهنية الحرب الباردة. وهو أمر ردّ عليه بوتين بلباقة ولكن بحزم، مشيراً إلى أن «روسيا تقف على قدمين ثابتتين»، وأن المطلوب هو تنازلات أميركية في شأن «الدرع الصاروخية» وتوسيع «الأطلسي»، وغيرها من الملفات الخلافية. من جهته، أمل ميدفيديف (يو بي آي) أن تحقق زيارة أوباما نتائج ملموسة تصبّ في مصلحة البلدين والعالم. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) أمس عن رسالة تهنئة بعث بها ميدفيديف إلى الرئيس الأميركي بمناسبة العيد الوطني للولايات المتحدة «اننا نعدّ بنشاط لزيارتكم موسكو، منطلقين من (افتراض) أن هذه الزيارة ستسفر عن نتائج محدّدة، ومن شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات التنموية لما فيه صالح المواطنين الروس والأميركيين، والسلام والتقدم». ورأى الرئيس الروسي أن «التفاعل اليوم بين روسيا والولايات المتحدة يكتسب أهمية خاصة لحل أهم مشاكل العصر الحديث، كالمحافظة على الاستقرار الاستراتيجي، ومنع الانتشار النووي ومكافحة الإرهاب الدولي وتسوية الصراعات الإقليمية». وأمل أن تتحلى الشراكة الروسية - الاميركية بديناميكة «من خلال الجهود المشتركة والعمل بروح من الاحترام المتبادل والثقة، فتنتقل العلاقات الى مستوى نوعي جديد يلبّي مصالح دولنا والمجتمع العالمي بأسره». وكان مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، سيرغي بريخودكو قال ان الرئيسين ميدفيديف وأوباما سيعلنان عن انطلاق التعاون المشترك في المجال النووي ويوقعان اتفاقية استئناف العلاقات العسكرية بين البلدين، ويعلنان عن وضع آلية جديدة للتعاون يشرف عليها وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون.